المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 5274


حور العين
08-26-2021, 04:21 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
حديث اليوم

باب غَزْوَةِ خَيْبَرَ...1

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ



( خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ فَسِرْنَا لَيْلًا فَقَالَ رَجُلٌ

مِنْ الْقَوْمِ لِعَامِرٍ يَا عَامِرُ أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا

فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُولُ اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا أَبْقَيْنَا وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا

إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا



فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَذَا السَّائِقُ قَالُوا عَامِرُ

بْنُ الْأَكْوَعِ قَالَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ وَجَبَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَوْلَا

أَمْتَعْتَنَا بِهِ فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ فَحَاصَرْنَاهُمْ حَتَّى أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ

ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَتَحَهَا عَلَيْهِمْ فَلَمَّا أَمْسَى النَّاسُ مَسَاءَ الْيَوْمِ

الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً



فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذِهِ النِّيرَانُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ

قَالُوا عَلَى لَحْمٍ قَالَ عَلَى أَيِّ لَحْمٍ قَالُوا لَحْمِ حُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ قَالَ النَّبِيُّ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْرِيقُوهَا وَاكْسِرُوهَا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ

أَوْ نُهَرِيقُهَا وَنَغْسِلُهَا قَالَ أَوْ ذَاكَ فَلَمَّا تَصَافَّ الْقَوْمُ كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ قَصِيرًا

فَتَنَاوَلَ بِهِ سَاقَ يَهُودِيٍّ لِيَضْرِبَهُ وَيَرْجِعُ ذُبَابُ سَيْفِهِ فَأَصَابَ عَيْنَ رُكْبَةِ

عَامِرٍ فَمَاتَ مِنْهُ قَالَ فَلَمَّا قَفَلُوا قَالَ سَلَمَةُ رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي قَالَ مَا لَكَ قُلْتُ لَهُ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي

زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَبَ مَنْ قَالَهُ

إِنَّ لَهُ لَأَجْرَيْنِ وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا

مِثْلَهُ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ قَالَ نَشَأَ بِهَا )



الشرح‏:‏



قوله‏:‏ ‏(‏خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فسرنا ليلا،

فقال رجل من القوم لعامر‏:‏ يا عامر ألا تسمعنا‏)

‏ لم أقف على اسمه صريحا، وعند ابن إسحاق من حديث نصر بن دهر

الأسلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره إلى

خيبر لعامر بن الأكوع وهو عم سلمة بن الأكوع واسم الأكوع سنان‏:‏ ‏

"‏ انزل يا ابن الأكوع فاحد لنا من هنياتك ‏"‏ ففي هذا أن النبي

صلى الله عليه وسلم هو الذي أمره بذلك‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏من هنيهاتك‏)‏

في رواية الكشميهني بحذف الهاء الثانية وتشديد التحتانية التي قبلها،

والهنيهات جمع هنيهة وهي تصغير هنة كما قالوا في تصغير سنة سنيهة‏.‏



ووقع في الدعوات من وجه آخر عن يزيد بن أبي عبيد ‏"

‏ لو أسمعتنا من هناتك ‏"‏ بغير تصغير‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏وكان عامر رجلا شاعرا‏)‏

قيل‏:‏ هذا يدل على أن الرجز من أقسام الشعر، لأن الذي قاله عامر

حينئذ من الرجز‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏اللهم لولا أنت ما اهتدينا‏)‏ في هذا القسم زحاف الخزم بمعجمتين

وهو زيادة سبب خفيف في أوله، وأكثرها أربعة أحرف، وقد تقدم في

الجهاد من حديث البراء بن عازب وأنه من شعر عبد الله بن رواحة،

فيحتمل أن يكون هو وعامر تواردا على ما تواردا منه، بدليل ما وقع لكل

منهما مما ليس عند الآخر، أو استعان عامر ببعض ما سبقه إليه

ابن رواحة‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏فاغفر فداء لك ما اتقينا‏)

‏ أما قوله فداء فهو بكسر الفاء وبالمد، وحكى ابن التين فتح أوله مع

القصر وزعم أنه هنا بالكسر القصر لضرورة الوزن، ولم يصب في ذلك

فإنه لا يتزن إلا بالمد‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏وبالصياح عولوا علينا‏)‏ أي قصدونا بالدعاء بالصوت العالي

واستغاثوا علينا، تقول‏:‏ عولت على فلان وعولت بفلان بمعنى استغثت به‏.‏



وقال الخطابي‏:‏ المعني أجلبوا علينا بالصوت، وهو من العويل‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏من هذا السائق‏)‏ في رواية أحمد فجعل عامر يرتجز ويسوق

الركاب وهذه كانت عادتهم إذا أرادوا تنشيط الإبل في السير ينزل بعضهم

فيسوقها ويحدو في تلك الحال‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏قال يرحمه الله‏)‏ في رواية إياس بن سلمة ‏"‏ قال غفر لك ربك ‏"‏

قال‏:‏ وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان يخصه إلا

استشهد، وبهذه الزيادة يظهر السر في قول الرجل ‏"‏ لولا أمتعتنا به‏"‏‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏قال رجل من القوم‏:‏ وجبت يا نبي الله، لولا أمتعتنا به‏)

‏ اسم هذا الرجل عمر سماه مسلم في رواية إياس بن سلمة ولفظه ‏"‏

فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له‏:‏ يا نبي الله لولا أمتعتنا بعامر ‏"‏

وفي حديث نصر بن دهر عند ابن إسحاق ‏"‏ فقال عمر‏:‏ وجبت يا رسول

الله ‏"‏ ومعنى قوله لولا أي هلا، وأمتعتنا أي متعتنا أي أبقيته لنا لنتمتع به

أي بشجاعته، والتمتع الترفه إلى مدة، ومنه أمتعني الله ببقائك‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏فأتينا خيبرا‏)‏

أي أهل خيبر‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏فحاصرناهم‏)‏

ذكر ابن إسحاق أن أول شيء حاصروه ففتح حصن ناعم، ثم انتقلوا

إلى غيره‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏حتى أصابتنا مخمصة‏)

‏ بمعجمة ثم مهملة أي مجاعة شديدة، وسيأتي شرح قصة الحمر الأهلية

في كتاب الذبائح إن شاء الله تعالى‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏وكان سيف عامر قصيرا فتناول به ساق يهودي ليضربه‏)‏

في رواية إياس بن سلمة ‏"‏ فلما قدمنا خيبر خرج ملكهم مرحب

يخطر بسيفه يقول‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏قال قتيبة نشأ‏)‏ أي بنون وبهمزة، والمراد أن قتيبة رواه عن حاتم

بن إسماعيل بهذا الإسناد فخالف في هذه اللفظة‏.‏



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين