المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم5397


حور العين
12-27-2021, 01:36 PM
تتبمن:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم



الصلاة نور.. يا من يعيش في الظلام (03)

أيها الموحدون:
لقد ذكر الله صفات المؤمنين في سورة المؤمنون فبدأها بالصلاة فقال:

{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }
[المؤمنون: 1، 2]،

وختمها بالصلاة فقال:
{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ }
[المؤمنون: 9]،

وكذلك في سورة المعارج فقال:
{ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا *
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ }
[المعارج: 19 - 22]،
ثم ختمها فقال:
{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ }
[المعارج: 34].

أيها المؤمنون:
إن من خصائص الصلاة أنها مرآة عمل المسلم، وميزان تعظيم الدين في قلب
المؤمن، فالصلاة يتابع بها الإنسان زيادة إيمانه ونقصانه، كما يتابع الطبيب
بمقياس الحرارة حرارة المريض، فيكون دليلاً على ارتفاع حرارته ونقصها،
وكذلك يستطيع الإنسان أن يعاير إيمانه زيادة ونقصاناً عن طريق مكانة
الصلاة في حياته وفي قلبه.

فإذا أردت أن تعرف قدر رغبتك في الإسلام وحبك للإسلام واعتزازك بالإسلام
ففتش عن رغبتك في الصلاة، فإن قدر الإسلام في قلبك كقدر الصلاة في
قلبك، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
(من أراد أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده) حديث حسن.

فإذا أردت أن تعرف منزلتك أو ثوابك أو عقابك عند الله فانظر ما لله عندك،
كيف تفعل أنت مع الفرائض، وفي الواجبات، وسائر حقوق الله تبارك
وتعالى؟ فإن الجزاء من جنس العمل. وعن الحسن قال: يا ابن آدم،
أي شيء يعز عليك من دينك إذا هانت عليك صلاتك؟!

أيها المسلمون:
عظموا الصلاة في قلوبكم يعظم قدركم عند ربكم.. ومن صور تعظيم الصلاة:

♦ الخشوع فيها، فإنه روحها ولبُّها، جاهد نفسك على الخشوع وادع ربك أن
يجعلك من الخاشعين ولا تيأس فإنه لا يكتب لك من صلاتك إلا ما عقلت منها
كما قال صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ الرجلَ لَينصرفُ وما كُتِبَ له إلا عُشرُ صلاتِه، تسعُها، ثُمنُها، سُبعُها
سُدسُها، خُمسُها، رُبعُها، ثُلثُها، نصفُها".

تصلِّي بلا قلب صلاةً بمثلها
يكون الفتى مستوجبًا للعقوبةِ
فويحك تدري من تناجيه معرضًا
وبين يَدي من تنحني غيرَ مخبِتِ
تخاطبه "إياك نعبد" مقبلاً
على غيره، فيها، لغير ضرورةِ
ولو رد من ناجاك للغير طرفه
تميَّزت من غيظٍ عليه وغيرةِ
أما تستحي من مالك الملك أن يرى
صدودَك عنه يا قليلَ المروءةِ؟!



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين