المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار الكون بين العلم والقرآن (08)


حور العين
08-10-2021, 05:17 PM
من الأخ المهندس / عبدالدائم الكحيل
أسرار الكون بين العلم والقرآن (08)

لآلئ تزيِّ العقد!

عندما رأى العلماء هذا الكون بمناظيرهم المقربة والمكبرة، ورأوا ما فيه

من نجوم ومجرات وغبار كوني وجدوا أنفسهم أمام بناء هندسي كوني

فسارعوا لإطلاق مصطلح [البناء] على هذا الحشد الضخم من المجرات

والدخان والغبار، ورأوا فيه ألواناً وزينة فشبهوها باللآلئ!

شكل (5) تمثل المادة المظلمة أكثر من 95% من حجم الكون، هذه

المادة لا نراها ولكنها موجودة وهي التي تسيطر على توزع المادة

المرئية في الكون. وحجم المادة المرئية في الكون أقل من 5% وهنا

تتجلى عظمة القرآن عندما تفوق على العلم بتسمية السماء ﴿بناء﴾

وليس كما يسميها العلماء "فضاء".

شكل (6) مجرة حلزونية تسير في الكون وفق نظام محكم، وتبعد أكثر من

130 ألف سنة ضوئية!! ويوجد أكثر من مئة ألف مليون مجرة في الكون

أكبر وأصغر من هذه. إن السماء كما يقول العلماء بناء محكم بل السماء

تظهر غنى في البناء، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بل إن البارئ سبحانه

*قد أقسم بهذا البناء: ﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴾ [الشمس: 5].

وفي أقوال العلماء عندما تحدثوا عن البناء الكوني نجدهم يتحدثون أيضاً

عن تشبيه جديد وهو أن المجرات وتجمعاتها تشكل منظراً رائعاً بمختلف

الألوان الأزرق والأصفر والأخضر مثل الخرز على العقد، أو مثل اللآلئ

المصفوفة على خيط. أي أن هؤلاء العلماء يرون بناءً وزينةً.

ففي إحدى المقالات العلمية نجد كبار علماء الفلك في العالم يصرحون*

بعدما رأوا بأعينهم هذه الزينة:

"إن المادة في الكون تشكل نسيجاً كونياً، تتشكل فيه المجرات على طول

*الخيوط للمادة العادية والمادة المظلمة مثل اللآلئ على العقد".

إذن في أبحاثهم يتساءلون عن كيفية بناء الكون، ثم يقررون وجود بناء

محكم، ويتحدثون عن زينة هذا البناء. ويقررون أن الكون يمتلئ بالمادة

العادية المرئية والمادة المظلمة التي لا تُرى، أي لا وجود للفراغ أو

الشقوق أو الفروج فيه. لقد وجدتُ أن القرآن يتحدث بدقة تامة وتطابق

مذهل عن هذه الحقائق في آية واحدة فقط!!!

والأعجب من ذلك أن هذه الآية تخاطب الملحدين الذين كذبوا بالقرآن،

يخاطبهم بل ويدعوهم للنظر والتأمل والبحث عن كيفية هذا البناء وهذه

الزينة الكونية، وتأمُّل ما بين هذه الزينة كإشارة إلى المادة المظلمة،

تماماً مثلما يرون!!!

يقول تعالى:

*﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾

[ق: 6].

والفروج في اللغة هي الشقوق.

واليوم نحن نشاهد من خلال الصور البناء الكوني كما ظهر للعلماء في

أضخم عملية حاسوبية، وتظهر المجرات كلبنات البناء التي تزين السماء،

وتظهر المادة المظلمة بلون أسود.

إذن تأمل معي قول العلماء بأن السماء بناء، ومزينة، ولا فروج أو فراغ

فيها، وتأمل كذلك قول الله تعالى:

﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾،

ألا تصور لنا الآية الكريمة ما يراه العلماء اليوم بأحدث الأجهزة؟

وتأمل أيضاً أخي القارئ كيف يتحدث هؤلاء العلماء في أحدث اكتشاف لهم

عن كيفية البناء لهذه المجرات، وكيف تتشكل، وكيف تُزيّن السّماء كما

تزين اللآلئ العقد! حتى الفراغ بين المجرات والذي ظنّه العلماء أنه خالٍ

تماماً، اتضح حديثاً أنه ممتلئ تماماً بالمادة المظلمة، وهذا يثبت أن

السماء خالية من أية فروج أو شقوق أو فراغ، وبما يتطابق تماماً

*مع النص القرآني الكريم.


من كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن

للدكتور عبد الدائم الكحيل