المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الضلال في القرآن


vip_vip
08-04-2012, 12:25 PM
الضلال في القرآن (http://www.ataaalkhayer.com/)


الضلال : الحيرة والعدول عن الصواب ، ورجل ضليل ومضلل ، صاحب ضلالة .
" تقول " : أضللت بعيري ، إذا ذهبمنك .
وضللت المسجد والدار . إذا لم تهتد لهما .

وذكر أهل التفسير أن الضلال في القرآن على عشرة أوجه :

أحدها :الاستزلال في الحكم .

ومنه قوله تعالى في سورة النساء :

{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ } .

أي يزلُّوك عن طريق الحق. ومثلها قوله تعالى في ص :

{ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ }

أي فيميل بك اتباعك هواك في قضائك على العدل والعمل بالحقّ عن طريق الله.

والثاني : الغواية ، وهو الكفر.

كما في سورة النساء:

{ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ }

يعني: ولأغوينهم عن الهدى فيكفروا. ومنه قوله تعالى في يس :

{ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا }

يقول: ولقد أغوى إبليس منكم خلقا كثيرا فكفروا ، وفي الصافات :

{ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ } .

والثالث : الشقاء .

ومن قوله تعالى في تبارك:

{إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ }

يعني: في شقاء طويل. ومنه قوله تعالى في سبأ :

{ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ }

وفي القمر:

{ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ}

والرابع : الابطال .

ومنه قوله تعالى الابطال في سورة محمد صلى الله عليه و سلم

{ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ }

يعني ابطل وفيها

{ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ }

وقوله تعالى في الكهف :

{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا *
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا }
.
والخامس : الخسران.

ومنه قوله تعالى الأنبياء

{قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }

أي في خسران واضح ظاهر لا يخفى على أحد ، وفي المؤمن

{وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ }

وفي يس :

{ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }

والسادس : الخطأ .

ومنه قوله تعالى في سورة النساء :

{ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا }

وفي الأحزاب :

{ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا }

وفي نون :

{ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ}

قالوا: إنا لمخطئون الطريق، أضللنا مكان جنتنا ليست هذه بجنتنا، وفي يوسف :

{ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }

أي: لفي خطأ بيِّن .

والسابع : الهلاك .

ومنه قوله تعالى في سورة السجدة :

{ وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ }

أي : هلكنا وصرنا ترابا .

والثامن : النسيان .

ومنه قوله تعالى في البقرة :

{ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى }

والتاسع : الجهل .

ومنه قوله تعالى في الشعراء :

{ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ }

وقد ألحق ابن قتيبة هذه الآية بقسم النسيان .

والعاشر : الضلال الذي هو ضد الهدى .

ومنه قوله تعالى في البقرة :

{ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ }

وفي الضحى:

{ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى }

. جعل قوم هذه الآية من الضلال الذي هو ضد الهدى ،
وقيل معناها : ووجدك في قوم ضلال فهداك،
وَقِيلَ: وَوَجَدَكَ مُتَحَيِّرًا عَنْ بَيَانِ مَا نَزَلَ عَلَيْكَ، فَهَدَاكَ إِلَيْهِ،
فَيَكُونُ الضَّلَالُ بِمَعْنَى التَّحَيُّرِ، لِأَنَّ الضَّالَّ مُتَحَيِّرٌ.


ويكون الضلال بمعنى المحبة، ومنه قوله تعالى:

{ قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ }

أي في محبتك، قال الشاعر:



"هذا الضلال أشاب مِنّي المفرقا ... والعارِضَيْن ولم أكنْ مُتْحقّقاً"

"عَجَباً لَعزّةَ في اختيارِ قطيعتي ... بعد الضّلالِ فحبْلُها قد أخْلقاً"

ويكون الضلال بمعنى أسوأ حالا كما في الفرقان :

{ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }

أي : أسوأ حالا من الأنعام السارحة وأبعد عن فهم الحق وإدراكه.



اهم المراجع:

· الوجوه والنظائر في القرآن العظيم، لمقاتل بن سليمان البلخي .
· نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر - جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي.
· قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم - الحسين بن محمد الدامغاني.
· الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري.
· تفاسير القرآن .
· معاجم اللغة .