المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احسن القصص


حور العين
10-28-2022, 10:34 AM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
احسن القصص




‏سورة يوسف نزلت في عام الحزن .. هي السورة الوحيدة في القرآن، التي
تقص قصة كاملة بكل لقطاتها .. لذلك قال الله تعالى عنها: أنه سيقص على
النبي (صلى الله عليه وسلم) "أحْسنَ القَصَص".

‏وهي أحسن القصص بالفعل كما يقول علماء الأدب، وخاصة المتخصصين
في علم القصة .. فهي تبدأ بحلم، وتنتهي بتفسير هذا الحلم ..

‏من الطريف أن
‏قميص يوسف:

‏- استُخدم كأداة براءة لإخوته .. فدل على خيانتهم.

‏- ثم استُخدم كأداة براءة بعد ذلك ليوسف نفسه مع إمرأة العزيز فبرَّأه.

‏- ثم استخدم للبشارة .. فأعاد الله تعالى به بصر والده.



‏نلاحظ أن معاني القصة متجسِّدة .. وكأنك تراها بالصوت والصورة ..
وهي من أجمل القصص التي يمكن أن تقرأها ومن أبدع ما تتأثر به ..
‏لكنها لم تجيء في القرآن لمجرد رواية القصص .. وهدفها جاء في
آخر سطر من القصة وهو:

‏{ إنَّهُ مَن يتَّقِ ويَصبر، فإنَّ اللهَ لايُضيعُ أجرَالمُحسِنين }

‏فمحور القصة الأساسي هو:

‏- ثق في تدبير الله.

‏- اصبر.

‏- لا تيأَس.

‏الملاحظ أن السورة تمشي بوتيرة عجيبة ..
مفادها أن الشيء الجميل، قد تكون نهايته سيئة والعكس..!

‏- فيوسف أبوه يحبه، وهو شيء جميل، فتكون نتيجة
هذاالحب أن يُلقى في البئر!

‏- ثم الإلقاء في البئرشيء فظيع .. فتكون نتيجته أن يُكرَم في بيت العزيز.!

‏- ثم الإكرام في بيت العزيز شيء رائع ..
فتكون نهايته أن يدخل يوسف السجن.!

‏- ثم أن دخول السجن شيءٌ بَشِع ..
فتكون نتيجته أن يصبح يوسف عزيز مصر.!

‏الهدف من ذلك:
‏- أن تنتبه أيها المؤمن، إلى أن تسيير الكون شيءٌ فوق مستوى إدراكك ..
فلا تشغل نفسك به ودعه لخالقه يسيِّره كما يشاء .. وفق عِلمه وحِكمته.

‏- فإذا رأيت أحداثاً تُصيبُ بالإحباط ولم تفهم الحكمة منها فلا تيأس ولا تتذمَّ
ر .. بل ثِق في تدبير الله، فهو مالك هذا المُلك وهو خير مُدبِّر للأمور ..

‏كما يفيد ذلك:
‏- أن الإنسان لا يجب أن يفرح بشىء قد يكون ظاهره رحمة
لكنه يحمل في طياته العذاب أوالعكس

‏العجيب أنك في هذه السورة، لا تجد ملامح يوسف النبي،
بل تجدها في سورة "غافر".

‏- أما هنا فقد جاءت ملامح يوسف الإنسان ..
الذي واجه حياة شديدة الصعوبة منذ طفولته ولكنه نجح.

‏- ليقول لنا: إن يوسف لم يأتِ بمعجزات ..
بل كان إنساناً عاديَّاً ولكنه اتَّقى الله فنجح.!

‏- وهي عِظة لكل شاب مُسلم مُبتَلى أو عاطل ويبحث عن عمل.

‏- وهي أمل لكل مَن يريد أن ينجح رغم واقعه المرير.

‏هي أكثر السور التي تحدَّثت عن اليأس.
‏- قال تعالى:

‏{ فلمَّا استَيأسوا منهُ خَلَصوا نَجِيَّا (٨٠) }

‏{ ولا تيأسوا مِن رَوحِ الله ..
إنَّهُ لا ييأسُ مِن رَوحِ الله إلا القومُ الكافِرون (٨٧) }

‏*حتى إذا استيأس الرسلُ وظَنُّوا أنَّهُم قد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا (١١٠).



‏- وكأنها تقول لك أيُّها المؤمن:
‏• إن اللهَ قادر .
‏• فلِمَ اليأس؟

‏إن يوسف رغم كل ظروفه الصعبة، لم ييأس ولم يفقد الأمل .
. فهي قصة نجاح في الدنيا والآخرة:

‏- في الدنيا: حين استطاع بفضل الله ثم بحكمته
في التعامل مع الملِك، أن يُصبح عزيز مصر ..

‏- وفي الآخرة: حين تصدَّى لامرأة العزيز ورفض الفاحشة ونجح ..

‏لقد نزلت هذه السورة في عام الحزن على رسول الله صلى الله عليه و سلم
في أشد أوقات الضيق وهو على وشك الهجرة وفراق مكة ..

‏هذه السورة كما قال العلماء:
‏*ما قرأها محزون ٌإلا سُرِّي عنه.
‏تولى الله أمر يوسف،

‏* فأحوج القافلة في الصحراء للماء .. ليخرجه من البئر!
‏* ثم أحوج عزيز مصر للأولاد .. ليتبناه!
‏* ثم أحوج الملك لتفسير الرؤيا..ليخرجه من السجن.
‏* ثم أحوج مصر كلها للطعام .. ليصبح عزيز مصر.

‏إذا تولى الله أمرك .. هيأ لك كل أسباب السعادة
‏وأنت لاتشعر فقط قل بصدق
‏ {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ}

‏فقط فوّض أمرك