المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4858


حور العين
06-17-2020, 02:11 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
معنى اسم الخبير (02)

وُرُودُهُ فِي القرآنِ الكريمِ:
وَرَدَ اسمُ (الخبير) فِي القرآنِ خمسًا وأربعين مرةً منها:
قولُه تعالى: { وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }
[آل عمران: 180].

وقولُه: { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } [الأنعام: 73].

وقولُه: { إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ } [فاطر: 31].

وقولُه: { قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ } [التحريم: 3].

وقولُه: { إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ } [العاديات: 11].

مَعْنَى الاسمِ فِي حَقِّ الله تَعَالَى:
قال ابنُ جريرٍ: في قولِهِ: { نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ }: "العليمُ بسرائِرِ عبادِهِ
وضمائِرِ قُلوبِهم، الخبيرُ بأمورِهِم الذي لا يَخفَى عنه شَيءٌ".

وقال: "خبيرٌ بكل ما يعملونَه ويكسبونَهُ من حَسَنٍ وسيّءٍ،
حافظٌ ذلك عليهم ليجازِيَهُم على كلِّ ذلك".

قال الخطابيُّ: "هو العالِمُ بكُنْهِ الشَّيءِ، المُطَّلعُ على حقيقتِهِ كقولِهِ تعالى:
{ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا } [الفرقان: 59].

يقال: فلانٌ بهذا الأمرِ خَبِيرٌ، وله به خَبْرٌ، وهو أخبَرُ به من فُلانٍ، أي: أعلَمُ.

إلا أنَّ الخُبْرَ فِي صفةِ المخلوقينَ إنما يُستعملُ فِي نوعِ العِلمِ الذي يَدخُلُه
الاختِبارُ، ويُتوَصلُ إليه بالامتحانِ، والاجتهادِ، دُونَ النوعِ المعلوم
ببدائِهِ العقولِ.

وعِلمُ اللهِ سُبحانه، سواءٌ فيما غَمضَ من الأشياءِ وفيما لَطُف، وفيما تجلَّى بِهِ
منهُ وظَهَر، وإنما تختلفُ مدارِكُ عُلُومِ الآدميين الذين يَتَوصلونَ إليها
بمقدِّماتٍ من حِسٍّ، وبمعاناةٍ من نظرٍ وفكرٍ، ولذلك قيل لهم: ليس الخَبَرُ
كالمعاينةِ، وتعالى الله عن هذه الصفات عُلوًّا كبيرًا" اه.

قال الغزَّاليُّ: "(الخبيرُ): هو الذي لا تعزُبُ عنه الأخبارُ الباطنةُ، ولا يجري
في المُلكِ والملكُوتِ شَيءٌ، ولا يتحرَّكُ ذرةٌ ولا يسكنُ، ولا يضطرِبُ نَفَسٌ
ولا يطمئنُّ، إلا ويكون عندَهُ خَبَرُهُ.

وهو بمعنى (العليمِ)، لكنَّ العِلمَ إذا أُضِيفَ إلى الخفايا الباطنة
سُمِّي خِبْرةً، وسُمِّي صاحبُها خَبيرًا" اهـ.

وقال السَّعديُّ: "(العليمُ الخبيرُ) وهو الذي أحاط عِلمُه بالظواهِرِ والبواطِنِ،
والإسرارِ والإعلانِ، وبالواجباتِ والمستحيلاتِ والممكناتِ وبالعالمِ العُلويِّ
والسُّفليِّ، وبالماضي والحاضر والمستقبلِ، فلا يخفى عليه شيء
ٌ من الأشياءِ" اهـ

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين