المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة ‏( 397 )‏ من دين و حكمة - أحكام الزواج 26


adnan
12-15-2012, 08:24 PM
( الحلقة رقم : 397 )

{ الموضوع العاشر الفقرة 26 }
( أحكــام الــــــــزواج )
أخى المسلم
نواصل معكم اليوم الموضوع العاشر من مواضيع دين و حكمة

الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .
قال أبن مسعود
لو لم يبق من أجلى إلا عشرة أيام
و أعلم أنى أموت فى آخرها
و لى طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة

أخى المسلم
حديثنا اليوم عن
آداب المعاشرة و ما يجرى فى دوام النكاح
و هو النظر فيما على الزوج و فيما على الزوجة
أما الزوج فعليه مراعاة الإعتدال و الأدب فى أثنى عشر أمراً و هى :
الوليمة ، المعاشرة ، المداعبة ، السياسة ، الغيرة ، النفقة ، التعليم
القسم ، التأديب فى النشوز ، الوقاع ، الولادة ، المفارقة بالطلاق .
الأدب الاول : الوليمة
الوليمة و هى مستحبة
قال أنس رضى الله تعالى عنه
[ رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم
على عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه أثر صفرة

فقال عليه الصلاة و السلام
( ماهذا ؟ )
فقال : تزوجت أمرأة على وزن نواة من ذهب
فقال عليه الصلاة و السلام
( بارك الله لك أولم و لو بشاة ) ]
حديث متفق عليه
و قد أولم رسول الله صلى الله عليه و سلم
على صفية بتمر و سويق
رواه الأربعة من حديث أنس رضى الله تعالى عنه
وقال صلى الله عليه و سلم
( طعام أول يوم حق و طعام الثانى سنة
و طعام الثالث سمعة و من سمع سمع الله به )
قال المصنف : لم يرفعه إلا زياد بن عبد الله
قلت
هكذا قال الترمذى بعد أن أخرجه من حديث أبن مسعود و ضعفه
و لم يرفعه إلا زياد بن عبد الله و هو غريب
و تستحب تهنئته
فيقول من دخل على الزوج
( بارك الله لك و بارك عليك و جمع بينكما فى خير )
رواه أبو داود و الترمذى و صححه
و روى أبو هريره رضى الله تعالى عنه
ان النبى صلى الله عليه و سلم امر بذلك
و يستحب إظهار النكاح
فقال عليه الصلاة و السلام
( فصل ما بين الحلال و الحرام الدف و الصوت )
رواه الترمذى و حسنه
و أبن ماجه من حديث محمد بن حاطب
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( أعلنوا هذا النكاح و أجعلوه فى المساجد و أضربوا عليه بالدفوف )
رواه الترمذى و حسنه من حديث
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
و لكن ضعفه البيهقى
و عن الربيع بنت معوذ رضى الله تعالى عنها قالت
[ جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم
فدخل غداة بُنىَّ بىِ
فجلس على فراشى و جويريات لنا يضربن بدفهن
و يندبن من قتل من آبائى
إلى أن قالت أحداهن و فينا نبى يعلم ما فى غد
فقال لها صلى الله عليه و سلم
( أسكتى عن هذه و قولى الذى كنت تقولين قبلها ) ]
الأدب الثانى : حسن الخلق معهن
يجب على الرجل أن يكون حسن الخلق بزوجاته
و إحتمال الأذى منهن ترحما عليهن لقصور عقلهن
قال تعالى
{ ... وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ... }

النساء 19
و قال سبحانه و تعالى فى تعظيم حقهن
{ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً }

النساء 21
و قال جَلَّ و علا
{ ... وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ ... }
النساء36
و قيل : هى المرأة
و أخر ما وصى به رسول الله صلى الله عليه و سلم
ثلاث كان يتكلم بهن حتى تلجلج لسانه و خفى كلامه جعل

يقول عليه الصلاة و السلام
( الصلاة الصلاة
و ما ملكت أيمانكم لا تكلفوهم ما لا يطيقون
الله الله فى النساء فإنهن عوان فى أيديكم " أي أُسَراء "
أخذتموهن بأمانة الله و أستحللتم فروجهن بكلمة الله )
أخرجه النسائى فى الكبرى و أبن ماجه من حديث
أم المؤمنين أمنا السيدة / أُم سلمه / رضى الله تعالى عنها
و قال عليه الصلاة و السلام
( من صبر على سوء خلق أمرأته أعطاه الله
من الأجر مثل ما أعطى أيوب على بلائه
و من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل
ثواب أسيه أمرأة فرعون )
الحديث لم يقف له على أصل
أخى المسلم
أعلم أنه ليس حسن الخلق معها كف الأذى عنها
بل إحتمال الأذى منها و الحلم عند طيشها و غضبها
و ذلك أقتداء برسول الله صلى الله عليه و سلم
فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام
و تهجره الواحدة منهن يوماً إلى الليل
متفق عليه من حديث عمر رضى الله تعالى عنه فى الحديث الطويل
فى قوله تعالى

{ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ
فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ }

التحريم4
و راجعت أمرأة عمر رضى الله عنه عمر فى الكلام
فقال رضى الله تعالى عنه

[ أتراجعينى يالكعاء ؟ ]

فقالت : إن أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم
يراجعنه و هو خير منك

فقال عمر رضى الله تعالى عنه

[ خابت حفصة و خسرت إن راجعته
ثم قال لحفصة : لا تغترى بأبنه أبن أبى قحافة
فأنها تحب رسول الله صلى الله عليه و سلم
و خوفها من المراجعة ]
و روى أنه دفعت أحداهن فى صدر رسول الله صلى الله عليه و سلم فزبرتها أمها

فقال عليه الصلاة و السلام

( دعيها فإنهن يصنعن أكثر من ذلك )

الحديث ليس له اصل
و جرى بينه و بين أمنا عائشة كلام
حتى أدخلا بينهما أبا بكر رضى الله عنهما حكما و أستشهده

فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم

( تكلمين أو أتكلم )

فقالت رضى الله تعالى عنها و عن أبيها

[ بل تكلم أنت و لا تقل إلا حقا ]

فلطمها أبو بكر رضى الله تعالى عنه حتى دمى فوها

و قال رضى الله تعالى عنه

[ يا عدية نفسها أوا يقول غير الحق ]

فأستجارت برسول الله صلى الله عليه و سلم
و قعدت خلف ظهره

فقال له النبى صلى الله عليه و سلم

( لم ندعك لهذا و لا أردنا منك هذا )

أخرجه الطبرانى فى الأوسط و الخطيب فى التاريخ من حديث
أمنا / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها بسند ضعيف
و قالت له مرة فى كلام غضبت عنده

[ أنت الذى تزعم أنك نبى الله
فتبسم رسول الله و أحتمل ذلك حلما و كرما ]

أخرجه أبو يعلى فى مسنده
و أبو الشيخ فى كتاب الأمثال من حديثها رضى الله تعالى عنها
و فيه أبن إسحق و قد عنعنه
و كان النبى صلى الله عليه و سلم يقول لها
( إنى لأعرف غضبك من رضاك
قالت : و كيف تعرفه ؟
قال : إذا رضيتِ قلت : لا و إلَه محمد
و إذا غضبتِ قلت : لا و إلَه إبراهيم
قالت : صدقت إنما أهجر أسمك )

متفق عليه
و قال النبى صلى الله عليه و سلم

( إن أول حب وقع فى الإسلام
حب النبى صلى الله عليه و سلم لعائشة رضى الله عنها )

رواه الشيخان من حديث عمرو بن العاص
و رواه أبن الجوزى فى الموضوعات من
حديث أنس رضى الله تعالى عنه
و كان صلى الله عليه و سلم يقول لها

( كنت لك كأبى زرع لأم زرع غير إنى لا أطلقك )

متفق عليه من حديث عائشة دون الإستثناء
و رواه بهذه الزيادة الزبير بن بكار و الخطيب
و كان صلى الله عليه و سلم يقول

( لا تؤذونى فى عائشة ،
فإنه و الله ما نزل على الوحى و أنا فى لحاف أمرأة منكن غيرها )

رواه البخارى من حديث أمنا السيدة / عائشة رضى الله تعالى عنها
و قال أنس رضى الله تعالى عنه

[ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أرحم الناس بالنساء و الصبيان ]

رواه مسلم
أخى المسلم
نكتفى بهذا القدر و نستكمل إن شاء الله تعالى
فى الحلقة القادمة
فأنتظرونا و لا تنسونا من صالح الدعوات
حكمة و عظة اليوم
نظرا لطول المقالة نكتفى بهذه الحكاية القصيرة

حكى أن عيسى عليه الصلاة و السلام
مر بفتى و هو يصلى على صخرة
و حوله دم رطب و دم يابس
فقال له عيسى عليه السلام : يا فتى ما الذى أصابك
قال : يا روح الله
دخل على خوف جهنم فأنشق قلبى و لحمى و جلدى و سائر جوارحى
فهذا الدم يسيل منها
فرجع عيسى و جمع الناس
فقال
هذا من أبناء الدنيا
خاف النار فأنشق قلبه
فكيف حال من دخلها
نستكمل معكم إن شاء الله تعالى
فأنتظرونا فى الحلقة القادمة و نستودعكم الله
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته
هشام عباس محمود