المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4893


حور العين
07-22-2020, 03:37 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

شرح اسم الباطن (06)

وأَمَّا عُبُودِيَّتُهُ باسْمِهِ (الظَّاهِرِ) فَكَمَا فَسَّرَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ:
"وأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وأَنْتَ البَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ".

فَإِذَا تَحَقَّقَ العَبْدُ عُلُوَّهُ المُطْلَقَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِذَاتِهِ، وأَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ
البَتَّةَ، وأَنَّهُ قَاهِرٌ فَوْقَ عِبَادِهِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إلى الأَرْضِ ثُمَّ يُعْرَجُ إليهِ،

{ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }
[فاطر: 10]،

صَارَ لِقَلْبِهِ أَمَمًا يَقْصُدُه، ورَبًّا يَعْبُدُهُ، وإِلَهًا يَتَوَجَّهُ إليهِ، بِخِلَافِ مَنْ لَا يَدْرِي
أَيْنَ رَبُّهُ فَإِنَّهُ ضَائِعٌ مُشَتَّتُ القَلْبِ، لَيْسَ لِقَلْبِهِ قِبْلَةٌ يَتَوَجَّهُ نَحْوَها ولَا مَعْبُودٌ
يَتَوَجَّهُ إليهِ قَصْدُهُ، وصَاحِبُ هَذِهِ الحَالِ إذَا سَلَكَ وتَأَلَّهَ وتَعَبَّدَ طَلَبَ قَلْبُهُ إلَهًا
يَسْكُنُ إليهِ ويَتَوَجَّهُ إليهِ، وقَدِ اعْتَقَدَ أَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ العَرْشِ شَيْءٌ إلَّا العَدَمُ،
وأَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ العَالَمِ إِلَهٌ يُعْبَدُ ويُصَلَّى لَهُ ويُسْجَدُ، وأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى العَرْشِ
مَنْ يَصْعَدُ إليهِ الكَلِمُ الطَّيِّبُ ولَا يُرْفَعُ إليهِ العَمَلُ الصَّالِحُ، جَالَ قَلْبُهُ في الوُجُودِ
جَمِيعِهِ فَوَقَعَ في الاتِّحَادِ ولَا بُدَّ! وتَعَلَّقَ قَلْبُهُ بالوُجُودِ المُطْلَقِ السَّارِي
في المعيناتِ، فاتَّخَذَ إِلَهَهُ مِنْ دُونِ إِلَهِ الحَقِّ وظَنَّ أَنَّهُ قَدْ وَصَلَ على عَيْنِ
الحَقِيقَةِ! وإنَّمَا تَأَلَّهَ وتَعَبَّدَ لِمَخْلُوقٍ مِثْلِهِ، ولِخَيَالٍ نَحَتَهُ بِفِكْرِهِ واتَّخَذَهُ إِلَهًا
مِنْ دُونِ اللهِ سُبْحَانَهُ، وإلَهُ الرُّسُلِ وَرَاءَ ذَلِكَ كُلِّهِ

{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
* إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ
وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ } [يونس: 3، 4].

وقَالَ:

{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ * يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ
إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ *
ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ
وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ *
ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ
وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ } [السجدة: 4 - 9].

فَقَدْ تَعَرَّفَ سُبْحَانَهُ إلى عِبَادِهِ بِكَلَامِهِ مَعْرِفَةً لَا يَجْحَدُها
إلَّا مَنْ أَنْكَرَهُ سُبْحَانَهُ، وإنْ زَعَمَ أَنَّهُ مُقِرٌّ بِهِ.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين