المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 13.02.1434 ( ممَا جَاءَ فِي : في العزل)" الحلقة 53 "


adnan
12-25-2012, 07:34 PM
أخيكم / عدنان الياس
( AdaneeeNo )
حديث اليوم
مع الشكر للأخ مالك المالكى

( ممَا جَاءَ فِي : في العزل )
" الحلقة 53 "

حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا يزيد بن زريع
حدثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان
رضى الله تعالى عنهم أجمعين

عن جابر بن عبدالله رضى الله تعالى عنه قال

[ قلنا يا رسول الله إنا كنا نعزل فزعمت اليهود أنها الموءودة الصغرى

فقال صلى الله عليه و سلم

( كذبت اليهود إن الله إذا أراد أن يخلقه فلم يمنعه ) ]

قال و في الباب عن عمر و البراء و أبي هريرة و أبي سعيد رضى الله تعالى عنهم .

الشــــــروح

بفتح العين المهملة و سكون الزاي هو النزع بعد الإيلاج لينزل خارج الفرج .
قوله : ( فزعمت اليهود أنه )

أي : العزل - عن الزوجة –
( الموءودة الصغرى ) الوأد : دفن البنت حية ، و كانت العرب تفعل ذلك خشية الإملاق و العار ،
قاله النووي ، و المعنى : أن اليهود زعموا أن العزل نوع من الوأد ؛
لأن فيه إضاعة النطفة التي أعدها الله تعالى ليكون منها الولد ،
و سعيا في إبطال ذلك الاستعداد بعزلها عن محلها
( كذبت اليهود ) أي : في زعمهم أن العزل الموءودة الصغرى
( إن الله تعالى إذا أراد أن يخلقه لم يمنعه ) أي : العزل ، أو شيء ،
و هذا الحديث دليل لمن أجاز العزل .

قوله : ( و في الباب عن عمر و البراء و أبي هريرة و أبي سعيد )

أما حديث عمر فأخرجه أحمد ، و ابن ماجه عنه قال :
[ نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يعزل من الحرة إلا بإذنها ] ،
قال صاحب المنتقى : ليس إسناده بذاك ، و قال الشوكاني : في إسناده ابن لهيعة ،
و فيه مقال معروف ، و يشهد له ما أخرجه عبد الرزاق ، و البيهقي

عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال :

[ نهى عن عزل الحرة إلا بإذنها ] ،

و روى عنه ابن أبي شيبة . أنه كان يعزل عن أمته ، و روى البيهقي عن ابن عمر مثله ،
و أما حديث البراء فلينظر من أخرجه ،
و أما حديث أبي هريرة فأخرجه النسائي نحو حديث أبي سعيد ،
و أما حديث أبي سعيد فأخرجه أحمد ،
و أبو داود قال : قالت اليهود : العزل : الموءودة الصغرى .

فقال النبي صلى الله عليه و سلم :

( كذبت اليهود ،
إن الله عز و جل لو أراد أن يخلق شيئا لم يستطع أحد أن يصرفه )

فإن قلت : حديث الباب ، و ما في معناه يعارضه حديث جذامة بنت وهب ففيه :
ثم سألوه عن العزل

فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

( ذلك الوأد الخفي )

و هي و إذا الموءودة سئلت أخرجه أحمد ،
و مسلم فما وجه الجمع و التوفيق بين هذين الحديثين ؟
قلت : قد اختلفوا في وجه الجمع ، فمن العلماء من جمع بينهما بحمل حديث جذامة على التنزيه ،
و هذه طريقة البيهقي ، و منهم من ضعف حديث جذامة لمعارضته لما هو أكثر منه طرقا ،
قال الحافظ : و هذا دفع للأحاديث الصحيحة بالتوهم ، و الحديث صحيح لا ريب فيه ،
و الجمع ممكن ، و منهم من ادعى أنه منسوخ و رد بعدم معرفة التاريخ ،
و قال الطحاوي : يحتمل أن يكون حديث جذامة على وفق ما كان عليه الأمر أولا
من موافقة أهل الكتاب فيما لم ينزل عليه ، ثم أعلمه الله بالحكم فكذب اليهود فيما كانوا يقولونه ،
و تعقبه ابن رشد، و ابن العربي بأن النبي صلى الله عليه و سلم لا يحرم شيئا تبعا لليهود ،
ثم يصرح بتكذيبهم فيه ،
و منهم من رجح حديث جذامة بثبوته في الصحيح و ضعف مقابله بالاختلاف في إسناده و الاضطراب ،
و قال الحافظ : و رد بأنه إنما يقدح في حديث لا فيما يقوي بعضه بعضا ، فإنه يعمل به ،
و هو هنا كذلك ، و الجمع ممكن و رجح ابن حزم العمل بحديث جذامة
بأن أحاديث غيرها موافقة لأصل الإباحة ، و حديثها يدل على المنع ،
قال : فمن ادعى أنه أبيح بعد أن منع فعليه البيان ، و تعقب بأن حديثها ليس صريحا في المنع ،
إذ لا يلزم من تسميته وأداً خفيا على طريق التشبيه أن يكون حراما ،
و جمع ابن القيم فقال الذي كذب فيه صلى الله عليه و سلم اليهود
هو زعمهم أن العزل لا يتصور معه الحمل أصلا ، و جعلوه بمنزلة قطع النسل بالوأد .
فأكذبهم و أخبر أنه لا يمنع الحمل إذا شاء الله خلقه ، و إذا لم يرد خلقه لم يكن وأد حقيقة ،
و إنما وأداً خفيا في حديث جذامة ؛
لأن الرجل إنما يعزل هربا من الحمل فأجرى قصده لذلك مجرى الوأد ،
لكن الفرق بينهما أن الوأد ظاهر بالمباشرة اجتمع فيه القصد و الفعل ،
و العزل يتعلق بالقصد فقط ، فلذلك وصفه بكونه خفيا ،
و هذا الجمع قوي ، كذا في النيل .

دعاء من أخينا مالك لأخته و والدته يرحمهما الله و إيانا
و لموتانا و جميع موتى المسلمين يرحمهم الله
اللـهـم إنهن فى ذمتك و حبل جوارك فقهن فتنة القبر و عذاب النار ,
و أنت أهل الوفاء و الحق فأغفر لها و أرحمها أنك أنت الغفور الرحيم.
اللـهـم إنهن إماتك و بنتى عبديك خرجتا من الدنيا و سعتها و محبوبيها و أحبائها
إلي ظلمة القبر اللهم أرحمهن و لا تعذبهن .
اللـهـم إنهن نَزَلن بك و أنت خير منزول به و هن فقيرات الي رحمتك
و أنت غني عن عذابهن .
اللـهـم اّتهن رحمتك و رضاك و قِهن فتنه القبر و عذابه
و أّتهن برحمتك الأمن من عذابك حتي تبعثهن إلي جنتك يا أرحم الراحمين .
اللـهـم أنقلهن من مواطن الدود و ضيق اللحود إلي جنات الخلود .
أنْتَهَى .
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله "