المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة من القلب إلى القلب في رمضان


هيفولا
07-27-2012, 12:58 PM
*{إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا
تسليما }

أسئلة من القلب إلى القلب في رمضان

http://www.teaser.fr/%7Eyaccard/cosmos/chakras/coeur.jpg

•هل أطمئنُّ للرهان عليه في نيْل بركاته، والعبِّ مِن خيراته،
والإقبال على طاعاته، والتزوُّد مِن قرباته؟
أم أقلقُ وأخشَى منه أن يخذلني عند جدِّ الجدِّ،
ويصدمني عندَ بداية الكد، ويَفضحني عندَ نهاية العدّ،
فيكون مصيري الصد والرد؟

• وهل قلْبي يؤهلني لأكونَ مِن المقبولين، فأنال في نهاية الشَّهر التهاني،
أم يؤخِّرني فأكونَ مِن المحرومين، فأستقبل عندَها التعازي؟
كما رُوي عن الإمام عليٍّ - رضي الله عنه -:
أنَّه كان ينادي في آخِر ليلة من شهر رمضان:
يا ليتَ شِعري، مَن هذا المقبولُ فنهنِّيَه؟ ومَن هذا المحروم فنعزِّيَه؟

• هل أسبق في مضمارِ شهر الصيام، فأكون مِن الفائزين المحسنين،
أم أتخلّف فأكون مِن الخائبين المبطِلين؟
كما قال الحسنُ البصري - رحمه الله تعالى -:
"جعَل الله شهر رمضان مضمارًا لخلْقه، يستبقون فيه بطاعته إلى مَرْضاتِه،
فسبق قومٌ ففازوا، وتخلَّف قومٌ فخابوا، فالعجَب مِن اللاعِب الضاحِك،
في اليوم يفوز فيه المحسِنون، ويخسَر فيه المبطِلون".

( ...)

1) أيها القلب: كيف حالُك مع ربِّ الجلالة؟
أغَفْلَة دائِمة عنه؟ أم أَمْن وجَهالة؟
• أمَّا الأولى فمهلكة بيِّنة، والثانية ضعْف يقين بالرِّسالة.
فطلِّق غفلتَك، وأقبل عليه بصِدق، وقوِّ يقينك وتحرَّر مِن وحل الكلالة،
لتنجوَ بحقٍّ مِن هذه الحالة.
فما طابتِ الدنيا إلاَّ بذِكْره، ولا الآخِرة إلا بعفوِه، ولا الجنَّة إلا برُؤيته.

2) أيها القلب: كيف حالك مع الإسلام؟
أعقوق وسوء تمثيل له؟ أم وهن في العقْد الذي بيْنه وبينك؟
• أمَّا الأولى فعزَّة به، والتزام طريقه المستقيم،
أو يصحَبك ما دمت مقصِّرًا في حقِّه ذل عميم،
أمَّا الثانية فتمتين ميثاقه الغليظ، واستمساك بعقده العظيم،
أو استعدَّ لشهادته أمامَ مولاك عليك، فانتظر عندَها مصيرك الأليم.

3) أيها القلب: كيف حالك مع الإيمان؟
أضعْفٌ ونُقصان وإندراس معالمه؟ أم نصيبٌ ضحل مِن مخالطتك بشاشته؟
• أمَّا الأولى فبادر بتجديده، أو تحمّل هوانك بغياب فضائِله،
أمَّا الثانية فقوِّ رصيدَك منه وصاحبه بشكلٍ دائم،
أو لا تحلم يومَ الحشر بإنقاذِه لك ولا بشفاعته.

4) أيها القلب: كيف حالك مع الإحسان؟
ألَه حضورٌ فيك ولو كان قليلاً؟ أو تأثير فيك ولو كان ضئيلاً؟
أم يأس مِن بلوغ مرتبتِه فيك أصيلاً؟ أو فشلت في صعودِ مدارجه فشلاً ذريعًا؟

• أمَّا الأولى فاستحضرْ رقابةَ الله، ولا تجعله أهونَ الناظرين إليك،
فيمقتك مقتًا كبيرًا، أمَّا الثانية، فكرِّر المحاولة ولا تيئس ووفِّر عدَّة الصُّعود،
فستجد ربًّا رحيمًا، فاتَّخذ من الإحسان نصيبًا مفروضًا؛
لأنَّ غيابه منك وعنك، يجعل حسناتِك مهما كثرتْ يوم القيامة هباءً منثورًا.

5) أيها القلب: كيف حالك مع التنزيل؟
أكسلٌ عنه؟ أم هجرٌ له وعجز في التحصيل؟
• أمَّا الأولى فدواؤها عزمة حر، أمَّا الثانية فسرعة صُلح معه،
ومعرفة فضْل، أو حجز مكان تحتَ شكوى: (وقال الرسول).

6) أيها القلب: كيف حالك مع سُنَّة الحبيب؟
أإعراضٌ عنها؟ أم بُعدٌ عنها مريب؟
• أمَّا الأولى فتعظيمٌ وتطبيق لها، أو الوقوع في منقلب كئيب،
أمَّا الثانية فتمسَّكْ وتخلَّق بها، أو إعراض عن الحوض يومَ يعلو مِن البعض النحيب.

7) أيها القلب: كيف حالك مع العهود؟
أتقصيرٌ غالب؟ أم نكث وجحود؟
• أمَّا الأولى فسرعةُ استدراك أو سوء وُرود،
أمَّا الثانية فوفاء ثابِت أو لعْن وصُدود.

فمتن صِلتك بها، فقد ربِح المستمسكون،
وإذا دعتْك نفسك لنقضِها مع مولاك فازجرْها قائلاً:
﴿ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [يوسف: 23].

أمَّا أن يعزمَ اللسان وأنتَ على المعصية معقود،
وعزمك أن ترجِع إلى المعاصي بعدَ رمضان وتعود، فصومك مردود،
وباب القَبول عنك مسدود.

8) أيها القلب: كيف حالك مع الإخلاص؟
أثقيلٌ هو عليك؟ أو أنت نحوَه عديم الإحساس، أم هو بعيدٌ عنك،
فعملك كلُّه لوجه الناس؟
• أمَّا الأولى فتدرَّب عليه، وروِّض نفسك وألجِمها وسُقْها راغمة إليه
، فهي لقَبوله صعْبة المراس، وإلا فلا مساس،
أمَّا الثانية فراجعْه ونقِّ سريرتك دومًا قبل كلِّ قول وفِعل وعمل،
وتجرَّد ودعْه يتمكَّن منك، فتطرد به الوسواس الخنَّاس.
وإلا فتهيَّأ لمصيرِ الثلاثة مجاهِد وعالِم ومتصدِّق، فيومها يُقال لك: لا خَلاص.

9) أيُّها القلب: كيف حالك مع الطاعَة؟
أتفريطٌ فيها كبير، ولهو بها عظيم؟ أم نسيان فضْلها الجليل، وحِرمان مِن أثرها الجميل؟
• أمَّا الأولى فاحرصْ وداومْ عليها، فأنتَ عندَ بارئك أجير،
وليكن لك منها حظٌّ وفير، فالناقد بصير، فكُن على حذرٍ دائم مِن غضبه وسوء المصير.

• أمَّا الثانية فتذكَّر أجْرَها العميم، ووزنَها الثقيل،
وأنَّها مِن منجياتك يومَ الحِساب من عذاب السَّعير.

10) أيها القلْب: كيف حالك مع الصَّلاة؟
أتضييعٌ لها، وتهاون بها دون حسبان؟ أم تؤديها ولكن برُوح كسلان وأداء غفلان؟

• أمَّا الأولى فعضَّ بالنواجذ عليها، واستحضرْ خشوعَك فيها،
وتيقَّن أنَّها جالبة لرِضا الرحمن، وإلا فسؤال عسيرٌ لك عنها من ربٍّ عليك غضبان.

• أمَّا الثانية فحُسن أداء، وحُضور صفاء، وأنت منكسِر خجلان،
وإلا فشدَّة حساب، واستحقاق عذاب، وعاقبة خُسران.

11) أيها القلب: كيف حالك مع الإنفاق؟
أبُخلٌ لك لازم، وشحٌّ عنك صادِر، وإمساك يدٍ بسببك لا يُطاق؟
أم غياب شُكر، وحبُّ دُنيا، وكفُّ كفٍّ بتدبيرك؛ خشيةَ إملاق؟
• أمَّا الأولى فطلاقةُ يد، ولزوم سخاء، وفكُّ وثاق،
وإلا فحرمان قُرب، ونيلان بُعد، مِن العزيز الخلاَّق،
أمَّا الثانية فمضاعفة شُكر، ومداومة ذِكْر، ومقارعة مكْر،
وتعميق يقين بما عندَ الكريم الرزَّاق، فتضمن ظلاًّ ظليلاً يوم يَضيق على البعض الخِناق،
وتنجو من ذوق الحميم والغساق، فتهزك الأشواق، وتنعم مع مَن كانوا لدار النعيم عشَّاق.

12) أيها القلب: كيف حالك مع الأذكار؟
أغافلٌ عنها، أو لا حظَّ لك منها إلا التَّكْرار،
أم ترديدٌ باللِّسان دون أن يكونَ لها بداخلك أنوار؟
• أمَّا الأولى فاحرصْ على وردِك الثابت منها، وكُن دائمَ الإكثار،
فذلك كالموت أو الحياة كما ذكر النبيُّ المختار،
فتَقصيرُك فيها يجعلك في انحدار، ويحرمك مغفرةَ الغفَّار،
أمَّا الثانية فسجِّل حضورك معها بخشوع وانكسار، وإخباتٍ وافتقار؛
لتتجنَّب غضَب الجبَّار، فيقيك مسَّ حرِّ النار.

13) أيها القلب: كيف حالك مع قضاءِ حوائج الناس؟
أحظُّك منها عاثِر، وليس فيك بها إحساس؟
أم لك فيها نصيبٌ وافِر وشعورك بها جدُّ حسَّاس؟

• أمَّا الأولى فليكُنْ لك فيها سعيٌ حثيث، وتحرُّك كثيف،
مع شُعور رهيف، وحس لطيف، لتنالَ حبَّ الكريم وأفضاله،
فأحبُّ عبادِه إليه أنفعُهم لعباده، كما أخْبر بذلك رسولُ الله - صلَّى الله عليه وآله.

• أمَّا الثانية فداومْ على قضائها، وزاحِم على عطائها؛
ليكونَ لك أجرُ ما ورَد في الحديث، وتكُون لابن عبَّاس - رضي الله عنه - خيرَ وريث.

14) أيها القلب: كيف حالُك مع بقية الجوارح؟
أفعلاً أنت عليها أمير، أو لا تملِك الأهلية؟
أم أنَّك لها دائم التوريط في كلِّ بليَّة، والدفْع بها إلى كلِّ رزيَّة؟
• أمَّا الأولى فأصلح وكُن لها قدوةً حسَنة،
تكُن منها وبها في المنزلة العليَّة، وإلا فقد رضيتَ لنفسك ولصاحبِك في الدارين الدنيَّة.

• أمَّا الثانية فكُن صالحَ الطويَّة، صادِق النيّة؛
لتثمرَ جوارحك أفعالاً زكيَّة، وأعمالاً سَنيَّة،
فتضمن بذلك عيشةً رضيَّة، وموتةً هنيَّة، ومكانةً حظيَّة،
عندَ ربِّ البريَّة، والنجاة مِن نار موقدة صليَّة.

15) أيها القلب: كيف حالُك مع الدُّموع؟
أقسوةٌ لها مانعة، وغفلة منها حارِمة؟ أم عيون عن هُطولها جامدة، ومآقٍ عن نُزولها عاجزة؟
• أمَّا الأولى فليِّن سويداءَك بخشية لها جالبة،
ولطِّف أجواءك بخشعة لها واجِدة، وأملأ أنحاءَك بتوبةٍ لجفافها طارِدة،
وأوبة لهروبها لاحِقة، ورطِّب قناتَك إليها بآياتٍ ومواعظ لربيعها صانِعة،
لعلَّك تظْفَر منها ولو بواحِدة، فتنجو مِن قعْر الهاوية، وإلا كانتِ القاضية.

