المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 22.02.1433


vip_vip
04-19-2012, 01:02 PM
حديث اليوم
مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي : عاشوراء أي يوم هو )

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله تعالى عنهما قَالَ

[ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ يَوْمُ الْعَاشِرِ ]

قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ يَوْمُ التَّاسِعِ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ يَوْمُ الْعَاشِرِ
وَ رُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ صُومُوا التَّاسِعَ وَ الْعَاشِرَ وَ خَالِفُوا الْيَهُودَ
وَ بِهَذَا الْحَدِيثِ يَقُولُ الشَّافِعِيُّ وَ أَحْمَدُ وَ إِسْحَقُ .

الشـــــــروح

قَوْلُهُ : ( أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ يَوْمَ الْعَاشِرِ )
هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْعَاشُورَاءَ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ .
قَالَ فِي اللُّمَعَاتِ : مَرَّاتُ صَوْمِ الْمُحَرَّمِ ثَلَاثَةٌ : الْأَفْضَلُ أَنْ يَصُومَ يَوْمَ الْعَاشِرِ وَ يَوْمًا قَبْلَهُ وَ يَوْمًا بَعْدَهُ ،
وَ قَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ أَحْمَدَ . وَ ثَانِيهَا : أَنْ يَصُومَ التَّاسِعَ وَ الْعَاشِرَ ، وَ ثَالِثُهَا : أَنْ يَصُومَ الْعَاشِرَ فَقَطْ .
وَ قَدْ جَاءَ فِي التَّاسِعِ وَ الْعَاشِرِ أَحَادِيثُ ، وَ لِهَذَا لَمْ يَجْعَلُوا صَوْمَ الْعَاشِرِ وَ الْحَادِيَ عَشَرَ مِنَ الْمَرَاتِبِ ،
وَ إِنْ كَانَ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي هَذِهِ أَيْضًا ، وَ كَذَا لَا يُجْزِئُ التَّاسِعُ مِنْ السَّنَةِ ، انْتَهَى .
قُلْتُ : قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : وَ لِأَحْمَدَ مَرْفُوعًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :
صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، خَالِفُوا الْيَهُودَ ، صُومُوا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ ،
وَ هَذَا كَانَ فِي آخِرِ الْأَمْرِ ، وَ قَدْ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ
فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ ، وَ لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ فِيمَا يُخَالِفُ فِيهِ أَهْلَ الْأَوْثَانِ ،
فَلَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ وَ اشْتُهِرَ أَمْرُ الْإِسْلَامِ أَحَبَّ مُخَالَفَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ أَيْضًا كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ ،
فَهَذَا مِنْ ذَلِكَ ، فَوَافَقَهُمْ أَوَّلًا وَ قَالَ

( نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ (،

ثُمَّ أَحَبَّ مُخَالَفَتَهُمْ فَأَمَرَ بِأَنْ يُضَافَ إِلَيْهِ يَوْمٌ قَبْلَهُ وَ يَوْمٌ بَعْدَهُ خِلَافًا لَهُمُ ، انْتَهَى .

قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ الْأَوَّلُ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَ أَبُو دَاوُدَ ، وَ الثَّانِي انْفَرَدَ بِهِ التِّرْمِذِيُّ
وَ هُوَ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَإِنَّهُ لَمْ يُسْمَعْ مِنْهُ ،
وَقَوْلُ التِّرْمِذِيِّ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ لَمْ يُوَضِّحْ مُرَادَهُ أَيَّ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَرَادَ ،
وَ قَدْ فَهِمَ أَصْحَابُ الْأَطْرَافِ أَنَّهُ أَرَادَ تَصْحِيحَ حَدِيثِهِ الْأَوَّلِ فَذَكَرُوا كَلَامَهُ هَذَا عُقَيْبَ حَدِيثِهِ الْأَوَّلِ ،
فَتَبَيَّنَ أَنَّ الْحَدِيثَ الثَّانِيَ مُنْقَطِعٌ وَ شَاذٌّ أَيْضًا لِمُخَالَفَتِهِ لِلْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الْمُتَقَدِّمِ ،
كَذَا فِي عُمْدَةِ الْقَارِي