المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صدق المناجاة


حور العين
10-27-2022, 10:37 AM
من: الأخت الزميلة / جِنان الورد
صدق المناجاة



قال الأصمعي رحمه الله:
خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام، وزيارة مسجد
النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما أنا أطوف بالكعبة بالليل، وكانت ليلة
قمراء، إذ أنا بشاب ظريف الشمائل، حسن الوجه، عليه أثر الخير، وإذا هو
متعلق بأستار الكعبة ويقول: [إلهي وسيدي ومولاي! غارت النجوم، وهدأت
العيون، إلهي! أغلقت الملوك أبوابها، وقامت عليها حجابها، وبابك مفتوح
للسائلين، جئت أنتظر رحمتك يا كريم] فما زال يردد هذا الدعاء حتى وقع
مغشياً عليه، قال: فدنوت منه فرفعته فإذا هو زين العابدين علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، قال: فبكيت لبكائه، فوقعت
قطرة من دمعي على خده فأفاق، وقال: من هذا الذي شغلني عن ذكر
مولاي؟! فقلت له: يا ابن بنت رسول الله، أنا الأصمعي، فما هذا البكاء
وما هذا الجزع؟ أليس الله يقول فيكم أهل البيت:
{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}
[الأحزاب:33]؟ فقال:
[هيهات هيهات يا أصمعي، إن الله خلق النار لمن عصاه وإن كان حراً
قرشياً، وخلق الجنة لمن أطاعه وإن كان عبداً حبشياً]
قال: فتركته على حاله ومضيت.