المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمثال في السنة (24)


حور العين
10-18-2019, 11:14 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

الأمثال في السنة (24)



مثل ابن آدم وإلى جنبيه تسعة وتسعون منيةً
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(مُثِّلَ ابْنُ آدَمَ وَإِلَى جَنْبِهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ مَنِيَّةً؛ إِنْ أَخْطَأَتْهُ الْمَنَايَا
وَقَعَ فِي الْهَرَمِ)(1).

شرح المفردات(2):

( مُثِّلَ ): بِضَمِّ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ مُثَلَّثَةٍ أَيْ صُوِّرَ وَخُلِقَ. وَقِيلَ: (مَثَلُ ابنُ آدَمَ):
بِفَتْحَتَيْنِ وَتَخْفِيفِ الْمُثَلَّثَةِ، وَيُرِيدُ بِهِ: صِفَتَهُ وَحَالَهُ الْعَجِيبَةَ الشَّأْن.

( اِبْنُ آدَمَ ): بِالرَّفْعِ نَائِبُ الْفَاعِلِ.

( وَإِلَى جَنْبِهِ ): الْوَاوُ لِلْحَالِ، أي: بِقُرْبِهِ.

( تِسْعٌ وَتِسْعُونَ ): أَرَادَ بِهِ الْكَثْرَةَ دُونَ الْحَصْرِ.

( مَنِيَّةً ) بِفَتْحِ الْمِيمِ، أي: بَلِيَّةً مُهْلِكَةً. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَي: سَبَبُ مَوْتٍ.

( وَقَعَ فِي الْهَرَمِ ): الْهَرَمُ مُحَرَّكَةٌ أَقْصَى الْكِبَرِ.

مفهوم الحديث:

في الحديث بيان حَال اِبْنِ آدَمَ أَنَّ تِسْعًا وَتِسْعِينَ مَنِيَّةً مُتَوَجِّهَةٌ إِلَى نَحْوِهِ
مُنْتَهِيَة إِلَى جَانِبِهِ، وَقِيلَ: مَثَلُ ابْنِ آدَمَ مَثَلُ الَّذِي يَكُونُ إِلَى جَنْبِهِ تِسْعٌ
وَتِسْعُونَ مَنِيَّةً.

قَالَ بَعْضُهُمْ: يُرِيدُ أَنَّ أَصْلَ خِلْقَةِ الإِنْسَانِ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ لاَ تُفَارِقَهُ الْمَصَائِبُ
وَالْبَلايَا وَالأَمْرَاضُ وَالأَدْوَاءُ كَمَا قِيلَ: "الْبَرَايَا أَهْدَافُ الْبَلايَا".

وَكَمَا قَالَ صَاحِبُ الْحِكَمِ ابْنُ عَطَاءٍ: مَا دُمْت فِي هَذِهِ الدَّارِ لا تَسْتَغْرِبْ وُقُوعَ
الأَكْدَارِ، فَإِنْ أَخْطَأَتْهُ تِلْكَ النَّوَائِبُ عَلَى سَبِيلِ النُّدْرَةِ أَدْرَكَهُ مِن الأَدْوَاءِ
الدَّاءُ الَّذِي لا دَوَاءَ لَهُ وَهُوَ الْهَرَمُ.

وَحَاصِلُهُ: أَنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ، فَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ
صَابِرًا عَلَى حُكْمِ اللَّهِ، رَاضِيًا بِمَا قَدَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَقَضَاهُ(3).

فوائد الحديث:

1- على المسلم حسن الاستعداد للآخرة، فإن الموت مدركه مهما طال عمره.

2- أن الموفق هو من اغتنم أوقات صحته وقوته وفراغه، حتى لا يدركه
الموت وهو مفرط في طاعة ربه، ومقيم على معصيته.

3- أن الهرم من المصائب، لما يصاحبه من الضعف وانحلال القوى،
ولذا شرع للمسلم أن يستعيذ بالله تعالى منه(4).
---------------
(1) جامع الترمذي، برقم: (2456). وصحّحه الألباني، ينظر: الجامع
الصغير وزيادته، 1/ 1077، برقم: (10764)، وصحيح الجامع، برقم:
(5825).

(2) ينظر: تحفة الأحوذي، 6/ 304.

(3) ينظر: المرجع السابق.

(4) كما في البخاري رقم 2667،( 4 / 200 - 202 )
ومسلم رقم2723 ( 8 / 75 ).