• أمَّا الثانية فوفِّر لها الأوراد الكافية، وزوِّدها بالأمداد الدائِمة،
وأجلبْ لها الأنوار الكاشِفة، فسوف تَنطلِق - بعون الله وتوفيقه - عيونًا جارية،
فتسقي مقلاً قاحلة، وتغسل ذنوبًا جارية، وتنزع أثقالاً جاثمة،
وتَشفي أمراضًا قاتلة، وتقتل عللاً حالِقة، فتقهر بذلك نفسًا لاهية،
وتحرق أهواءً طاغية، فتضمن لك حُسنَ الخاتمة، فدخول جنَّة عالية، قُطوفها دانية.

16) أيها القلب: كيف حالُك مع قضايا الأمَّة؟
ألا أثَر لها في شعورك، ولا وجودَ لها في قائمة اهتماماتك عندَ غيابك أو حضورك؟
أم توجُّع وشكوى باللسان، دون عملٍ وفِعل في الميدان؟
• أمَّا الأولى فعمِّق إحساسك بها، واجعلْ مِن اهتمامك نصيبًا مفروضًا لها؛
لتنالَ شرَف الانتماء، وتكُونَ صادقَ الولاء، وإلا فأنتَ عن الأمَّة مفصول،
وعن مجموعها معزول.

• أمَّا الثانية فمع تألُّمك لها جنانًا وبيانًا، برهن على ذلك سرًّا وإعلانًا،
وأسهِم بما تقدر عليه وجوبًا وامتثالاً، لا تفضلاً وامتنانًا.

17) أيها القلب: كيف حالُك مع فلسطين؟
أهي عندك قضيةُ عقيدة ودِين؟ أم مجرَّد أرْض وطين؟
ألها في قاموسِك سطور، وفي اهتمامك جُذور، وفي نشاطك حُضور؟
أم أنَّك لا تقوم نحوَها بأيِّ دور؟

• أمَّا الأولى فقُدسية القضية لا تحتاج إلى كثيرِ عناء،
فقد بارَكها ربُّ السماء، في سورة الإسراء،
وصلَّى بها نبيُّك بالأنبياء، وأعْرج به منها إلى سِدرة المنتهى.

• أمَّا الثانية فيَنبغي أن تكونَ جزءًا مهمًّا من قرارك،
وحدِّث نفسك دومًا أن تكونَ في تحريرها خيرَ مشارِك،
ولك دَور في تطهير ترابها المبارَك، وإلا فاتَك أجْرُ النفير، وحُرمت شرفَ المسير.

18) أيها القلب: كيف حالُك مع الموت؟
ألا تُطيق له ذكرًا؛ لأنَّه ينغص عليك شهواتك، ولا تُريد له فيكَ حضورًا؛
لأنَّه يُعكِّر صفوَ ملذَّاتك، أم تذكُره ولكن لا أثَر له فيك، مع كثرةِ غَدراتك وفجراتِك؟!

• أمَّا الأولى فأكْثِر مِن ذكره، حتى يزاحمَ فيك شبهاتِك، وداومْ على وجودِه بداخلك؛
ليضيقَ هامش غفلاتك، وحتى لا يُفاجِئك وأنت غارِق في بحر هَفواتِك.

• أمَّا الثانية فشمِّرْ وضاعِف له مِن استعداداتِك،
واجعلْ حضوره ملحًّا في كلِّ معاملاتك وتصرُّفاتك، فتستيقظ مِن سُباتك،
وترد كيدَ عداتك، وتسْعَد في حياتك،
وتحجز مع الأكياس مكانَك، فتضمن بكلِّ ذلك نجاتك.

19) أيها القلب: كيف حالك مع الجنة؟
أتشتاق إليها بحقٍّ؟ أو هي مجرَّد أُمنية؟ أم أنَّك ما زلتَ في رِقّ،
وحديثك عنها أحجية؟

ويحك! ألا يهزُّك الشوق إليها؟ ولا يملؤك الحرصُ عليها؟
ولا يطربك تغريد طيورها؟ ولا يستهويك تنوُّعُ دَورها؟ ولا تحرِّكك كثرةُ قصورها؟
ولا يُغريك جمالُ حُورها؟

ألا تجِد رِيحها لتكونَ مِن قاصديها، ويدفعك نعيمُها لتكونَ من ساكنيها،
ويَجذبك نسيمُها لتكونَ مِن قاطنيها؟

ألا تحبّ فيها مجاورةَ البشير النذير، ومرافقة صحابتِه المجتبين،
وملازمة الشُّهداء والصِّدِّيقين، ومصاحبة قوافلِ عبادِ الله الصالحين على مرِّ السنين؟

ألا تريد التمتُّعَ بالنَّظر فيها إلى وجهِ مولاك الكريم، والظَّفَر بالنعيم المقيم،
الذي ليس له في الدُّنيا نظير؟

أم أنك معتقد فعلاً أنَّها عروس، لكنَّك مِن ولوج بابِها يؤوس؟
وعن تقديم مهرها عاجز؛ لأنَّ في مقدمته قهرَ النفوس؟!

ويحَك! لا ينبغي أن يَغلبَك القنوط، أو تُقعدك الأتْراح،
فجدِّد العهدَ والعزم، وانطلق لترتاح، وأكثِرِ الحداء مع حادي الأرواح،
إلى بلادِ الأفراح؛ ليزكمك عطرها الفوَّاح، وتكون مِن أهلها الأقحاح.

20) أيُّها القلب: كيف حالُك معك؟ وأي القلوب أنت؟
بعدَما أكثرتَ سؤالك، وعرفتَ أحوالك، وخبرتَ أهوالك، ورأيتَ أوحالك،
فأين تصنِّف نفْسك يا تُرَى؟

أأغلفٌ أو محجوب؟ أأجلف أو مطْبوع؟ أأعجف أو منكوس؟
أم تَراني قد بالغت في تجريمك، وتماديت في تخوينك؟

إنَّما أنتَ قلْب حالك كالكثير مِن القُلوب؛ فيك الملح الأُجاج، كما فيك العذب الفُرات.

فيك مِن أنوار الهِداية، كما فيك مِن ظُلمات الغواية.

لديك الرَّغبة في ورود ألْطاف العِناية، كما لدَيك القابلية لاستقبال أرْجاس الجِناية.

تقبَّل حتى تكادَ الوصول إلى درجةِ الصِّدِّيقيَّة، وتدبَّر حتى تكاد النُّزول إلى درَكات الإبليسيَّة.

يتراكم عليك الرانُّ حتى يكادَ أن يحجب عنك كلَّ نور، ويملؤك النُّور حتى يكادَ يذهب عنك كلُّ زور.

تتوارَد عليك الأمراض حتى تكادَ أن تمحيَك، وتتوالَى عليك الأمداد حتى تَكاد أن تنجيَك.

تستمرُّ على صفائك حتى تكادَ تكون كالبلّور، وتنتكس على نقائِك حتى تكادَ تكون كالتنُّور.

أيها القلْب: ألاَ يستقرَّ أمرُك على حال؟ أم أنَّ ذلك منك صعْب المنال؟
ألاَ يُمكنك أن تدومَ شديدَ الإقبال؟ فتقدِّم للآخرين خير مِثال، أم أنَّ ذلك منك شديدُ المحال؟

فها هو رمضان على قُدوم، وهو فرْصة سانِحة لك؛ لتثورَ على وضعك القديم،
ومحطة هامَّة لك لتنتفض على رَصيدك الهزيل،
ومدرسة هائِلة لك لتتعلمَ فيها كلَّ جميل، وتتزوَّد مِن خلالها بكلِّ جليل.

(...)

من مقال : " جرد حساب مع قلبي لاستقبال رمضان "
(بتصرف يسير )

هيفولا
:o