المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دخول العشر علينا


حور العين
04-12-2023, 08:44 AM
[color="darkred"][size="6"][u]
من الأخت الزميلة / جِنان الورد
دخول العشر علينا

*الحمد لله الذي بلغنا العشر، ونسأل الله أن يعيننا على اغتنامها، ويعيننا فيها على ما يحب ويرضى.*

هذه بعض النقاط مما يحسُن التذكير به مع دخول العشر علينا؛ لعلها تكون ذات نفع لنا جميعاً:

*أولاً:* قال ﷺ في الحديث المتفق عليه: (مَن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه)؛ فالعمل

الذي حث عليه النبي ﷺ هو قيامها، وهو العمل الذي كان يجتهد فيه ﷺ كما جاء عند البخاري:

(كانَ النبيُّ ﷺ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَه)؛ لذا من أراد الحصول على الفضل المذكور

في الحديث؛ فيحرص في الليالي على القيام بالصلاة وتلاوة القرآن والدعاء؛ فإن صلاة الليل

{ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا }، أما باقي الأعمال الصالحة من بِر وإطعام وصدقة؛

فليكثر منها في نهار رمضان.

والنصيحة بعدم الالتفات لما يوزع من جداول لأعمال العشر؛ فقد يضيع بها الوقت،

ويدخل بسببها العُجب على القلب، وتفتر النفس عن العمل.

ثانياً:* قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}؛ فمن أراد إدراك هذه الليلة والتعرض لنفحات الله فيها؛ فليجتهد

في جميع العشر؛ فقد قال ﷺ: (تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ)؛ فمن اجتهد في جميع ليال العشر؛

فقد أدركها حتماً؛ فليجتهد العبد في أيام قليلة ليأخذ مثل هذه المغانم العظيمة.

*ثالثاً:* ليلة القدر متنقلة، وهي أرجى في الليالي الوترية، قال ﷺ في الحديث المتفق عليه:

(إنِّي أُرِيتُ ليلةَ القَدْرِ، وإنِّي نُسِّيتُها -أو أُنسيتُها-؛ فالْتمِسوها في العَشرِ الأواخرِ من كلِّ وَترٍ)، لكنها قد تقع في

الليالي الزوجية؛ فقد جاء عند البخاري قوله ﷺ: (الْتمِسوها في العَشر الأواخِر من رمضانَ؛ لَيلةَ القَدْر في تاسعةٍ

تَبقَى، في سابعةٍ تَبقَى، في خامسةٍ تَبْقَى)، قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (فعلى هذا؛ إذا كان الشهر ثلاثين؛

يكون ذلك ليالي الأشفاع، وتكون الاثنين والعشرين تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى..)؛

لذا كان ﷺ يتحراها في جميع ليال العشر.

*رابعاً:* عدم الالتفات إلى ما ينشر من قصص وأحلام تتعلق بتحديد ليلة القدر؛ فلا يمكن لأحد أن يجزم

بموعدها، أو يجزم بأن الليلة الفلانية هي ليلة القدر؛ فقد رُفَع علمها عن النبي ﷺ؛ فلن يعرفها أحد بعده.


كما أن تعبير الرؤى باب من أبواب العلم؛ لذا لا يجوز أخذه عن المجاهيل، ولا حتى تصديق ما يُنشر من رؤى كونها

أيضا عن مجاهيل؛ فلا يشغل العبد نفسه ويضيع وقته ووقت غيره فيما لا طائل منه، والإنسان يجتهد ويجعل

همّه إخلاص العمل، وقبول الله لعمله هذا؛ فهذا هَمّ الصالحين.

*خامساً:* إذا حاضت المرأة في العشر؛ فأول ما يجب عليها هو الرضا بقضاء الله عليها، ولتعلم بأن ما وقع وقع

بإرادته سبحانه وتقدس، وهي إنما ستمتنع عن الصلاة والصيام امتثالاً لأمر الله سبحانه، وهذه عبادات قلبية لها

أجر عظيم، والله ينظر إلى القلوب؛ لذا تشغل ليلها وتجتهد بأداء باقي العبادات من ذكر بأنواعه، والإكثار

من قراءة للقرآن، والدعاء، وسؤال الله خيري الدنيا والآخرة.

*وفقنا الله لما يحب ويرضى، وتقبل الله منا ومنكم.*