المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 5338


حور العين
10-29-2021, 06:54 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
حديث اليوم

باب الإخلاص وإحضار النية (12)


عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول:

«انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه،
فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم
من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم. قال رجل منهم: اللهم
كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، فنأى
بي طلب الشجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما
فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلا أو مالا،
فلبثت - والقدح على يدي - أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية
يتضاغون عند قدمي، فاستيقظا فشربا غبوقهما. اللهم إن كنت فعلت ذلك
ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا
لا يستطيعون الخروج منه. قال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم، كانت
أحب الناس إلي - ... وفي رواية: كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء
- فأردتها على نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني
فأعطيتها عشرين ومئة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها
ففعلت، حتى إذا قدرت عليها - وفي رواية: فلما قعدت بين رجليها، قالت:
اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي
وتركت الذهب الذي أعطيتها. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج
عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها.
وقال الثالث: اللهم استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك
الذي له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين،
فقال: يا عبد الله، أد إلي أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك: من الإبل
والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله، لا تستهزئ بي! فقلت:
لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا. اللهم إن كنت فعلت
ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة
فخرجوا يمشون»

الشرح:

في هذا الحديث: فضل الإخلاص في العمل، وأنه ينجي صاحبه عند الكرب.
وفيه: فضل بر الوالدين وخدمتهما، وإيثارهما على الولد والأهل، وتحمل
المشقة لأجلهما. وفيه: العفة والانكفاف عن الحرام مع القدرة. وفيه:
فضل حسن العهد وأداء الأمانة، والسماحة في المعاملة.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين