المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( ممَا جَاءَ فِي :الرَّجُلِ يُسْلِمُ وَ عِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ )" الحلقة 44 "


adnan
12-16-2012, 10:51 PM
( ممَا جَاءَ فِي :
الرَّجُلِ يُسْلِمُ وَ عِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ )
" الحلقة 44 "

حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ مَعْمَرٍ
عَنْ الزُّهْرِيِّ رضى الله تعالى عنهم أجمعين

عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضى الله تعالى عنه و عن والده و عن جده

[ أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ الثَّقَفِيَّ أَسْلَمَ وَ لَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
فَأَسْلَمْنَ مَعَهُ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
أَنْ يَتَخَيَّرَ أَرْبَعًا مِنْهُنَّ ]

قَالَ أَبُو عِيسَى هَكَذَا رَوَاهُ مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ
قَالَ وَ سَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَعِيلَ يَقُولُ هَذَا حَدِيثٌ غَيْرُ مَحْفُوظٍ
وَ الصَّحِيحُ مَا رَوَى شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَ غَيْرُهُ عَنْ الزُّهْرِيِّ
قَالَ حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ أَسْلَمَ وَ عِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ
قَالَ مُحَمَّدٌ وَ إِنَّمَا حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ طَلَّقَ نِسَاءَهُ
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَتُرَاجِعَنَّ نِسَاءَكَ أَوْ لَأَرْجُمَنَّ قَبْرَكَ كَمَا رُجِمَ قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ .
قَالَ أَبُو عِيسَى وَ الْعَمَلُ عَلَى حَدِيثِ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ عِنْدَ أَصْحَابِنَا
و مِنْهُمْ الشَّافِعِيُّ وَ أَحْمَدُ وَ إِسْحَقُ .

الشــــروح

قَوْلُهُ : ( إِنَّ غَيْلَانَ )

بِفَتْحِ الْغَيْنِ ( أَنْ يَتَخَيَّرَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا ) قَالَ الْمُظْهِرُ فِيهِ أَنَّ أَنْكِحَةَ الْكُفَّارِ صَحِيحَةٌ ،
حَتَّى إِذَا أَسْلَمُوا لَمْ يُؤْمَرُوا بِتَجْدِيدِ النِّكَاحِ إِلَّا إِذَا كَانَ فِي نِكَاحِهِمْ مَنْ لَا يَجُوزُ الْجَمْعُ بَيْنَهُنَّ مِنَ النِّسَاءِ ،
وَ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِ نِسْوَةٍ - في النكاح - ،
وَ إِنَّهُ إِذَا قَالَ اخْتَرْتُ فُلَانَةَ وَ فُلَانَةَ لِلنِّكَاحِ ثَبَتَ نِكَاحُهُنَّ
وَ حَصَلَتِ الْفُرْقَةُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ مَا سِوَى الْأَرْبَعِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُطَلِّقَهُنَّ ،
قَالَ مُحَمَّدُ فِي مُوَطَّئِهِ : بِهَذَا نَأْخُذُ يَخْتَارُ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا أَيَّتَهُنَّ شَاءَ ، وَ يُفَارِقُ مَا بَقِيَ ،
وَ أَمَّا أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَالَ : الْأَرْبَعُ الْأُوَلُ جَائِزٌ ، وَ نِكَاحُ مَا بَقِيَ مِنْهُنَّ بَاطِلٌ ،
و هُوَ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ : وَ الْأَوْجَهُ قَوْلُ مُحَمَّدٍ ،
و فِي الْهِدَايَةِ : وَ لَيْسَ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ،
قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ : اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْأَرْبَعَةُ وَ جُمْهُورُ الْمُسْلِمِينَ .
أَمَّا الْجَوَارِي فَلَهُ مَا شَاءَ مِنْهُنَّ . انْتَهَى .

قَوْلُهُ : ( قَالَ مُحَمَّدٌ ، وَ إِنَّمَا حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ
أَنَّ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ طَلَّقَ نِسَاءَهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ إِلَخْ )

يَعْنِي : أَنَّ الْمَحْفُوظَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا السَّنَدِ هُوَ هَذَا الْمَوْقُوفُ عَلَى عُمَرَ ،
و أَمَّا الْحَدِيثُ الْمَرْفُوعُ الْمَذْكُورُ بِهَذَا السَّنَدِ فَهُوَ غَيْرُ مَحْفُوظٍ ،
بَلِ الصَّحِيحُ أَنَّهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ أَسْلَمَ إِلَخْ .
كَمَا رَوَى شُعَيْبُ بْنُ حَمْزَةَ ، وَ غَيْرُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، لَا كَمَا رَوَى مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
و حَكَمَ مُسْلِمٌ فِي التَّمْيِيزِ عَلَى مَعْمَرٍ بِالْوَهْمِ ،
وَ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِيهِ وَ أَبِي زُرْعَةَ: الْمُرْسَلُ أَصَحُّ
لَكِنَّ الْإِمَامَ أَحْمَدَ أَخْرَجَ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ ،
وَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ جَمِيعًا عَنْ مَعْمَرٍ بِالْحَدِيثَيْنِ مَعًا الْمَرْفُوعِ وَ الْمَوْقُوفِ عَلَى عُمَرَ ،
وَ لَفْظُهُ :

[ أَنَّ ابْنَ سَلَمَةَ الثَّقَفِيَّ أَسْلَمَ وَ تَحْتَهُ عَشْرَةُ نِسْوَةٍ ،

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ

( اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا )

فَلَمَّا كَانَ فِي عَهْدِ عُمَرَ طَلَّقَ نِسَاءَهُ وَ قَسَمَ مَالَهُ بَيْنَ بَنِيهِ ] .

فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رضى الله تعالى عنه فَقَالَ

[ إِنِّي لَأَظُنُّ الشَّيْطَانَ مِمَّا يَسْتَرِقُ مِنَ السَّمْعِ سَمِعَ بِمَوْتِكَ ،
فَقَذَفَهُ فِي نَفْسِكَ وَ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ لَا تَمْكُثُ إِلَّا قَلِيلًا ،
و أَيْمُ اللَّهِ لَتُرَاجِعَنَّ نِسَاءَكَ وَ لَتُرْجِعَنَّ مَالَكَ ، أَوْ لَأُورِثَهُنَّ مِنْكَ ،
وَ لَآمُرَنَّ بِقَبْرِكَ فَيُرْجَمَ كَمَا رُجِمَ قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ ] . انْتَهَى ،

و الْمَوْقُوفُ عَلَى عُمَرَ هُوَ الَّذِي حَكَمَ الْبُخَارِيُّ بِصِحَّتِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ
عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ بِخِلَافِ أَوَّلِ الْقِصَّةِ .

قَوْلُهُ : ( كَمَا رُجِمَ قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ )

بِكَسْرِ الرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا غَيْنٌ مُعْجَمَةٌ فِي الْقَامُوسِ فِي فَصْلِ الرَّاءِ مِنْ بَابِ اللَّامِ :
وَ أَبُو رِغَالٍ كَكِتَابٍ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ ، وَ غَيْرِهِمَا

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله تعالى عنهما قال :

[ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ حِينَ خَرَجْنَا مَعَهُ إِلَى الطَّائِفِ فَمَرَرْنَا بِقَبْرٍ

فَقَالَ صلى الله عليه و سلم :

( هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ )

و هُوَ أَبُو ثَقِيفٍ ، وَ كَانَ مِنْ ثَمُودَ ، وَ كَانَ بِهَذَا الْحَرَمِ يَدْفَعُ عَنْهُ ،
فَلَمَّا خَرَجَ مِنْهُ أَصَابَتْهُ النِّقْمَةُ الَّتِي أَصَابَتْ قَوْمَهُ بِهَذَا الْمَكَانِ فَدُفِنَ فِيهِ ... الْحَدِيثَ ] ،

و قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ كَانَ دَلِيلًا لِلْحَبَشَةِ حِينَ تَوَجَّهُوا إِلَى مَكَّةَ فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ غَيْرَ مُعْتَدٍ بِهِ ،
وَ كَذَا قَوْلُ ابْنِ سِيدَهْ كَانَ عَبْدًا لِشُعَيْبٍ ، وَ كَانَ عَشَّارًا جَائِرًا . انْتَهَى ،
و فِي بَعْضِ الْحَوَاشِي يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الظُّلْمِ وَ الشُّؤْمِ ،
وَ هُوَ الَّذِي يَرْجُمُ الْحَاجُّ قَبْرَهُ إِلَى الْآنَ ،
قَالَ جَرِيرٌ :
إِذَا مَاتَ الْفَرَزْدَقُ فَارْجُمُوهُ كَمَا تَرْجُمُونَ قَبْرَ أَبِي رِغَالٍ

دعاء من أخينا مالك لأخته و والدته يرحمهما الله و إيانا
و لموتانا و جميع موتى المسلمين يرحمهم الله
اللـهـم إنهن فى ذمتك و حبل جوارك فقهن فتنة القبر و عذاب النار ,
و أنت أهل الوفاء و الحق فأغفر لها و أرحمها أنك أنت الغفور الرحيم.
اللـهـم إنهن إماتك و بنتى عبديك خرجتا من الدنيا و سعتها و محبوبيها و أحبائها
إلي ظلمة القبر اللهم أرحمهن و لا تعذبهن .
اللـهـم إنهن نَزَلن بك و أنت خير منزول به و هن فقيرات الي رحمتك
و أنت غني عن عذابهن .
اللـهـم اّتهن رحمتك و رضاك و قِهن فتنه القبر و عذابه
و أّتهن برحمتك الأمن من عذابك حتي تبعثهن إلي جنتك يا أرحم الراحمين .
اللـهـم أنقلهن من مواطن الدود و ضيق اللحود إلي جنات الخلود .
أنْتَهَى .
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله "