المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التكبير والتحميد والتهليل


حور العين
08-09-2022, 08:58 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
التكبير والتحميد والتهليل


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إنَّه خُلِقَ كُلُّ إنْسانٍ مِن بَنِي آدَمَ علَى سِتِّينَ وثَلاثِ مِئَةِ مَفْصِلٍ، فمَن كَبَّرَ اللَّهَ،
وحَمِدَ اللَّهَ، وهَلَّلَ اللَّهَ، وسَبَّحَ اللَّهَ، واسْتَغْفَرَ اللَّهَ، وعَزَلَ حَجَرًا عن طَرِيقِ
النَّاسِ، أوْ شَوْكَةً، أوْ عَظْمًا عن طَرِيقِ النَّاسِ، وأَمَرَ بِمَعروفٍ، أوْ نَهَى
عن مُنْكَرٍ، عَدَدَ تِلكَ السِّتِّينَ والثَّلاثِ مِئَةِ السُّلامَى، فإنَّه يَمْشِي يَومَئذٍ
وقدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ)

الراوي: عائشة أم المؤمنين
المحدث: مسلم
*[ المصدر : صحيح مسلم ]*

*شرح الحديث*:
*خَلَقَ اللهُ الإِنسانَ في أَحسنِ تَقويمٍ، وهيَّأَ لَه الظُّروفَ والأَحوالَ للحَياةِ،
وهَداهُ وأَرشدَه وأَعطاهُ النِّعمَ الَّتي لا تُعَدُّ،*

* وهذا كلُّه يَستوجبُ شُكرَ اللهِ وحَمدَه، ولكنْ أَنَّى لَه أن يُكافِئَ نِعَمَ اللهِ؟ *
*إلَّا أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أَرشدَنا إلى ما يُرضي
رَبَّنا سُبحانَه وتَعالى، فَقالَ في هذا الحَديثِ:*

*"خُلِقَ كُلُّ إِنسانٍ مِن بَني آدمَ"*، *أي: خَلَقَ اللهُ كلَّ بَني آدمَ بطَريقةٍ
واحدَةٍ، وَهذا بيانٌ لإفادةِ التَّعميمِ أنَّ البَدنَ خُلِقَ*

*"عَلى سِتِّين وثَلاثِ مئةِ مَفْصِلٍ"*، *أي: لكُلِّ إِنسانٍ هذا العَددُ مِن
المَفاصلِ، والمَفْصِلُ هوَ مُلتَقى كلِّ عَظمَينِ في الْبدَنِ، وهذا ممَّا يَنبَغي الشُّكرُ
عليهِ، ولكنْ كَيفَ ذلكَ؟ *

*قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مُرشدًا إلى أَنواعِ الحَمدِ والشُّكرِ
الَّتي تُعافي مَن فَعلَها مِنَ النَّارِ، *

فقال: *"فَمَنْ كَبَّرَ اللهَ"*، أي: عَظَّمَه أو قال: اللهُ أكبرُ،

ومَنْ *"هَلَّل اللهَ"* أي: وَحَّدَه، أو قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ،

*"وسبَّح اللهَ"، أي: نَزَّهَه عمَّا لا يَليقُ بهِ مِنَ الصِّفاتِ،
أو قالَ سُبحانَ اللهِ، **

*"وعَزلَ حَجَرًا عن طَريقِ النَّاسِ، أو شَوكةً أو عَظمًا مِن طَريقِ النَّاسِ"*،
أي: أَبعَد وأزالَ ونحَّى، ولَفظُ "أو" للتَّنويعِ،

*"وأَمَر بمَعروفٍ، أو نَهى عنْ مُنكرٍ"* أي: مَن كانَ مِن حالِه
الأَمرُ بالمَعروفِ والنَّهيُ عنِ المُنكرِ.

فمَنْ فَعَلَ مِن هَذه الأُمورِ ما يُوازي
*"عَددَ تِلكَ السِّتِّين والثَّلاثِ مِئةِ السُّلامَى"يَعني: مَن فَعلَ الخَيراتِ المَذكورةَ
ونحوَها بِعددِ تلكَ السِّتِّين والثَّلاثِ مئةِ مِنَ السُّلامى وهيَ المَفاصلُ.**

فتَكونُ نَتيجةُ فِعلِه هذا: أنَّه *"يَمشي يَومَئِذٍ، وقدْ زَحزحَ نَفسَه عنِ النَّارِ"*،
*أي: فإنَّه وقتَ إذ فَعَلَ ذَلك يَمشي عَلى الأَرضِ، وقدْ أَبْعدَ نَفْسَه ونَحَّاه
ا عنِ النَّارِ في الآخرَةِ. *

*وفي الحَديث:* *خَلْقُ الإنسانِ يَستأهِلُ الحَمدَ والشُّكرَ للهِ. *

*وفيه*:* تَعدُّدُ أَبوابِ الطَّاعاتِ المُؤدِّيةِ إلى الخَلاصِ منَ النَّارِ. *

*وفيه*:* إِرشادُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أُمَّتَه إلى كُلِّ الخَيراتِ
وَما فيهِ طاعةُ رَبِّهم وشُكرُه وحَمدُه سُبحانَه.*