المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 5897


حور العين
08-23-2023, 12:42 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

الإيمان بالجزاء والعقاب يوم القيامة وأثره في بناء الإنسان،

خاطرة عابرة



بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين،

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والـمرسلين؛ أما بعد:

فما يجعل الإنسانَ مستقيمًا في سلوكه هو الإيمان بالثواب

والعقاب يوم القيامة.



فلولا الإيمان باليوم الآخر، لَما كان هناك حافز للاستقامة

وفعل الخير، ولا رادع عن الفساد في الأرض.



لولا الحساب والجزاء في الآخرة، لَسَفَكَ الناس دماء الناس،

ولهُضِم حق الضعيف، وانتشر الظلم والشر المستطير، وصِرنا نعيش حياة

بهيمية منزوعة الغاية والهدف، وسادنا نظام غابويٌّ،

القوي فيه يأكل الضعيف.



ولكن، هناك يوم عظيم، فيه تجتمع الخصوم، وتُسترد الحقوق، ولا يُظلم

الناس فتيلًا، فهناك كتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، وتجد كل

نفس ما عملت من خير محضرًا، وحينئذٍ يعض الظالم على يديه، ويقول

الكافر الذي عاش حياته الدنيوية بعيدًا عن ربه، يقول بلسان الحسرة

والندامة، وقد علم أن لا مفر من العقاب: يا ليتني كنت ترابًا.



فكما أن هذا اليوم يُحذِّر الظالمَ، وينذر العاصي والمسيء، فإنه يسلي

المظلوم، والفقير، والضعيف؛ لأنه يعلم يقينًا أن الدنيا دار امتحان وبلاء،

وسجن للمؤمن وجنة للكافر، وأن الآخرة هي دار القرار الأبدي،

وهي الحياة الحقيقة؛ لأنها حياة سرمدية، لا نهاية لها، ويعلم هذا الإنسان

المؤمن، سواء كان ضعيفًا أو فقيرًا أو مظلومًا أن الله سيعوضه في الآخرة

ما ضاع منه في الدنيا، أضعافًا كثيرة، ويُجزِل له الثواب على استقامته،

وكبته لجماح النفس عن الشهوات واللذات المحرمة، وصبره على مصائب

الدنيا المختلفة، وبهذا يعيش حياة طيبة، يغُطُّ فيها في الطمأنينة والراحة

النفسية، ببال مرتاح، وصدر منشرح، وليس هذا إلا لمؤمن، أما من كفر

بالله، فإنه يعيش في شقاء وعذاب، ظلمات بعضها فوق بعض، وربما اجتمع

له مع الشقاء النفسي، الشقاء المادي؛ فحُرِم من متع الدنيا بفقره، وسيُحرم

من متع الآخرة بكفره، وهذا هو الخسران المبين.

وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله

وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين