المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 5801


حور العين
03-13-2023, 06:31 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

استشعار النعم وتقديرها

استشعار النعم وتقديرها = مهارة تحتاج التدرب والممارسة

والصبر لتنمو في نفوسنا وفي نفوس أبنائنا ومن نربي..

بشكلٍ يومي ومستمر، مع القصص التي نحكيها، في تعاملنا مع الطعام

والشراب واللباس والعلم والصحبة والصحة، مع من نحب ومن لا نحب،

مع المنع ومع العطاء..

حين نسمي الأمور التي نملكها ونستخدمها كل يومٍ نعماً، حين نتكلم عن

السماء والأرض والجبال والأشجار والسحاب والرياح على أنها نعم، نحمد

الله عليها، نسبحه لجمالها البسيط وتناسقها..

حين نحمد الله لأننا نشرب الماء إن عطشنا، نحمده لأن في بيتنا صنبور،

نحمده لأن الماء نظيف، نحمده إن كان بارداً.. وهكذا مع كل شيء..

حين نحكي قصة فلان الذي احترق بيته نقول: .. لكن الله الكريم

أبقى له عائلته بصحة وعافية..


حين يرتطم رأس الابن بالجدار: لكن الحمدلله أن الجسم يعافي نفسه..

إذا أصاب نفسه بجرح: الحمدلله الذي يرزقنا ملائكة تحمينا

من بين يدينا ومن خلفنا فلم يكن الجرح أكبر..



والحمدلله على نعمة الإحساس بالألم.. هل سمعت بالمرض الذي لا يتألم فيه

صاحبه؟ لنقرأ عن الأمر.. طيب هل فلان المصاب بهذا المرض لا يملك

نعماً يحمد الله عليها؟



سبحان الله كيف رزق تلك الأم بابنبن ولم يأخذ إلا واحداً منهما.. صحيحٌ أنها

تألمت، لكن انظر ماذا بقي لها، ولنفكر في أن صغيرها ذهب للجنة

مباشرة، وأنها تجمع الحسنات بصبرها على فقده..



سبحان الله صحيح أن علامتك في كذا ليست جيدة،

لكن علامتك في كذا جيدة جداً..



صحيح أنك لم تكن سريعاً في السباق، لكنك رسمت بشكلٍ ممتاز ماشاءالله..

صحيح أن الله خلق فلاناً أعمى، لكنه رزقه سمعاً ويدين ورجلين

وذكاءً متميزاً..



أغمض عينيك قليلاً.. تخيل لو أن الحياة هكذا.. ما أعظم نعمة البصر..

ثبت مفصل كوعك قليلاً وحاول أن تأكل، تخيل لو أن الله لم يخلق لك هذا

المفصل الصغير فقط..



انظر إلى الحيوان كيف يأكل اللحم نيئاً.. الحمدلله الذي علمنا كيف نوقد النار..

تعال نتذوق الطعام بلا ملح.. الحمدلله الذي علمنا كيف نستخرج هذه المادة

ونستعملها ورزقنا إياها..



وهكذا نستمر ونكرر وننوّع الأساليب.. لنربي نفوساً تصل لمرحلة تقدير

ما تملك واستشعار نعم الله الغامرة عليها، تعلم أنها فضل منه ومنّةٌ محضة

لم تستحقها، إنما تحمد وتحمد وتحمد عليها، تجتهد لأداء شكرها

باستخدامها كما يحب، ومن ثم لا تظلّ عينها فيما لا تملك، ولا يكسرها

فقدان أي مما عندها..



ومن أهم ما يجلبه استشعار النعم وتكرار التفكر بها وحمد الله عليها =

استشعار أن كل الخير الذي نحن فيه وكل العطايا التي تغمرنا إنما هي من

الله.. هدايا منه وحده، رحمات يملكها ويكرمنا في هذه الدنيا بشيء منها..



والنفوس المجبولة على حب من أحسن إليها ستزيد مع استشعار نعم صاحب

كل نعمةٍ ونسبها إليه حباً له وطلباً لمرضاته وسعياً لأن يكون رضوانه قبل

كل ما سواه، وأمره وطاعته وخوفه ورجاؤه هي المقدمة على كل ما سواها، لأن كل ما هي عليه وكل ما وصلها من خيرٍ وعلمٍ وخبرةٍ وتجربةٍ كل منه،

كل أدوات الخير منه، والوعي منه، وأسباب الخير منه، والخير ذاته منه..

وذلك كثيرٌ وتفصيله لا يعدّ ولا يمكن حصره، ولكن استشعاره

المستمر والمتكرر هو الذي يصل بالنفس تدريجياً لتلك الغاية..



فالحمد لله على كل ما أعطى وعلى كل ما منع، الحمدلله على أنه الخالق،

الحمدلله لأنه أوجدنا ومنحنا السمع والبصر والفؤاد، الحمدلله الذي يرزقنا

في كل يومٍ وكل ثانيةٍ ويستمر بإكرامنا بفضله وكرمه ومنته، الحمدلله الذي

يبقي هذا القلب يدق بلا توقّف، الحمدلله الذي يرزقنا استمرار رئتينا بالعمل

ونحن نائمون، الحمدلله لأنه يعطينا من خزائن رحمته وهو الغني عنا

ولا يأمرنا إلا بما فيه خير نفوسنا ونجاتنا..

الحمدلله..

لا إله إلا الله..


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين