المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4828


حور العين
04-11-2020, 03:07 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
معنى اسم الله الحَيِيّ (04)

ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بَهَذَا الاسمِ:

2- أوَّلَ كثيرٌ مِنْ العلماء صِفَةَ الحياءِ الثابتةَ له سُبْحَانَهُ فِي الأحاديثِ
الصحيحةِ المتقدمةِ: بالتركِ تارةً، وبالكراهيةِ تارةً، وبالرَّحمةِ تارةً،
وعدمِ العِقابِ والعذابِ أُخرى، وكُلُّها مِن لوازمِ الحياءِ.

أ- منهم الحليميُّ فِي قولهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله حَيِيٌّ كريمٌ يَسْتَحْيِي
مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا"، قال: "ومعناه: أنه يكرَهُ أَنْ
يردَّ العبدَ إذا دعاه فسأله ما لا يمتنعُ فِي الحكمة إعطاؤه إيَّاهُ، وإجابتُه إليه،
فهو لا يفعلُ ذلك، إلا أَنَّهُ لا يخاف من فِعلِهِ ذمًّا، كما يخافُهُ النَّاسُ فيكرهون
لذلك فعلَ أمورٍ وتركَ أمورٍ، فإِنَّ الخوفَ غيرُ جائزٍ عليه".

ب- والبيهقي فِي قوله: "فاسْتَحْيا فاسْتَحْيا اللهُ منه"،
قال: "أي: جازاه على استحيائِهِ بأنْ تركَ عقوبَتَهُ على ذُنوبِهِ".

جـ- والنوويُّ فِي قوله صلى الله عليه وسلم:
"وأمَّا الآخرُ فاسْتَحْيا فاسْتَحْيا اللهُ عز وجل منه..." الحديث، قال: "أي:
رَحِمَهُ ولم يُعذِّبْهُ، بل غَفرَ ذنوبَهُ، وقيل: جازاه بالثَّوابِ".

د- والحافظ ابن حجر في الحديثِ نفسِهِ، قال: "أي: رَحِمَهُ ولمْ يُعاقِبْهُ".

هـ- والأُقليشي إذْ يقولُ: "وأما وصْفُ اللهِ تَعَالَى بأنَّهُ (حييٌّ) فوزنه فعيلٌ
من الحياء، وهذا الوصْفُ فِي حقِّ الله تعالى مُتأوَّلٌ!!

إذِ العبدُ هو الموصُوفُ بالحياءِ، لأنَّها حالةٌ يجدُها العبدُ فِي نفسِهِ
تَحملُهُ على إجلالِ المُسْتَحْيا منه.

ولمَّا كان اللهُ تعالى مُتكرِّمًا على سائِلِهِ، وقاضيًا حوائجَ داعيهِ، لا يردُّهم
بكرمِهِ، وَصَفَ نَفسَهُ بالحياءِ الذي يُوصَفُ به مَنْ كَرُمتْ نفسُهُ، وكانت له
سَجِيةٌ حيِّيةٌ، فإنه من أوصاف المدحِ فِي الخَلْقِ، وكلُّ وصفٍ كان للمخلوق
حسنًا، فللهِ منه الحظُّ الأكملُ، وإنْ كان فيه إيهامٌ فإنه فِي حقِّهِ متأوَّلٌ.

وقد وَصفَ نفسَهُ بأنَّهُ يَستحيي من العبدِ، ووَصف نفسَه بأنه لا يستحيي
من الحقِّ، فحياؤه مِنْ عبدِهِ يرجعُ إلى قضاءِ حاجتِهِ، بصفةِ كرمِهِ، وكونه
لا يَستحيي من الحقِّ يرجعُ إلى صفةِ عَدْلِهِ، القاضيةِ بجريانِ الحقِّ على أهله،
ولكلِّ صفةٍ مقامٌ، وكيفٌ، فكان هذا الوصفُ من أوصافِ الأفعالِ،
لأنه عبارةٌ عن إظهار كرمِهِ، وإدْرار نِعَمه".

و- والسِّنْدِيُّ قال: "(حيي) بكسرِ أولى الياءين مخفَّفةٌ، وَرفْعِ الثانيةِ مشدَّدةٌ؛
أي: الله تعالى تاركٌ للقبائح، ساتِرٌ للعيوب والفضائحِ، يحبُّ السَّترَ من العبد،
ليكون مُتخلِّقًا بأخلاقِهِ تعالى، فهو تعريضٌ للعبادِ،
وحَثٌّ لهم على تحري الحياء".

وغيرُهُم ممَّنْ أخطَأَ في هذا البابِ، عفا اللهُ عنَّا وعنهُم بمنِّهِ وكرمِهِ.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين