المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح الدعاء (31)


حور العين
04-26-2020, 03:01 PM
من:الأخت / الملكة نور





شرح الدعاء (31)



(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ؛ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ،
وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ؛ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ)([1]).

قوله: (اللَّهم إني أعوذ بك من الجوع): فيه استعاذة من ألم الجوع، وشدة
مصابرته؛ فإن الجوع يضعف القوى, ويشوش الدماغ, فيثير أفكاراً رديئة,
وخيالات فاسدة, فيخل بوظائف العبادات، والمراقبات، ويثير الغضب،
وسوء الخلق.

قوله: (فإنه بئس الضجيع):
أي المضاجع, أي النائم معي في الفراش الواحد, فلما كان يلازم صاحبه في
المضجع سُمي ضجيعاً, وقوله: (بئس) لأنه يمنع استراحة البدن، وخُصّ
الضجيع بالجوع لينبه على أن المراد الجوع الذي يلازم الليل والنهار.

قوله: (وأعوذ بك من الخيانة):
وهي مخالفة الحق بنقض العهد في السر, وهي تشمل الخيانة بين العبد
والعبد, وتشمل الخيانة بين العبد وربه تعالى، فهي شاملة لجميع التكاليف
الشرعية التي أمر اللَّه عز وجل [بها], قال اللَّه تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }([2]) .

قوله: (فإنها بئس البطانة):
هي خلاف الظهارة, واستعيرت لمن يخصه الرجل بالاطلاع على باطن أمره,
فلما كانت الخيانة أمراً يبطنه الإنسان ويُسرّه، ولا يُظهره سُميت بطانة([3])

([1]) أخرجه أبو داود، كتاب الوتر، باب في الاستعاذة، برقم 1547،
والنسائي، كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من الجوع، برقم 5483، وفي
السنن الكبرى، 4/ 452، برقم 7851، وابن ماجه، كتاب الأطعمة،
باب التعوذ من الجوع، برقم 3354، وابن حبان،
3/ 304، والحاكم، 1/ 534، وأبو يعلى، 11/ 297، وعبد الرزاق، 10/
440، وابن أبي شيبة، 10/ 187، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود، 2/
91، وصحيح ابن ماجه،
2/ 238، وصحيح النسائي، 3/1112.

([2]) سورة الأنفال، الآية: 27.

([3]) فيض القدير، 2/ 123 , 150 .