المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 5371


حور العين
12-01-2021, 03:51 PM
تتبمن:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
حديث اليوم

باب المراقبة (06)


عن أبي هريرة - رضي الله عنه -:
أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقول:

«إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى، أراد الله أن يبتليهم
فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون
حسن، وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس؛ فمسحه فذهب
عنه قذره وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا. فقال: فأي المال أحب إليك؟
قال: الإبل - أو قال: البقر شك الراوي - فأعطي ناقة عشراء، فقال:
بارك الله لك فيها. فأتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر
حسن، ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس؛ فمسحه فذهب عنه وأعطي
شعرا حسنا. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأعطي بقرة حاملا،
وقال: بارك الله لك فيها. فأتى الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال:
أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس؛ فمسحه فرد الله إليه بصره. قال:
فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطي شاة والدا، فأنتج هذان وولد هذا،
فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم. ثم إنه
أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال
في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون
الحسن، والجلد الحسن، والمال، بعيرا أتبلغ به في سفري، فقال: الحقوق
كثيرة. فقال: كأني اعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك
الله!؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا
فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال له مثل
ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد هذا، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله
إلى ما كنت. وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين
وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله
ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري؟ فقال:
قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله
لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله - عز وجل -. فقال: أمسك مالك
فإنما ابتليتم. فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك» .

الشرح:
و «الناقة العشراء» بضم العين وفتح الشين وبالمد: هي الحامل.

قوله: «أنتج» وفي رواية: «فنتج» معناه: تولى نتاجها، والناتج للناقة
كالقابلة للمرأة.

وقوله: «ولد هذا» هو بتشديد اللام: أي تولى ولادتها، وهو بمعنى أنتج
في الناقة، فالمولد، والناتج، والقابلة بمعنى؛ لكن هذا للحيوان وذاك لغيره.

وقوله: «انقطعت بي الحبال» هو بالحاء المهملة والباء الموحدة:
أي الأسباب.

وقوله: «لا أجهدك» معناه: لا أشق عليك في رد شيء تأخذه أو تطلبه
من مالي.

وفي رواية البخاري: «لا أحمدك» بالحاء المهملة والميم ومعناه:
لا أحمدك بترك شيء تحتاج إليه، كما قالوا: ليس على طول الحياة ندم:
أي على فوات طولها. في هذا الحديث: التحذير من كفران النعم،
والترغيب في شكرها، والاعتراف بها، وحمد الله عليها.

وفيه: فضل الصدقة، والحث على الرفق بالضعفاء، وإكرامهم وتبليغهم
مآربهم. وفيه: الزجر عن البخل؛ لأنه حمل صاحبه على الكذب
وعلى جحد نعمة الله تعالى.
باب المراقبة تطريز رياض الصالحين/ضعفه الالبانى
فى تحقيقه لرياض الصالحين




أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين