المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 5197


حور العين
06-03-2021, 04:39 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم


{ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ }

إن من أعظم الجرم , وإن من أكبر الخسران أن يعود المرء بعد الغنيمة
خاسراً وأن يبدد المكاسب التي يسرها الله عز وجل في هذا الشهر الكريم ،
وأن يرتد بعد الإقبال مدبراً وبعد المسارعة إلى الخيرات مهاجراً وبعد عمران
المساجد بالتلاوات والطاعات معرضاً ؛ فإن هذه الأمور لتدل على أن القلوب
لم تحيا حياة كاملة بالإيمان ولم تستنر نورها التام بالقرآن , وأن النفوس
لم تذق حلاوة الطاعة ولا المناجاة , وأن الإيمان ما يزال في النفوس ضعيفاً
وأن التعلق بالله عز وجل لا يزال واهناً لأننا أيها الإخوة على مدى شهر كامل
دورة تدريبية على الطاعة والمسارعة إلى الخيرات والحرص على الطاعات
ودوام الذكر والتلاوة, ومواصلة الدعاء والتضرع والابتهال والمسابقة
في الإنفاق والبذل والإحسان ثم ينكس المرء بعد ذلك على عقبه .

فاحذر أيها – الحبيب - من العودة إلى المعاصي وإلى الغفلة والانتكاسة بعد
الهداية , والاعوجاج بعد الاستقامة, يقول تعالى :

{ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) }
سورة المائدة .

يا شهر مفترض الصوم الذي خلصت* * *فيه الضمائر والإخلاص للعمل
أرمضت يا رمضان السيئات لنا* * *بشر بنا للتقى علا على نهل

ولقد قال الله تعالى واصفاً حال بعض الناس في العبادة :

{ ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ
فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) }
سورة الحج .

قال السعدي رحمه الله في تفسيره : أي:
ومن الناس من هو ضعيف الإيمان، لم يدخل الإيمان قلبه، ولم تخالطه
بشاشته، بل دخل فيه، إما خوفا، وإما عادة على وجه لا يثبت عند المحن،
{ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ } أي: إن استمر رزقه رغدا، ولم يحصل له من
المكاره شيء، اطمأن بذلك الخير، لا بإيمانه. فهذا، ربما أن الله يعافيه،
ولا يقيض له من الفتن ما ينصرف به عن دينه، { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ }
من حصول مكروه، أو زوال محبوب { انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ } أي: ارتد عن
دينه، { خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ } أما في الدنيا، فإنه لا يحصل له بالردة ما أمله
الذي جعل الردة رأسا لماله، وعوضا عما يظن إدراكه، فخاب سعيه، ولم
يحصل له إلا ما قسم له، وأما الآخرة، فظاهر، حرم الجنة التي عرضها
السماوات والأرض، واستحق النار، { ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }
أي: الواضح البين. فهذا حال المنافق، إن صلحت له دنياه أقام على العبادة،
وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت انقلب، ولا يقيم على العبادة إلا لما صَلَح
من دنياه. وإذا أصابته شدّة أو فتنة أو اختبار أو ضيق، ترك دينه
ورجع إلى الكفر. تفسير السعدي 534 .

فلا تكن كعبد السوء إن أعطي رضي وإن منع قنط وسخط ,
بل وطن نفسك مع الصادقين المخلصين .

ولا تجعل نفسك في زمرة هؤلاء المنتكسين , الذين بدلوا نعمة الله كفرا ,
وأحلوا النقم مكان النعم .

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

ر