المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملف خاص عن الاستعداد لشهر رمضان المبارك الحلقه (14)


vip_vip
07-06-2012, 12:28 PM
الحلقه الرابعه عشر

كيف نستعد لقدوم شهر رمضان ؟ كيف نستعد لرمضان ؟
وما هي أفضل الأعمال لهذا الشهر الكريم ؟

الحمد لله
أولاً :

قد أحسنت أخي الفاضل بسؤالك هذا ، حيث سألت عن كيفية الاستعداد
لشهر رمضان ؛ حيث انحرف فهم كثير من الناس لحقيقة الصيام ، فراحوا
يجعلونه موسماً للأطعمة والأشربة والحلويات والسهرات والفضائيات ،
واستعدوا لذلك قبل شهر رمضان بفترة طويلة ؛ خشية من فوات بعض
الأطعمة ؛ أو خشية من غلاء سعرها ، فاستعد هؤلاء بشراء الأطعمة ،
وتحضير الأشربة ، والبحث في دليل القنوات الفضائية لمعرفة ما يتابعون
وما يتركون ، وقد جهلوا - بحق – حقيقة الصيام في شهر رمضان ،
وسلخوا العبادة والتقوى عنه ، وجعلوه لبطونهم وعيونهم .

ثانياً :

وانتبه آخرون لحقيقة صيام شهر رمضان فراحوا يستعدون له من شعبان
، بل بعضهم قبل ذلك ، ومن أوجه الاستعداد المحمود لشهر رمضان :

1- التوبة الصادقة .

وهي واجبة في كل وقت ، لكن بما أنه سيقدم على شهر عظيم مبارك فإن
من الأحرى له أن يسارع بالتوبة مما بينه وبين ربه من ذنوب ، ومما
بينه وبين الناس من حقوق ؛ ليدخل عليه الشهر المبارك فينشغل
بالطاعات والعبادات بسلامة صدر ، وطمأنينة فلب .

قال تعالى :

} وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {

النور/ من الآية 31 .

وعَنْ الأَغَرَّ بن يسار رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ )

رواه مسلم ( 2702 ) .

2- الدعاء .

وقد ورد عن بعض السلف أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم
رمضان ، ثم يدعونه خمسة أشهر بعدها حتى يتقبل منهم .

فيدعو المسلم ربَّه تعالى أن يبلِّغه شهر رمضان على خير في دينه في
بدنه ، ويدعوه أن يعينه على طاعته فيه ، ويدعوه أن يتقبل منه عمله .

3- الفرح بقرب بلوغ هذا الشهر العظيم .

فإن بلوغ شهر رمضان من نِعَم الله العظيمة على العبد المسلم ؛ لأن
رمضان من مواسم الخير ، الذي تفتح فيه أبواب الجنان ، وتُغلق فيه
أبواب النيران ، وهو شهر القرآن ، والغزوات الفاصلة في ديننا .

قال الله تعالى :

} قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ {

يونس/58 .

4- إبراء الذمة من الصيام الواجب .

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ :
كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ .
رواه البخاري ( 1849 ) ومسلم ( 1146 ) .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

ويؤخذ من حرصها على ذلك في شعبان أنه لا يجوز تأخير القضاء
حتى يدخل رمضان آخر .
" فتح الباري " ( 4 / 191 ) .

5- التزود بالعلم ليقف على أحكام الصيام ، ومعرفة فضل رمضان .

6- المسارعة في إنهاء الأعمال التي قد تشغل المسلم في رمضان عن العبادات .

7- الجلوس مع أهل البيت من زوجة وأولاد لإخبارهم بأحكام الصيام
وتشجيع الصغار على الصيام .

8- إعداد بعض الكتب التي يمكن قراءتها في البيت ،
أو إهداؤها لإمام المسجد ليقرأها على الناس في رمضان .

9- الصيام من شهر شعبان استعداداً لصوم شهر رمضان .

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ ،
فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ ،
وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ .

رواه البخاري ( 1868 ) ومسلم ( 1156 ) .

عَنْ أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَالَ : قُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ،
قَالَ :

( ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ
الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ) .

رواه النسائي ( 2357 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح النسائي " .

وفي الحديث بيان الحكمة من صوم شعبان ، وهو : أنه شهر تُرفع فيه
الأعمال ، وقد ذكر بعض العلماء حِكمة أخرى ، وهي أن ذلك الصوم
بمنزلة السنة القبلية في صلاة الفرض ، فإنها تهيئ النفس وتنشطها لأداء
الفرض ، وكذا يقال في صيام شعبان قبل رمضان .

10- قراءة القرآن .

قال سلمة بن كهيل : كان يقال شهر شعبان شهر القراء .
وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن .

وقال أبو بكر البلخي : شهر رجب شهر الزرع ، وشهر شعبان شهر
سقي الزرع ، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع .

وقال – أيضاً - : مثل شهر رجب كالريح ، ومثل شعبان مثل الغيم ، ومثل
رمضان مثل المطر ، ومن لم يزرع ويغرس في رجب ، ولم يسق في
شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان . وها قد مضى رجب فما أنت
فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان ، هذا حال نبيك وحال سلف الأمة
في هذا الشهر المبارك ، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات .

ثالثاً :

ولمعرفة الأعمال التي ينبغي على المسلم فعلها في شهر رمضان :
انظر جواب السؤال رقم (26869 ) و ( 12468 ) .
والله الموفق .

الإسلام سؤال وجواب