المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصه.. حفل كبير نقيب الأطباء


حور العين
09-20-2022, 05:49 AM
من: الأخت / غرام الغرام ( أم عزام )
قصه.. حفل كبير نقيب الأطباء



في انجلترا عام 1920م
أقامت نقابة الأطباء حفل كبير لتخريج دفعة من الأطباء الجدد ،
وقد كان على قائمة المدعوين رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت ،
وبعد بداية الحفل قام نقيب الأطباء بإلقاء كلمته وتوجيه النصح والإرشاد لهؤلاء الأطباء الذين سيدخلون إلى عالم المهنة بعد سنوات الدراسة ،
ووسط كلمته حكى لهم موقفًا حدث معه وهو بداية عمله المهني .

القصة كما رواها النقيب :
في منتصف ليلة عاصفة أتتني سيدة عجوز كان يبدو عليها ملامح البساطة ورقة الحال ، وقالت لي : ساعدني أيها الطبيب
فطفلي مريض وهو في حالة خطيرة ، أرجوك أن تفعل أي شيء لإنقاذه .

خرجت معها مسرعًا وأنا غير مبالٍ بالعواصف والزوابع التي كانت تنتشر في ذلك الجو المضطرب ،
خرجنا والمطر يهطل بمياهه الغزيرة علينا كأن صنبور انفتح من السماء ،
وكان يسعدني حقًا حينها ويهون عليّ الأمر هو دعاءها لي ، والذي لم يتوقف حتى حينما توقف المطر .

وبعد رحلة شاقة وصلنا لمنزلها حيث كانت تعيش في غرفة صغيرة يبدو عليها التواضع ،
وكان طفلها يرقد في زاوية من تلك الغرفة وهو يتألم ويئن بشدة ، ففحصت الطفل وأديت واجبي نحوه كطبيب ،
وحينما هممت بالخروج استوقفتني السيدة العجوز ، وناولتني كيس به بعض النقود ،
فرفضت أخذها واعتذرت لها بلطف ثم انصرفت .
وفي اليوم التالي جئت للاطمئنان على المريض ، وتعهدته بالرعاية حتى من الله عليه بالشفاء ،
وهنا أنهى النقيب قصته وتابع كلامه قائلًا : تلك هي مهنة الطب والطبيب ،
وهي من أقرب المهن إلى الله لأنها تختص بالرحمة والرفق بحال البشر .
وما كاد نقيب الأطباء ينهي كلمته حتى قفز رئيس الوزراء من مقعده ،
واتجه مباشرة إلى منصة الخطابة ونظر إلى نقيب الأطباء ، وقال له في كل تواضع وامتنان :
اسمح لي يا سيدي النقيب أن أقبل يديك !
فمنذ عشرين عامًا وأنا أبحث عنك .
حاولت كثيرًا أن أعثر عليك ولكن لم يسعفني الحظ ، فأنا ذلك الطفل الذي ذكرته في حديثك ورققت بحاله وحال أمه ،
لقد كانت وصية أمي الوحيدة قبل أن تموت هي أن أبحث عنك وأعثر عليك ،
حتى أكافئك على ما صنعته معنا في فقرنا وأرد لك المعروف ، فلولاك ما كنت حيًا أرزق الآن
وما صرت في هذا المكان الذي أنا فيه .

*الحكمــــــه*
هذه القصة أكبر درس عملي لكل الأطباء الحضور في تلك القاعة آنذاك ،
حيث رأوا ثمرة الرسالة الطبيب تتجسد أمامهم على أرض الواقع ،
و تعد هذه القصة من القصص الواقعية التي حدثت مع رئيس الوزراء الانجليزي لويد جورج
والذي كان يعتز بفقره ورقة حاله قبل أن يجتهد ويصل إلى ما وصل إليه من نجاح.