تأملات قرآنية في الثورة السورية

[هيفولا]

تأملات قرآنية في الثورة السورية


الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمدلله رب العالمين

*****
قال الله وهو أصدق القائلين جل جلاله
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ}

والله لو انتهت الآيه هنا لعلمنا أن الشهيد ليس بميت
لأن الله جل في علاه قال ذلك فهو ليس
بميت ولكن أين هو الأن ؟؟

ماهو عكس الموت؟
عكس الموت الحياه
{بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}

هؤلاء يعيشون أفضل منا ومنك

وقال تعالى
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ }

يؤكدها الله دائما
((فِي سَبِيلِ اللَّهِ))

فلا تقاتلو أحبتي من أجل أرض ,
الأرض هذه خلقت وسوف يدكها الله دكا إذا زلزلت

وتمحى هذه الأرض كلها لاتقاتل على شيء يفنى
ولا أحد يبقى إلا الله ولا أحد يستطيع أن يسعدك إلا الله

الله سبحانه يستطيع أن يسعـــــدك وأنت ميــــت
ويكون نعيمك في موتك أفضل من نعيم الأحياء الذين يبكون عليك

فكم الأن شهداء ميتون نبكي عليهم وهم يتنعمــــــون

وهذا الكلام ليس تحليل من عندنا بل كلام صدق من ربنا سبحانه,

قال تعالى
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا}

إذاً أين هم يارب ...؟؟؟؟
(بَلْ أَحْيــــــَاءٌ)

هذه الكلمه ,أقسم بالله أنها تجعل الأعناق تشرأب
وتدعوا الله يااارب أقبضنا شهداء,

فهذه ليست شهادات الدنيا, ليست شهادة دكتوراه ولا بروفيسور ولاملك ,
,هنا انتقل الشهيد الى مكان موضع السوط فيه
خير من الدنيا وما فيها,,فمابالك بما وراءه

فتأمل الشرف في قوله تعالى
{بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }

فشتان بين من مات في سبيل الله وجاور ربه
ومن عاش وجاور أهله,
وشتان بين جوارنا وجواره

وهذه هي القضايا الإيمانيه التي يود اليهود والنصارى
أنك عندما تقرأ كتاب الله لا تعرف معناه ومحتواه

,الله تعالى عندما تكلم في قضية الصلاة
{فقال تعالى

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى
حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ

فقصد الله جل وعلا في هذه الآيه أن تتدبر ما تقول
وتعلم ما تقول ولم يحصر المعنى على القول فقط,

فعندما تقرأ الآيات التي تتحدث عن نعيم الشهداء,
تقرأها وأنت تستشعر نعيمهم, فعندما تفهم

آيات الكتاب وترى شهيدا أمامك لن تنظر إليه بنظرة الشفقه,
إنما ستدعوا الله جل وعلا أن تكون

مثله و أن يثيبك الله ما أثابه من نعيم الشهداء
لأنك تدبرت آيات الله تعالى ووقعت في قلبك

ولنتدبر ماهي نفسيتهم الذين قال الله عنهم أحياء
وإذا قال الله أنهم أحيــاء ففعلا هـــم أحيـــــاء
رضوا الأعداء أم لم يرضوا

هم أرادوا قتله فعـــاش ذاك,
ولكن ليست حياة من عندهم حياه من رب العـــالمين
(بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)

ماذا سيرزقهم أعظم ملك في الأرض؟
هل سيعطيه من نبات الأرض

والله يقول
{ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}
ومن هو أعظم ملك يستطيع أن يكرمك غير الله
فهل ستظن أن ملك من طين ويعود إلى الطين سيكرمك؟؟؟؟

لا الذي سيكرمك هو مالك الملك سبحانه

الملك الذي أعطى هؤلاء الملك
الله يقول في الشهداء يرزقون عندي
{بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}

وانظر إلى تفصيل الأيات
وماهي نفسية الذين عند ربهم يرزقون؟؟
{ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}

حي وفرحان وسعيد ومع ربه
,وفضــل!!! تبكي عليه؟؟؟!!

