المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4859


حور العين
06-18-2020, 02:20 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
معنى اسم الله الحي
وثمرات الإيمان به (01)

الدَّلاَلاَتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (الحيّ):
الحيُّ فِي اللُّغة صِفَةٌ مشبهةٌ للموصوفِ بِالحَياةِ، فِعلُهُ (حَيَى) يحْيَا مِن باب (تَعِبَ) حياةً فهو (حيٌّ)، قَالَ:
{ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ } [الأنفال: 42].
والحَيُّ مِنْ كُلِّ شيءٍ: نَقِيضُ الميّتِ، والجمعُ أَحْياء.
والحَيُّ يُطْلَقُ أيضًا عَلَى كُلِّ مُتَكَلِّمٍ نَاطِقٍ.
وَالحَيُّ مِنَ النَّبَاتِ مَا كَانَ أَخْضَرَ طَرِيًّا يَهْتَزُّ.
وَالحَيُّ أيضًا: هُوَ الواحدُ مِنْ أَحْياءِ العَربِ يقع على بَني أَبٍ، كثروا أم قلوا، وعلى شَعْبٍ يجمَعُ القبائلَ.
والحي أَيضًا البطنُ مِنْ بطونِ العربِ.

والحيُّ سُبْحَانَهُ هُوَ الدائمُ فِي وجودِهِ الباقي حيًّا بذاته عَلَى الدوامِ
أزلًا وأبدًا، لا تأخذُهُ سِنةٌ ولا نومٌ.

وهَذَا الوصفُ ليس لِسِواه، فأي طاغوتٍ عُبِدَ مِنْ دون اللهِ إنْ كَانَ حيًّا فحياتُهُ
تُغالبُها الغفلةُ والسِّناتُ، وإِنْ قاوَمَها وأراد البقاءَ عَددًا مِنَ الساعاتِ فإِنَّ
النومَ يراودُهُ ويأتيه، فضلًا عَنْ كونِ الموتِ يوافيهِ، فَلاَ يَنفردُ بكمالِ الحياةِ
وَدَوَامِهَا باللزوم إلا الحيُّ القيومُ.

قال ابنُ جريرٍ الطبري: "وأما قولُه الحيُّ فإنَّهُ يعني: الذي له الحياةُ الدائمةُ
والبقاءُ، الذي لا أولَ له يُحدُّ ولا آخِرَ له يُؤمَّدُ، إذ كَانَ كلُّ ما سِوَاه فإنه وإن
كان حيًّا فلحياتِهِ أولٌ محدودٌ، وآخرٌ مأمودٌ، ينقطع بانقطاعِ أمدِها
وينقضي بانقضاءِ غايتِها".

والحيُّ سُبْحَانَهُ هو المتصفُ بالحياةِ كوصفِ ذاتٍ للهِ لا يتعلق بمشيئتِهِ،
وإنْ تعلَّقَ بها فالإحياءُ وصفُ فعلِهِ.

ولَـمَّا كان كلُّ ما سِوى اللهِ حياتُه قائمة على إحياءِ اللهِ، وإحياءُ الله يدلُّ
بالضرورةِ عَلَى وصفِ الحياةِ، عَلَى اعتبار أنَّ الحياةَ الذاتيةَ لله هِيَ الحياةُ
الحقيقيةُ وكل مَنْ سِواه يفنى أو قابلٌ للفناء بمشيئةِ اللهِ، فإنَّ اسمَ الله الحيّ
دالٌّ عَلَى الوَصفينِ معًا، الحياةُ كوصفِ ذاتٍ والإحياءُ كوصفِ فعلٍ، ومِنْ هنا
كانت دعوةُ الموحِّدين إِلَى الاعتمادِ على اللهِ؛ لأنه الحيُّ الذي لا يموت

كما قال سُبْحَانَهُ: { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } [الفرقان: 58].

والله عز وجل مِنْ أسمائِهِ المقيّدةِ المحيِي فلم يَرِدْ فِي القرآن والسُّنَّة
إلا مضافًا كَمَا فِي قولِهِ:

{ إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [الروم: 50]،

فالمحيي اسمٌ مقيدٌ يدل على صفةِ الحياةِ باللزوم والإحياءِ بالتَّضمنِ والله
عز وجل هو الحيُّ الذي يحيي ويميتُ، إنْ تعلق وصفُ الحياة بالمشيئة كان
الإحياءُ وصفَ فعلِهِ، وإنْ لم يتعلقْ بهَا كَانَتْ الحياةُ وصفَ ذاتِهِ.

وُرُودُهُ فِي القرآنِ الكريمِ:

وَرَدَ هَذَا الاسمُ فِي خمسِ آياتٍ مِنْ الكتابِ العزيزِ، وهِيَ:

قولهُ تَعَالَى: { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ }
[البقرة: 255].

وقولهُ تَعَالَى: { الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } [آل عمران: 1، 2].

وقولهُ تَعَالَى: { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا }
[طه: 111].

وقولهُ تَعَالَى: { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ
وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا } [الفرقان: 58].

وقولهُ تَعَالَى: { هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ }
[غافر: 65].

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين