المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة القدر خير من الف شهر


هيفولا
08-14-2012, 11:20 AM
ليلة القدر خير من الف شهر


http://store3.up-00.com/July12/Qtq90486.gif


الحمد لله رب العالمين، مفضل الأماكن والأزمان بعضها على بعض،
الذي أنزل القرآن في الليلة المباركة،
والصلاة والسلام على من شد المئزر في تلك الليالي العظيمة المباركة،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين، أما بعد:



لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية
على غيرها من الأمم بخصائص،
وفضّلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل،
وأنزل لها الكتاب المبين كتاب الله العظيم،
كلام رب العالمين في ليلة مباركة هي خير الليالي،
ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي،
ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر،

وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر..

ألا وهي ليلة القدر، مبينًا لنا إياها في سورتين،

قال تعالى في سورة القدر:
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ *
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ *
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ *
سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
[القدر: 1-5].


وقال تعالى في سورة الدخان:
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}
[الدخان: 3، 4].


http://store3.up-00.com/July12/1NE88197.jpg

سبب تسميتها بليلة القدر


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
أولاً: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف،
كما تقول: فلان ذو قدر عظيم، أي: ذو شرف.

ثانيًا: أنه يُقدَّر فيها ما يكون في تلك السنة،
فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام،
وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه.

ثالثًا: وقيل لأن للعبادة فيها قدرًا عظيمًا؛ لقول النبي
:
"من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"[1].


علامات ليلة القدر

ذكر الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-
أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة:

العلامات المقارنة:

1- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة،
وهذه العلامة في الوقت الحاضر
لا يحس بها إلا من كان في البر بعيدًا عن الأنوار.


2- الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن،
فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة
أكثر من مما يجده في بقية الليالي.


3- أن الرياح تكون فيها ساكنة،
أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف، بل يكون الجو مناسبًا.


4- أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام،
كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم.


5- أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي.


العلامات اللاحقة:


أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام،
ويدل لذلك حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنه قال: أخبرنا رسول الله
: "أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها"[2].


http://store3.up-00.com/July12/I2Z90486.jpg

فضائل ليلة القدر


1- أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن،
قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1].


2- أنها ليلة مباركة،
قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3].



3- يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام،
قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4].


4- فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي،
قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].


5- تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة،
قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [القدر: 4].


6- ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر،
وتكثر فيها السلامة من العذاب،
ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها،فهي سلام كلها..
قال تعالى: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 5].


7- فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل،
قال
: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"[3].


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


يتبع

هيفولا
08-14-2012, 11:23 AM
(2)


http://store3.up-00.com/July12/I2Z90486.jpg (http://store3.up-00.com/July12/I2Z90486.jpg)


فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ،
ما لا يجتهد في غيرها.
مسلم (1175)

عن عائشة -رضي الله عنها و أرضاها-
و من ذلك أنه كان يعتكف فيها -عليه الصلاة و السلام- و يتحرى ليلة القدر خلالها.
البخاري (1913) و مسلم (1169)

و في الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن -النبي صلى الله عليه وسلم-
" كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره "
البخاري (1920) ومسلم (1174) زاد مسلم وجَدَّ وشد مئزره .

وقولها " وشد مئزره " كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد ،
ومعناه التشمير في العبادات.
وقيل: هو كناية عن اعتزال النساء وترك الجماع.

وقولهم " أحيا الليل " أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها.
وقد جاء في حديث عائشة الآخر رضي الله عنها :
" لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القران كله في ليلة
ولا قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا كاملا قط غير رمضان"
سنن النسائي (1641)
فيحمل قولها " أحيا الليل "
على أنه يقوم أغلب الليل . أو يكون المعنى أنه يقوم الليل كله
لكن يتخلل ذلك العشاء والسحور وغيرهما فيكون المراد أنه يحيي معظم الليل.

وقولها: " وأيقظ أهله " أي: أيقظ أزواجه للقيام
ومن المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في سائر السنة ،
ولكن كان يوقظهم لقيام بعض الليل ،
ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلة فقال:
" سبحان الله ماذا أُنزل الليلة من الفتن ! ماذا أُنزل من الخزائن !
من يوقظ صواحب الحجرات ؟
يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة "
البخاري (1074).

وفيه كذلك أنه كان عليه السلام يوقظ عائشة رضي الله عنها إذا أراد أن يوتر.
البخاري (952).
لكن إيقاظه صلى الله عليه وسلم لأهله في العشر الأواخر من رمضان
كان أبرز منه في سائر السنة.

وفعله صلى الله عليه وسلم هذا يدل على اهتمامه بطاعة ربه ،
ومبادرته الأوقات ، واغتنامه الأزمنة الفاضلة.

فينبغي على المسلم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه هو الأسوة والقدوة ،
والجِدّ والاجتهاد في عبادة الله ، وألا يضيّع ساعات هذه الأيام والليالي ،
فإن المرء لا يدري لعله لا يدركها مرة أخرى باختطاف هادم اللذات ومفرق الجماعات
والموت الذي هو نازل بكل امرئ إذا جاء أجله ، وانتهى عمره ،
فحينئذ يندم حيث لا ينفع الندم.

||||||||||||||

ومن فضائل هذه العشر وخصائصها ومزاياها:

1/ أن فيها ليلة القدر ، قال الله تعالى:
( حم . والكتاب المبين . إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين .
فيها يفرق كل أمر حكيم . أمرًا من عندنا إنا كنا مرسلين .
رحمة من ربك إنه هو السميع العليم )
سورة الدخان الآيات 1-6

2/ أنزل الله القران الكريم في تلك الليلة التي وصفها رب العالمين بأنها مباركة
وقد صح عن جماعة من السلف منهم ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغيرهم
أن الليلة التي أنزل فيها القران هي ليلة القدر.

وقوله تعالى: " فيها يفرق كل أمر حكيم "
أي: تُـقَـدَّر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدى العام ، فيكتب فيها الأحياء والأموات
والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل والجدب والقحط
وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة.

والمقصود بكتابة مقادير الخلائق في ليلة القدر - والله أعلم -
أنها تُـنقل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ ،
قال ابن عباس " أن الرجل يُرى يفرش الفرش ويزرع الزرع وأنه لفي الأموات "
أي أنه كُتب في ليلة القدر أنه من الأموات.
وقيل: أن المعنى أن المقادير تبين في هذه الليلة للملائكة.

ومعنى ( القدر ) التعظيم ، أي أنها ليلة ذات قدر ، لهذه الخصائص التي اختصت بها ،
أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر.
وقيل: القدر التضييق ، ومعنى التضييق فيها: إخفاؤها عن العلم بتعيينها ،
وقال الخليل بن أحمد: إنما سميت ليلة القدر ،
لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة ،
من ( القدر ) وهو التضييق ، قال تعالى:
( وأما إذا ما ابتلاه فَـقَـدَرَ عليه رزقه ) سورة الفجر /16 ، أي ضَيَّق عليه رزقه.

وقيل: القدر بمعنى القدَر - بفتح الدال - وذلك أنه يُقدّر فيها أحكام السنة
كما قال تعالى: ( فيها يفرق كل أمر حكيم ). ولأن المقادير تقدر وتكتب فيها.

فسماها الله تعالى ليلة القدر وذلك لعظم قدرها وجلالة مكانتها عند الله
ولكثرة مغفرة الذنوب وستر العيوب فيها فهي ليلة المغفرة
كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
البخاري ( 1910 ) ، ومسلم ( 760 ).

و قد خص الله تعالى هذه الليلة بخصائص:

1- منها أنه نزل فيها القرآن ، كما تقدّم ،
قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا
، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تفسير ابن كثير 4/529.

2- وصْفها بأنها خير من ألف شهر
في قوله تعالى: ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) سورة القدر الآية/3

3- ووصفها بأنها مباركة
في قوله تعالى: ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة )سورة الدخان الآية 3.

4- أنها تنزل فيها الملائكة ، والروح ،
" أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة ،
كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ، ويحيطون بحِلَق الذِّكْر ،
ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيماً له "
أنظر تفسير ابن كثير 4/531
والروح هو جبريل عليه السلام وقد خصَّه بالذكر لشرفه.

5- ووصفها بأنها سلام ،
أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى كما قاله مجاهد
أنظر تفسير ابن كثير 4/531 ،
وتكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم العبد من طاعة الله عز وجل.

6- ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) الدخان /4 ، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة
وما يكون فيها من الآجال والأرزاق ، وما يكون فيها إلى آخرها ، كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير
انظر تفسير ابن كثير 4/137،138 وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وكتابته له ،
ولكن يُظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو وظيفتهم "
شرح صحيح مسلم للنووي 8/57.


7- أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه ،
كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ،
ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه.
وقوله تعالى: ( إيماناً واحتساباً ) أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه وطلباً للأجر
لا لقصد آخر من رياء أو نحوه .
فتح الباري 4/251.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول؟
قال: قولي: ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني )
رواه الإمام أحمد ، والترمذي (3513) ، وابن ماجه (3850) وسنده صحيح.



العلامات التي تعرف بها ليلة القدر:

العلامة الأولى:
ثبت في صحيح مسلم من حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شُعاع لها. مسلم ( 762 )


العلامة الثانية:
ثبت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة ، ورواه الطيالسي في مسنده
، وسنده صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( ليلة القدر ليلة طلقة ، لا حارة ولا باردة ، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة )
صحيح ابن خزيمة ( 2912 ) ومسند الطيالسي.

العلامة الثالثة:
روى الطبراني بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليلة القدر ليلة بلجة " أي مضيئة " ، لا حارة ولا باردة
، لا يرمى فيها بنجم " أي لا ترسل فيها الشهب " )
رواه الطبراني في الكبير انظر مجمع الزوائد 3/179 ، مسند أحمد.

فهذه ثلاثة أحاديث صحيحة في بيان العلامات الدالة على ليلة القدر.


ولا يلزم أن يعلم من أدرك وقامها ليلة القدر أنه أصابها ،
وإنما العبرة بالاجتهاد والإخلاص ، سواء علم بها أم لم يعلم ،
وقد يكون بعض الذين لم يعلموا بها أفضل عند الله تعالى وأعظم درجة ومنزلة
ممن عرفوا تلك الليلة وذلك لاجتهادهم .

نسأل الله أن يتقبّل منا الصيام والقيام وأن يُعيننا فيه على ذكره وشُكْره وحُسْن عبادته.
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين.

منقول

ما ذُكر هنا هو نفس ما ذُكر في الرد الأول لكن بتوسع أكثر ؛ للاستفادة أكثر ،،


http://store3.up-00.com/July12/Dr490486.jpg (http://store3.up-00.com/July12/Dr490486.jpg)