المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصيحة الشيخ الالباني للذين يسرعون فى التسبيح بعد الصلاة


vip_vip
09-12-2012, 02:00 PM
نصيحة الشيخ الالباني للذين يسرعون فى التسبيح بعد الصلاة

أرى كثيراً من الناس الذين يظهر أنَّهم ملتزمين -ليس فقط بالفرائض-
بل وبالنوافل وبالأمور المستحبة، كالذكر بعد الصلاة -مثلاً-
والتسبيح والتحميد والتكبير ونحو ذلك؛
أرى بعضهم حينما يريدأن يعمل بقوله -عليه السلام-:

(من سبح الله دبر كل صلاة ثلاث وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين،
وكبَّر الله ثلاثاً وثلاثين، ثم قال تمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، غُفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر).

هذا حديثٌ صحيح، ورواه الإمام مسلم في صحيحه.

حينما يريدون العمل بهذا الحديث، ترىبعضهم لا يكاد يبين بلسانه عن تسبيح الله
وتحميدهوتكبيره؛ فماذا تسمع؟
[سبحاناللسبحاناللسبحانالله ...](!)؛ رأيتم كما رأيتأنا أظن؟
لست وحدي -يعني- في هذه الدعوة..
هذه ماذا نسميها؟ ((بسبسة))(!)

ثم:[الحمدللهالحمدللهالحمدلله.. .](!) فهذا ليس تسبيحاً وليس تحميداً ؛
[اللهأكبراللهأكبراللهأكبر.. .](!)
بلحظات..بثواني انتهى من المئة(!)

هذه المئة من جاء بها، ما أجرها؟ غفر الله له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر،
ولو كان الإتيان بها بمثل هذه ((البسبسة)) ؟ حاشا لله.. إنما يجب أن يتأنى؛
فيقول: "سبحان الله" ، "سبحان الله" ، "سبحانالله"... "
الحمد لله، الحمد لله "الحمد لله"،لا أريد بما يأتي من كلامي التالي أن أصد الناس
عن التسبيح ثلاثاً وثلاثين وما جاء في بقية الحديث، وإنما أريد أن أقرِّب إليهم
ما هو أفضل لهم شرعاً وأيسر لهم عملاً ، أفضل لهم شرعاً وأيسر لهم عملاً.

وأظنُّكم ستسمعون هذا الحديث لأوَّل مرة، أو علىالأقل بعضكم،
وهو حديثٌ هامُ جداً، وهو حديث صحيح أيضاً،
أخرجه الإمام النَّسائي والحاكم وغيرهما عن صحابيين بسندين صحيحين،
أنَّ رجلاً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-رأى في المنام شخصاً يسأله،
مالذي علمكم الرسول -عليه السلام-؟ قال: علمنا سبحان الله -وذكر العدد
الذي سبق بيانه في الحديث السابق-،فقال ذلك الشخص للرائي في المنام،
قال: اجعلوهن خمساً وعشرين، اجعلوهن خمساًوعشرين؛ يعني قولوا:
سبحان الله والحمد لله ولاإله إلا الله والله أكبر،
فبدل ما يعد الإنسان مئةوحدة، رح يعد ؟ خمسة وعشرين وحدة،
وبالخمسة وعشرين وحدة رح يضطر أنه يتباطأ في العدّ ما بيقدر أنه يسارع هالمسارعة هذه -
التي نستنكرها أشدّ الاستنكار- فهو مهما استعجل بسبحان الله،
لأنَّههناك بعد منها الحمد لله -مهما استعجل- ما رحتطلع منه إلا أكمل مما لو قال:
[سبحاناللسبحاناللسبحانالله ...]، مثل هؤلاء إلليبيذكروا الله:
[لا إله لا الله، لا إله لا الله، لا إله لا الله..]، وبعدين بيسحبوها
سحبة ما بتسمع منهمإلا: [اللهاللهاللهالله...إلى آخره].

فوقاية لهؤلاء المستعجلين بعد الصلاة في التسبيح والتحميد المذكور
في الحديث الأول، عليهم أن يجمعوا بين الأربعة، ويقولها خمسة وعشرين مرَّة:
[سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر]، خمسة وعشرين مرَّة،
وهذا أفضل بدليل تمامالحديث، ذلك الرائي رأى مناماً، قد يكون هذا المنام أضغاث أحلامٍ،
وليس له تفسير لأننا لسنا نعلم بتأويل الأحلام، لكن هذا الرجل الرائي
للرؤيا قصها على النبي -صلى الله عليه وسلم- فكان جوابه:"فافعلوا إذاً"، "فافعلوا إذاً".




هنا يرد سؤالٌ فقهي: هل هذا نسخٌ للحديث الأول؟


ثلاث وثلاثون تسبيحة، ثلاث وثلاثون تحميدة،
ثلاث وثلاثون تكبيرة.. آخرها تهليلة واحدة؟


لا، ليس نسخاً وإنما تفضيل؛ فإذا جاء المُصلي بالثلاثة والثلاثينات
هدول بعد الصلاة بتؤدة وروية، ما في مانع منها، لكن الأفضل له
أن يجمع الأربع في خمسة وعشرين مرة:
"سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"،
"سبحان الله والحمد لله...
هكذا خمسة وعشرين مرة، بيكون أفضل له مما جاء في الحديث الأول" اهـ.


المصدر / سلسلة الهدى والنور الشريط رقم 190 الدقيقة 21