المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خولة بنت ثعلبة


vip_vip
09-07-2012, 10:24 AM
صحابة و صحابيات

خولة بنت ثعلبة

نسبها وقبيلته :



خولة بنت ثعلبة ، ويقال خويلة ، و خولة أكثر .
وقيل : خولة بنت حكيم ، و قيل خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة .



أهم ملامح شخصيتها :

1- التقوى والخوف من الله وتحري الأحكام الشرعية



ويظهر ذلك من موقفها مع زوجها عندما أراد أن يجامعها ؛
ففي ذات يوم حدث حادث بين الزوجين السعيدين شجار بينهما ،
لم يستطع أي أحد منهما تداركه، فقال لها أوس : أنت عليَّ كظهر أمي .
فقالت : والله لقد تكلمت بكلام عظيم ، ما أدري مبلغه .
ومظاهرة الزوج لزوجته تعني أن يحرمها على نفسه ،
وبذلك القسم يكون قد تهدم البيت الذي جمعهما سنين طويلة ،
وتشتت الحب والرضا اللذين كانا ينعمان بهما .

وسلم كل منهما للواقع بالقسم الجاهلي الذي تلفظ به الزوج لزوجته ،
ولكن بعد التفكير العميق الذي دار في رأس خولة ،
قررت أن تذهب إلى رسول الله ، وكيف لا وهي تعيش في مدينته ،
وهي قريبة منه وبجواره . وعندما ذهبت إليه وروت المأساة التي حلت بعش الزوجية السعيد،
طلبت منه أن يفتيها كي ترجع إلى زوجها ، ويعود البيت الهانئ
لما كان عليه دومًا في السابق ، و يلتم شمل الأسرة السعيدة .



2- الجرأة في الحق



ونرى ذلك في حوارها مع عمر بن الخطاب ، فقد خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي ،
فإذا بامرأة برزت على ظهر الطريق ، فسلم عليها عمر فردت عليه السلام ،
وقالت : هيهات يا عمر ، عهدتك وأنت تسمى عميرًا في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك ،
فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين ،
فاتق الله في الرعية ، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ،
ومن خاف الموت خشي عليه الفوت .



فقال الجارود : قد أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين .
فقال عمر : دعها ، أما تعرفها ، فهذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت ،
التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات ، فعمر والله أحق أن يسمع لها [1] .



3- بلاغة خولة بنت ثعلبة وفصاحة لسانها



تبين ذلك من خلال موقفها مع رسول الله عندما جادلته بعد أن ظنت أنها ستفترق عن زوجها ،
وتبيينها سلبيات هذا التفريق على الأولاد والبيت .



من مواقفها مع الرسول :



لخولة بنت ثعلبة - رضي الله عنها - حوار قد تجلى فيه قمة التأدب
مع الرسول والمراقبة والخوف من الله ؛
وهو ما كان يهدف الوصول إليه رسول الله ؛ وهو حوار الظهار .



عن خولة بنت ثعلبة قالت : فيَّ والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة .
قالت : كنت عنده وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلقه .
قالت : فدخل عليَّ يومًا ، فراجعته بشيء فغضب فقال : أنت عليَّ كظهر أمي .
قالت : ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ،
ثم دخل عليَّ فإذا هو يريدني عن نفسي . قالت : قلت : كلا والذي نفس خولة بيده،
لا تخلص إليَّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه .
قالت : فواثبني فامتنعت منه ، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف ،
فألقيته عني . قالت : ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابًا ،
ثم خرجت حتى جئت إلى رسول الله ، فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه ،
وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه .



قالت: فجعل رسول الله يقول :
"يا خويلة ، ابن عمك شيخ كبير ، فاتقي الله فيه " .
قالت : فوالله ما برحت حتى نزل فيَّ قرآن ،
فتغشى رسول الله ما كان يتغشاه ثم سري عنه، فقال لي :
" يا خويلة ، قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرآنًا. ثم قرأ عليَّ

{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ *
الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ
إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ *
وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ *
فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ
فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}

[المجادلة: 1-4] .



قالت: فقال لي رسول الله : " مريه فليعتق رقبة " .
قالت : فقلت يا رسول الله ، ما عنده ما يعتق .
قال : " فليصم شهرين متتابعين " .
قالت : فقلت : والله إنه لشيخ كبير، ما به من صيام.
قال: "فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تمر" .
قالت : فقلت : والله يا رسول الله ، ما ذاك عنده .
قالت : فقال رسول الله : " فإنا سنعينه بعرق من تمر " .
قالت: فقلت يا رسول الله ، وأنا سأعينه بعرق آخر .
قال : " قد أصبت وأحسنت ، فاذهبي فتصدقي به عنه ، ثم استوصي بابن عمك خيرًا " .
قالت : ففعلت [2] .



ونخرج من قصة تلك الصحابية المباركة بعدة فوائد ، منها :



أولاً : رأيها السديد في الامتناع عن معاشرة زوجها بعد أن قال :
أنتِ عليَّ كظهر أمي ؛ وضرورة معرفة حكم الدين في هذه القضية .



ثانيًا: رأيها السديد في الحرص على مستقبل وتماسك أسرتها ،

يتجلى ذلك في قولها : " إن أوْسًا ظَاهَرَ مني ،
وإنا إن افترقنا هلكنا ، وقد نثرت بطني منه ، وقدمت صحبته " .



ثالثًا : رأيها السديد في رفع الأمر إلى النبي والذي بيده الأمر، ولولا رجاحة عقل خولة ،
وحكمة تصرفها ، وقوة رأيها لقعدت في بيتها تجتر الهموم حتى تهلك هي وأسرتها ،
ولما كانت سببًا في نزول تشريع عظيم يشملها ويشمل المسلمين والمسلمات جميعًا إلى يوم القيامة .
وهذا التشريع العظيم هو : حل مشكلة الظهار .

من كلماتها يوم اليرموك :

استقبل النساء من انهزم من سرعان الناس يضربنهم بالخشب والحجارة ،
وجعلت خولة بنت ثعلبة تقول : يا هاربًا عن نسوة تقيات.. فعن قليل ما ترى سبيات ..
ولا حصيات ولا رضيات [3] .



المصادر :



[1] ابن عبد البر : الاستيعاب 4/1831 .

[2] ابن كثير : البداية والنهاية 8/36 .

[3] المصدر السابق 7/15 .