المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا توجد عندي همة في العمل


vip_vip
04-29-2012, 02:23 PM
لا توجد عندي همة في العمل (http://www.ataaalkhayer.com/)


أنا شاب غير متعلم، مع أن الفرصة أمامي،
ولكن لا توجد عندي همة للدراسة، أعمل في وظيفة جيدة،
و لكن للأسف لا أقوم بواجبي بشكل جيد،
عندي قلق دائم من المستقبل، من الخارج يظن الناس أني سعيد،
ومن الداخل أنا لا أحب نفسي، ولا أحب أسلوبي في الحياة.
كل يوم أقول سأبدأ، و لكني لا أبدأ أبداً،
تعبت كثيراً من تقصيري في عملي ودراستي،
وعدم ثقتي بنفسي، مع أني وبفضل الله أداوم على صلاة الجماعة،
وأحضر الدروس في المساجد،
ولكن تقصيري في عملي أفقدني لذة كل شيء،
مع أن كل شيء حولي جيد: أهلي وزملائي وأصحاب العمل.
لم أستطيع إلى الآن أن أعرف ما هي هواياتي،
أو ما هو الشيء الذي أحبه. أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
1- يعالج المرء الهمة الضعيفة بأمور منها ما يلي:
أ- الاطلاع على سير أصحاب الهمم العالية،
والوقوف على أخبار الجادين والناجحين.
ب- (مهم جداً) مصاحبة ذوي الهمم العالية والجادّين والناجحين،
فإن ذلك يكسب الإنسان -ولو بعد زمن– تلك الصفة الطيبة.
ج- التذكر الدائم للآثار الحسنة للهمة العالية،
فالهمة العالية والجد والاجتهاد في الدراسة أو العمل لها نتائج حسنة،
وثمرات مباركة، منها: أن الإنسان يحقق إنجازات،
ويخطو إلى الأمام خطوات، ويحقق آماله وأمانيه التي يرجوها.

ومنها: الراحة النفسية والسعادة القلبية التي يجدها
إذا كان جادًّا وصاحب همة عالية،
وستختفي عبارات (عندي قلق من المستقبل)،
(من الداخل أنا لا أحب نفسي)، (عدم ثقتي بنفسي أتعبتني).
د- وهناك أسباب معنوية لحصول الهمة العالية، والجد في الحياة:
منها: ال دعاء : فإن الأمر بيد الله، فألح في ال دعاء وأكثر وكرر ولا تملّ.
ومنها: التوكل على الله تعالى: فاعتمد عليه وحده، وفوض الأمر إليه.
ومنها: الحمد: فكلما خطوت خطوة إلى الأمام،
أو حققت إنجازاً وعملت عملاً أحمد الله ليعطيك الله أكثر.
2- أخي العزيز إذا عالجت همتك أدى ذلك إن شاء الله إلى عنايتك
بعملك وواجبك الوظيفي، وأنا أدعوك إلى عمل الخطوات التالية؛
لتكون سبباً في حرصك على العمل وإتقانك لوظيفتك:
أ- التعرف على خطر هذا السلوك (التفريط في الوظيفة).
ولا أقصد الخطر الإداري أي العقوبات الإدارية
–لو كانت موجودة- بل أقصد الخطر
الأخروي والعقوبات الشرعية في الدنيا.
فالتفريط في العمل يؤدي إلى محق بركة مال المسلم،
فلا يستفيد منه كثيراً.

التفريط في العمل الوظيفي يستوجب القصاص يوم القيامة،
إذ يأخذ صاحب المال حقه في الآخرة من حسنات آخذ المال بغير وجه حق،
كما في حديث
(أتدرون ما المفلس...)
رواه الإمام مسلم (2581).

التفريط في العمل الوظيفي يستوجب العقاب يوم القيامة

(كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به)

حديث حسن، أعيذك بالله من ذلك.
التفريط في العمل الوظيفي بسبب عدم إجابة ال دعاء
–إذا شاء الله ذلك- كما في حديث

(فأنى يستجاب لذلك)

رواه الإمام مسلم (1015).
ب- الزم نفسك بالتخلص من جزء من راتبك يكون مساوياً لتفريطك في وظيفتك،
وذلك توبة إلى الله، وحتى لا تأكل مالاً ليس حلالاً لك،
وهذا سيدفعك إلى عدم التفريط في عملك الوظيفي.
ج- الزم نفسك بصلاة ركعتين توبة واستغفاراً كلما فرطت في عملك الوظيفي،
وسيؤدي هذا إلى عدم التفريط وصرف الشيطان عنك.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.