هل هذا من تبكي على موته..؟؟
أتبكي على من هو حي وسعيد عند الله ..؟؟

فلتبكي على نفسك.. وأبكي على نفسي

هذ النفسيه لو كانت لدينا أقسم بالله أن يزلزل العدو

وليس لدي في جهادك أيها العدو الا أني أقاتلك وانتصر أو أني أذهب إلى ربي شهيدا

فالقضيه لدي هي أما أن أكسب أو أكسب ,
والشهاده أعظم من النصــر

فهناك فرق عندما يقاتل إنسان ويعيش بعد ذلك سنين ويكون بين أهله
وبين أنه يقتل اليوم ويذهب عند ربه ,

فقد وصف الله الشهداء عند ربهم أنهم فرحيــن

وإذا قال الله تعالى فرحين أي أنهم فرحين ,

ولن نتصور كيف هو فرحهم عند الله تعالى ,
وكيف نتصور ذلك ونحن لم ندرك أنهم أحياء ولقد رآيناهم أموات

,فكيف ندرك فرحهم
{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ }

فرحين,,ماذا بعدها ماذا يقول وماذايفعل الشهداء؟؟...
{وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}

حتى وإن رأيت الشهيد أمام عينك وجسده مقطع فهو عند الله سعيد ويستبشر,,

وإذا قال الله يستبشر فإذا هو يستبشر بأعوانهم المجاهدين

الذين لم يلحقوا بهم ,يستبشر بجنود

الله المجاهدين في أرضه وأعوانهم ,
إلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

وأعادها الله وقال سبحانه
{ويَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}

هل هناك ضمان أفضل من هذا ...؟؟
هل هناك ملك من ملوك الأرض يضمن لك نعيم بعد وفاتك..؟؟

فكم من مات فداء للظالمين ولبشار ,,
من أعوانهم وجنودهم الذين يقتلون الأبرياء في سوريا

فماذا سيعطيهم بشار بعد موتهم؟؟!!
لن يجد شيئا إذا وقف بين يدي الله جل في علاه

وقال تعالى:
.{ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ }

تخاف وترتعب ؟؟
فهم يخافون مثلكم
{فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}

وكل هذا البلاء لكي ينظف الصف
{ إنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ}

دخلت الحرب وقاتلت وقاومت الجيش الظالم وجرحت يدك وقطعت
فأن عند أعدائك من جرحت يده وقطعت,,
,ولننظر إلى تفصيل الآيات

قال تعالى :
{إنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ}

إذاً مالضمان مالذي يجعلنا ندخل بنفسيه تكسر الجبل؟

ماهي ضمانات العلي القدير جل جلاله
إنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ}

مالفرق ؟؟َ

{وتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ
وهذه الآيات التي جعلت الصحابه يتفكرون بها
وجعلت الأعرابي يقول أنا لي قطوف دانيه تدنوا عندي

ولي جنه عرضها السموات والأرض لي ما أشاء فيها بعد هذه الحياة
التي ويوم فرح ويوم حزن وتعاسه
والله يارسـول الله أشهــد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ثم ذهب يرعى في غنمه
وجــاء منادي الجيش ,,فقاتلوا وغنم المسلمين
فقسم النبي الغنائم وقال هذا للأعرابي فلان
فذهبوا ينادونه فلما جاء قال: لبيك يارسول الله
قال له النبي: خذ هذا فهو حقك من الغنائم
فقال الأعرابي

:"يارسول الله ماعلى هذا عاهدتك إنما عاهدتك على سهم أن أقاتل معك في
سبيل الله ثم ألقى العدو مقبلا غير مدبر ثم يآتيني سهم غر
فيدخل من هنا ويخرج من هنا

,,وأشار إلى عنقه

,فأقتل في سبيل الله فأدخل الجنة التي وعدت"

قال النبي عليه الصلاة والسلام :إن تصدق الله يصدقك
فقام ونادى منادى الجهاد
وهورجل مخلص بينه وبين رب العالمين
فجاءه سهم غر في المعركه وهو مقبل غير مدبر,,فدخل في عنقه
فرآه النبي وهو شهيد فأراد أن يعطي الصحابة درس
فقال: أهـو هــــو؟؟
"هو من جاء وقال لم أعاهدك على غنائم وترك نصيبه"
قالوا: هو يارسول الله
فحمله النبي علي الصلاة والسلام بين يديه
وقال اللهم إنه مـــات شهيـــدا وإني على ذلك لشهيـــد

فيوم القيامه يآتي الناس حفاة عراة, ويآتي المجروح والمكلوم
تثعب الدماء اللون لون دم وريح ريح مسك

شــرف أمام النــاس وهذا هو موطن العــز
والله تعالى يقول{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ

} لكن هناك أحياء كثر؟؟!
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ }
فيسقــــط كـل النـاس ولايبقـــى إلا الله
فليس هناك من يتوفر فيه هذا الشرط إلا الله وحـــده
{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}


يتبع**