المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 5972


حور العين
11-06-2023, 10:49 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

مواساة في فقد الأحبّة

في هذا العام افتقدنا أحبَّة لنا، وإخوة في الله كنَّا نحبُّهم ونأنس بقربهم؛

لتواضعهم ودماثة خلقهم وحسن معاملتهم للناس، نحسبهم على خير

ولا نزكيهم على الله، سبقونا إلى الله والدار الآخرة، ونواسي كل من فقد

أحبته وأقاربه بالصبر والإحتساب والدعاء لهم بالرحمة، وليَذكرْ مصيبتَه

برسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الرحمن بن سابط، عن أبيه، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إِذَا أُصِيبَ أَحَدُكُمْ بِمُصِيبَةٍ، فلْيَذْكُرْ مُصِيبتَه بِي، فَإِنَّهَا أَعْظَمُ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُ »

[الصحيحة للألباني].

وفي "الموطأ" من حديث عبد الرحمن بن القاسم قال: قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: « لِيُعَزِّ الْمُسْلِمِينَ فِي مَصَائِبِهِم، الْمُصِيبَةُ بِي ».

إنَّا لله وإنّا إليه راجعون، فاللّهم ارحمهم واجعل مثواهم الجنّة واغسلهم

من الخطايا، ونقِّهم بالماء والثلج والبرد، اللّهم من كان منهم محسنًا فزد

في حسناته ومن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته، واحشرهم في زمرة النبيين

والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا، وارزق ذويهم الصبر والسلوان

(إنَّ لِلَّـهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمَّىً...

فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ) البخاري ومسلم.

في هذا العام: 1441هـ 2020 مـ تبدلت مظاهر وتغيرت عما كانت عليه

من قبل ـ أغلقت المساجد، قيدت الحركة، أوقفت المواصلات، قَلَّت الزيارات

وكثرتِ الوفيات بسبب الوباء القاتل والفتاك المسمى: كورونا، كوفيد 19

وقف العالمَ عاجزًا أمام هذا الداء والوباء، حصد أرواحًا وأرواحًا، وضحاياه

بالمئات والآلاف صغارًا وكبارًا من نساء ورجال شيوخ وعجائز، نسأل الله

تعالى المعافاة، وللوقاية منه، الحجر المنزلي كما جاء في السُّنَّة وإتباع

الإرشادات الطبية مع المواد المتوفرة في المشافي والصيدليات، وقد سمي

على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطاعون فعن عائشة

رضي الله عنها قالت: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون

فأخبرني أنّه: « عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمة

للمؤمنين، ليس من أحدٍ يقعُ الطاعونُ فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا،

يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلاّ كان له مثل أجر شهيد» رواه البخاري.



وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

« إذَا سمِعْتُمْ الطَّاعُونَ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإذَا وقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ فِيهَا،

فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا». صحيح البخاري.

وأصل الطاعون: قال الخليل: «الطاعون الوباء ». وقال صاحب "النهاية":

«الطاعون المرض العام الذي يفسد له الهواء، وتفسد به الأمزجة والأبدان ».

وقال أبو بكر بن العربي: «الطاعون الوجه الغالب الذي يطفئ الروح

كالذبحة، سمي بذلك لعموم مصابه وسرعة قتله»، وقال أبو الوليد الباجي: «

هو مرض يعم الكثير من الناس في جهة من الجهات، بخلاف المعتاد من

أمراض الناس، ويكون مرضهم واحدًا بخلاف بقية الأوقات فتكون

الأمراض مختلفة».

وقد استشهد في طاعون عمواس من خيرة الصحابة رضي الله عنهم...

واستمر الطاعون شهرًا، مما أدى إلى وفاة خمسة وعشرين ألفًا من

المسلمين وقيل ثلاثين ألفًا، بينهم جماعة من كبار الصحابة أبرزهم: أبو

عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ومعه ابنه عبد الرحمن، ويزيد بن أبي

سفيان، وشرحبيل بن حسنة، والفضل بن العباس بن عبد المطلب، وأبو

جندل بن سهيل رضي الله عنهم في خلافة عمر بن الخطاب سنة 18 هـ

/639 م بعد فتح بيت المقدس، وسُميت هذه السنة بعام الرمادة لما حدث بها

من المجاعة في المدينة المنورة أيضًا... وهو أول وباء يظهر في أراضي

الدولة الإسلامية. (ويكيبيديا باختصار).

وقال ابن كثير: وتولى قيادة الجيش بعد موت أبي عبيدة ومعاذ بن جبل

عمرو بن العاص فقام في الناس خطيبًا فقال لهم: أيها الناس! إن هذا الوجع

إذا وقع إنما يشتعل اشتعال النار، فتجنبوا في الجبال، فخرج، وخرج الناس،

فتفرقوا حتى رفعه الله عنهم، فبلغ عمر ما فعله عمرو فما كرهه.

(البداية والنهاية).

وللوقاية من العلل والأوبئة ما جاء في السنة المطهرة من اللأذكار والأدعية

فعن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ

رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ

وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا

حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ.

وقَالَ: فَأَصَابَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ الْفَالِجُ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعَ مِنْهُ الْحَدِيثَ

يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ؟! فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى عُثْمَانَ وَلَا كَذَبَ

عُثْمَانُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي أَصَابَنِي فِيهِ مَا

أَصَابَنِي غَضِبْتُ فَنَسِيتُ أَنْ أَقُولَهَا.

رواه أبو داود ورواه الترمذي في سننه، بلفظ:

(مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ

اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ

مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ).

قال صلى الله عليه وسلم:

(قل: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك

من كل شيء). رواه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن خبيب رضي الله

عنهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان من دعاء رسول الله

صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ،

وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِك). رواه مسلم.

عن أنس رضي الله عنه أن النّبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:

( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ

(رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني).

فاللّهم من أحييته منا فاحيه على الإيمان ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام

وأحسن خاتمته يا رحيم يا رحمن (اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد

كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد

كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين إنّك حميد مجيد)،

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين