المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطورة الجرائم الخُلُقية


حور العين
10-26-2023, 08:30 AM
من :الأخت الزميلة / جِنان الورد
خطورة الجرائم الخُلُقية


أمة الإسلام:

أيُّها الإخوة المُرابِطُون على ثرَى فِلسطين الصامِدة، أرضِ العِزِّ والشُّمُوخ والفِداء،

والتضحِية والإباء! لَكَم نُخاطِبُكم مِن المكان الذي يُمثِّلُ حلقَةَ الوَصلِ بين أبناءِ هذه الأمة.

فواللهِ الذي لا إله إلا هو؛ إنه ليُرمِضُنا ويُقِضُّ مضاجِعَنا أن أقصانَا أسِيرٌ

بأيدِي البُغاة الطُّغاة العُتاة، فما نذكُرُ الأقصَى - أقَرَّ الله الأعيُنَ بفكِّ أَسْرِه،

وقُربِ تحريرِه - إلا وتعتصِرُ قلوبُنا حسرةً وأسًى على ما جرَى له

ويجرِي مِن هؤلاء الصهايِنة المُعتَدين. فضيَّتُكم قضيَّتُنا،

وهَزَّةُ انتِفاضتِكم هَزَّةُ قُلوبِنا، ومُصابُكم مُصابُنا.

فصبرًا صبرًا - أيها المُرابِطُون -، لقد سطَّر جهادُكم المُبارَك بأحرُفِ العزِّ والنصرِ

والشرفِ أروعَ النماذِج في التأريخ المُعاصِر. فبُورِكتُم مِن رِجالٍ،

ولله درُّكُم مِن أبطالٍ، لقد أعَدتُم في الأمة الآمال، وصدَّقتُم الأقوالَ بالأفعَال.

ثِقُوا بنصرِ الله لكم متى ما نصَرتُم دينَه،



{ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }

[ الروم: 47 ].



وهنِيئًا لكم بَذلُ الأرواح رخيصَةً في سبيلِ الله، ودُعاؤُنا مِن سُويدَاء القُلوبِ

أن يتقبَّل الله شُهداءَكم، وأن يكتُبَ لمرضاكم وجرحَاكم عاجِلَ الشفاء والعافِية.

ولا تيأسُوا مِن رَوحِ الله؛ فالنصرُ قادِمٌ - بإذن الله -،

وإن الأمةَ لتتطلَّعُ إلى مراحِلِ العملِ والمنهجيَّة، والمواقِفِ والتأصِيلِ،

فلم تعُد تُجْدِي الكلماتُ ولا التنظيرُ.

وإن مسؤوليَّةَ صلاح أحوالِ الأمة والخُروجِ بها مِن مآزِقِها مسؤوليَّةُ المُسلمين جميعًا،

في خُطًى حثِيثَة في العقيدة والعلم، والعقل والحِكمة؛

ليتحقَّقَ للأمة وعدُ الله الذي لا يتخلَّف.

وإننا لنأمَلُ أن تكون مصائِبُ الأمة سحابةَ صَيفٍ، عما قريبٍ تنقشِع،

فالنصرُ للإسلام وأهلِه، فليَقَرَّ المُسلمون بذلك عَينًا، ومِن الله وحدَه

نستلهِمُ النصرَ والتمكينَ.

حفِظَ الله عقيدتَنَا وأمَّتَنا وقِيادتَنا ومُقدَّساتِنا مِن كيدِ الأعداء،

إن ربِّي سميعٌ مُجيبُ الدعاء.

أعوذُ بالله مِن الشيطان الرجيم:

{ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ

الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ

وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }

[ الحج: 40، 41
بارَكَ اله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعَنا بما فيهما مِن الآيات والحِكمة،

أقولُ قولِي هذا، وأستغفِرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولكافَّة المُسلمين؛

فاستغفِرُوه وتوبُوا إليه، إنه كان عفُوًّا غفُورًا.