المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفاتيح سورة الاحزاب الدعوية


adnan
12-08-2012, 07:26 PM
مفاتيح سورة الاحزاب الدعوية
الجزء الأول

صلة السورة بما قبلها
تشابه مطلع الأحزاب مع خاتمة السجدة قبلها
فإن سورة السجدة: ختمت بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإعراض
عن الكافرين، وانتظار عذابهم،
في قوله تعالى :
{ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ }
[الآية، 3].
والأحزاب: بدأت بأمره عليه الصلاة والسلام بالتقوى،
وعدم طاعة الكافرين والمنافقين، وإتباع ما أوحي إليه،
من الله عز وجل.
وبين الخاتمة والمطلع من التناسب: ما لا يخفى.
هدف السورة
تهدف سورة الأحزاب إلى:
1- فهم التقوى، والالتزام بها.
2- تعرفنا كيف نتعامل مع الأحداث، والمحن.
3- تحدد أطر المجتمع المسلم والأخلاقيات العليا لأفراده.
4- تذكر الإنسان بمحاسبة نفسه، وأن يكون على ذكر الله، مسلّم له تعالى.
5- كما أنها تَحُثُّ على الصدق والإخلاص في التوجه إلى الخالق، من
غير مراعاة بوجه ما للخلائق، لأنه عليم بما يصلحهم، حكيم فيما يفعله.
فهو الذي يعلى من يشاء، وإن كان ضعيفاً، ويردي من يريد، وإن كان قوياً
لذلك: فلا يهتمن الماضي لأمره, برجاء لأحد منهم في بره،
ولا خوف منه في عظيم شره، وخفي مكره.

تتكون هذه السورة من عشرة أقسام. ويلاحظ جيداً:
أن كل قسم منها يبدأ بصيغة النداء :
{ يَا أَيُّهَا }
إما
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ }
وإما
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ }
كما يلاحظ: أن هذين الندائين.. يتناوبان في السورة تناوباً مطرداً،
إلا في آخر السورة.. إذْ تتكرر
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ }
مرتين.
وعلى هذا: فكل بداية بـ
{ يَا أَيُّهَا }
سنعتبرها قسماً مستقلاً.
إلا في الندائين الأخيرين, فسنعتبرهما قسماً واحداً.
وهذه هي الأقسام العشرة:
القسم الأول: عبارة عن (8) آيات.
من الآية الأولى ... وحتى نهاية الآية (8).
وهو: يبدأ بقوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ }
وفيه: مجموعة الأوامر التي صدرت لرسول الله صل الله عليه وسلم،
ولأمته من خلال شخصه الكريم.
وهي: التي تحدد الطريق العملي للسلوك.
وهي: التقوى.
وترك طاعة الكافرين والمنافقين.
وإتباع الوحي... وهو: الكتاب والسنة.
والتوكل على الله تعالى.
ويلاحظ: أن الصلة بين هذه الالأوامر واضحة.
فالتقوى: لا تكون مع طاعة الكافرين والمنافقين؛
إنْ الكافرون والمنافقون: يرغبون في أن يحرفوا المؤمنين.
والتقوى، وترك طاعة الكافرين والمنافقين، وإتباع الوحي كلها تحتاج
إلى توكل على الله، وتفويض أمر له، ومعرفة به، ومن ثم
جاء الأمر بالتوكل.
وإذا استقرت هذه الأمور جاءت في هذا القسم الأحكام.

يتبع ان شاء الله