المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم5504


حور العين
04-13-2022, 05:45 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
حديث اليوم

من صام رمضان إيماناً واحتسابًا



قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

"مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ".



شرح الحديث

إنّ معنى من "صام رمضان"، أي: من أدّى فرضية صوم أيام رمضان،

وفي قوله -صلّى الله عليه وسلّم- رمضان بدون كلمة شهر دليل على جواز

قول "رمضان" خلافًا لمن كره ذلك، وقوله "إيمانًا"، أي: لإيمانه وتصديقه

بما جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واعتقاده بفرضية الصوم،

وقيل إنّ معنى إيمانًا في هذا الموضع، أي: تصديقًا لثواب وأجر صيامه

عند الله تعالى، وقوله "احتسابًا" يعني طلبًا لثواب الصيام من الله تعالى،

أو إخلاصًا خالي من الرياء فهو لم يصم إلّا لأنّه مؤمن ومصدّق بما جاء بها

رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومعتقد لفرضية صيام شهر رمضان،

وليس الباعث هو الخوف من الناس أو الحياء منهم أو طلب السمعة.



وقيل إنّ معنى"احتسابًا" أي صبرًا على الصوم واحتساب هذا الصبر عند

الله تعالى، والصائم المحتسب يبتعد عن الغيبة والكذب وينهى عنهما ويكون

ذلك نابعًا من صميم نفسه ولا يُجبر نفسه على ذلك إجبارًا، وإنّما صيامه

قد كرّه إليه تلك المعاصي، ولا يستثقل الصيام ولا يشعر أنّ اليوم طويل،

ولا يتضجّر من الحر والجوع وما شابه، بل يكون صومه خالصًا لوجه الله،

فمن كان هذا شأنه فسيغفر الله -عزّ وجلّ- ذنوبه، وكلمة الذنوب مقيّدة

بالصغائر، فالكبائر لا تمحوها إلّا التوبة، ومع ذلك فقد قال بعض العلماء

إنّه يُرجى له العفو عن الكبائر أيضًا، ومن دلالات الحديث أنّ الأعمال

الصالحة يجب أن تكون مصحوبة بالاحتساب وصدق النية والتوجّه.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين