المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 4647


حور العين
10-13-2019, 01:31 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

حديث اليوم

باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
{ وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ الرَّاجِعُ الْمُنِيبُ }




حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

( إِنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنِّ تَفَلَّتَ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلَاتِي فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ
فَأَخَذْتُهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ
كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي
فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا عِفْرِيتٌ مُتَمَرِّدٌ مِنْ إِنْسٍ أَوْ جَانٍّ مِثْلُ زِبْنِيَةٍ جَمَاعَتُهَا الزَّبَانِيَةُ )

الشرح‏:‏

حديث أبي هريرة في تفلت العفريت على النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏تفلت علي‏)
‏ بتشديد اللام أي تعرض لي فلتة أي بغتة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏البارحة‏)‏
أي الليلة الخالية الزائلة، والبارح الزائل
ويقال من بعد الزوال إلى آخر النهار البارحة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فذكرت دعوة أخي سليمان‏)‏
أي قوله‏:‏ ‏(‏وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي‏)‏ وفي هذه إشارة إلى أنه
تركه رعاية لسليمان عليه السلام، ويحتمل أن تكون خصوصية سليمان
استخدام الجن في جميع ما يريده لا في هذا القدر فقط، واستدل الخطابي بهذا
الحديث على أن أصحاب سليمان كانوا يرون الجن في أشكالهم وهيئتهم حال
تصرفهم، قال‏:‏ وأما قوله تعالى‏:‏ ‏(‏إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم‏)‏
فالمراد الأكثر الأغلب من أحوال بني آدم، وتعقب بأن نفي رؤية الإنس للجن
على هيئتهم ليس بقاطع من الآية بل ظاهرها أنه ممكن، فإن نفي رؤيتنا
إياهم مقيد بحال رؤيتهم لنا ولا ينفي إمكان رؤيتنا لهم في غير تلك الحالة،
ويحتمل العموم‏.‏

وهذا الذي فهمه أكثر العلماء حتى قال الشافعي‏:‏
من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته، واستدل بهذه الآية‏.‏
والله أعلم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏عفريت متمرد من إنس أو جان مثل زبنية جماعته زبانية‏)‏
الزبانية في الأصل اسم أصحاب الشرطة، مشتق من الزبن وهو الدفع،
وأطلق على الملائكة، ذلك لأنهم يدفعون الكفار في النار، وواحد الزبانية
زبنية وقيل‏:‏ زبني وقيل‏:‏ زابن وقيل‏:‏ زباني وقال قوم لا واحد له من لفظه
وقيل واحده زبنيت وزن عفريت، ويقال عفرية لغة مستقلة ليست مأخوذة
من عفريت، ومراد المصنف بقوله‏:‏ ‏"‏ مثل زبنية ‏"‏ أي أنه قيل في عفريت
عفرية، وهي قراءة رويت في الشواذ عن أبي بكر الصديق، وعن أبي رجاء
العطاردي وأبي السمال بالمهملة واللام‏.‏

وقال ذو الرمة‏:‏ كأنه كوكب في اثر عفرية مصوب في ظلام الليل منتصب
وقد تقدم كثير من بيان أحوال الجن في ‏"‏ باب صفة إبليس وجنوده ‏"‏
من بدء الخلق‏.‏

قال ابن عبد البر‏:‏ الجن على مراتب، فالأصل جني، فإن خالط الإنس قيل‏:‏
عامر، ومن تعرض منهم للصبيان قيل‏:‏ أرواح، ومن زاد في الخبث قيل
شيطان، فإن زاد على ذلك قيل‏:‏ مارد، فإن زاد على ذلك قيل‏:‏ عفريت‏.‏

وقال الراغب‏:‏ العفريت من الجن هو العارم الخبيث، وإذا بولغ
فيه قيل عفريت نفريت‏.‏

وقال ابن قتيبة‏:‏ العفريت الموثق الخلق، وأصله من العفر وهو التراب،
ورجل عفر بكسر أوله وثانيه وتثقيل ثالثه إذا بولغ فيه أيضا‏.‏



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين