المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم5813


حور العين
04-30-2023, 06:12 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

ماذا بعد رمضان؟ (1)

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يُولَد، ولم يكن له كفوًا
أحد، الحمد لله الذي وفَّقنا للصيام طاعةً للملك العلَّام، ووفقنا للقيام سنة للنبي
محمد عليه الصلاة والسلام، الحمد لله الذي أظلنا بليلة السلام، والقدر
والإكرام، الحمد لله الذي أمَرَنا في الأعياد ببِرِّ الأيتام وإفشاء السلام وصِلة
الأرحام، الحمد لله القاهر فوق عباده فلا يمانع، والحاكم بما يريد فلا يدافع،
والآمر بما يشاء فلا يُراجَع، الحمد لله كتب على نفسه البقاء، وكتب على
خلقه الفناء، وقدَّر ما كان قبل أن يكون في اللوح والقلم، وخلق آدم وجعل
من نسله العرب والعَجَم، جعل الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء

﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾
[الأعلى: 16، 17]،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا نِدَّ له، ولا مِثْلَ له، مَن تكلَّم
سَمِع نطقَه، ومَنْ سكَتَ عَلِم سِرَّه، ومَنْ عاش فعليه رِزْقُه، ومَنْ مات فإليه
منقلبه

﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾
[الشعراء: 227]،


ونشهد أن سيدنا محمدًا عبدُ الله ورسوله، اعتزَّ بالله فاعَزَّه، وانتصر بالله
فنَصَرَه، وتوكَّل على الله فكفاه، وتواضَعَ لله فشرح له صدره، ووضع عنه
وِزْرَه، ويسَّر له أمْرَه، ورفع له ذكره، وذلَّل له رِقابَ عَدَوِّه، اللهُمَّ صَلِّي وسلِّم
وبارك عليك يا رسول الله، وعلى أهلك وصحبك،
ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين!

انقضى رمضان، وبقي الرحمن، أيها المسلمون، انتهى شهر رمضان كأي
شيء ينتهي، رحل عنا كأي شيء يرحل، هو شهر عزيز، وكم من عزيز
ودَّعْناه، وفي قبره وضعناه، وتحت الثَّرَى واريناه، هل غابت الشمس؟! هل
تخلَّف القمر؟! هل أمسكت السماء؟! هل أجدبت الأرض؟! كلَّا ثم كلَّا، وإنَّما
الزمن يدور، والحياة تسير، والسفر طويل، والزاد قليل، وما من يوم ينشقُّ
فجرُه إلا وينادي مُنادٍ يا بْنَ آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني
فإني إلى يوم القيامة لن أعود، انقضى رمضان، وبقي الرحيم الرحمن،
انقضى رمضان، وبقي الإيمان، انقضى رمضان وبقي القرآن، انقضى
رمضان، وبقيت العبادات وذكر الرحمن، انقضى رمضان وبقي البِرُّ
والإحسان، انقضى رمضان كأي شيء ينقضي، فكُلُّ شيءٍ إلى فواتٍ،
وكُلُّ جمْعٍ إلى شتات، وكلُّ حَيٍّ إلى مَوات، وأنَّ الله - عز وجل- يجمعُ الناس
كلَّ الناس ليومٍ لا ريبَ فيه

﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ
إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾
[آل عمران: 9].


أخشى ما أخشاه مع انتهاء رمضان أن تُترَك الفرائض، وتُعطَّل المساجد،
وتُرتكَب المعاصي، ويُهجَر القُرآن، فلا يعودون
إلى ذلك إلا في مناسبة أخرى!


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين