المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 4941


حور العين
09-14-2020, 03:18 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

حديث اليوم



لا ضرر ولا ضرار


عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله تعالى عنه
أن رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم قال:

( لا ضرر ولا ضرار )
حديث حسن، رواه ابن ماجة والدارقطني ومالك في الموطأ.

الشرح
اعلم أن من أضر بأخيه فقد ظلمه، والظلم حرام كما تقدم في حديث
أبي ذر

[يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا]
وقال النبي (صلى الله عليه وسلم)

[إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام]

وأما قوله [لا ضرر ولا ضرار] فقال بعضهم: هما لفظان بمعنى واحد، تكلم
بهما جميعاً على وجه التأكيد، وقال ابن حبيب: الضرر عند أهل العربية
الاسم، والضرار الفعل: فمعنى [لا ضرر] أي لا يدخل أحد على أحد ضرراً لم
يدخله على نفسه، ومعنى [لا ضرار] لا يضار أحد بأحد، قال المحاسني:
الضرر هو الذي لك فيه منفعة وعلى جارك فيه مضرة، وهذا وجه حسن،
وقال بعضهم: الضرر والضرار مثل القتل والقتال، فالضرر أن تضر من
لا يضرك، والضرار: أن تضر من أضر بك، من غير جهة الاعتداء بالمثل
والانتصار بالحق، وهذا نحو قوله (صلى الله عليه وسلم)

[أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك]

وهذا معناه عند بعض العلماء: لا تخن من خانك بعد أن انتصرت منه في
خيانته لك، كأن النهي إنما وقع على الابتداء، وأما من عاقب بمثل ما عوقب
به وأخذ حقه فليس بخائن وإنما الخائن من أخذ ما ليس له أو أكثر مما له،
واختلف الفقهاء في الذي يجحد حقًّا عليه، ثم يظفر المجحود بمال للجاحد قد
ائتمنه عليه، أو نحو ذلك، فقال بعضهم: ليس له أن يأخذ حقه في ذلك لظاهر
قوله [أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك] وقال آخرون: له أن
ينتصر منه ويأخذ حقه من تحت يده، واحتجوا بحديث عائشة في قصة هند
مع أبي سفيان، وللفقهاء في هذه المسألة وجوه واعتلالات ليس هذا
موضوع ذكرها، والذي يصح في النظر: أنه ليس لأحد يضر بأخيه، سواء
ضره أم لا، إلا أن له أن ينتصر ويعاقب إن قدر بما أبيح له بالحق،

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين