المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطاب الله عزّ وجل للمؤمنين


adnan
12-25-2012, 08:23 PM
الأخ الزميل / مصطفى آل حمد


خطاب الله عزّ وجل للمؤمنين

} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ{

(172)( سورة البقرة )

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد
الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.بسم الله الرحمن الرحيم هناك
حقيقتان في هذه التسمية هما:أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من
دروس خطاب الله عزّ وجل للمؤمنين لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا،
الله سبحانه وتعالى خاطب المؤمنين بمئات الآيات وفي هذه الآية:

} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ 172{

( سورة البقرة )

النقطة الدقيقة أنك حينما تأكل لماذا أمرت أن تسمي الله عز وجل تقول
بسم الله الرحمن الرحيم ؟ هناك حقيقتان في هذه التسمية

1ـ أن تعزى النعمة إلى الله تعالى:الحقيقة الأولى أن هذه النعمة التي أنعم
الله بها عليك هي فضل من الله بسم الله، الذي يتوهم أنه سعى وكدّ وتعب
وكسب المال وأنفق هذا المال في شراء هذه الحاجات متوهماً أنه دفع
ثمنها نقول له بملء فمنا: أنت خاطئ، إنك لن تدفع ثمن هذا الذي أكلت
لكنك دفعت ثمن خدمته، لذلك بسم الله هذه نعمة من نعم الله هذا المعنى الأول.

أنت حينما تسمي يجب أن تذكر أن هذه نعمة الله أكرمك الله بها، وأن الذي
دفعته ثمناً ليس في الحقيقة ثمناً لها بل هو ثمن خدمتها.

2 ـ أن نتعامل مع النعمة وفق منهج الله:المعنى الثاني الله عز وجل له
منهج كيف ينبغي أن تأكل ؟ أن تأكل دون أن تسرف، أن تأكل باعتدال،
أن تأكل طعاماً طيباً يعني حلالاً، البسملة تعني شيئين، تعني أن تعزى
النعمة إلى الله أولاً وأن تتعامل معها وفق منهج الله

ثانياً.
هذا معنى التسمية أن تعزى النعمة إلى الله أولاً كي تحبه، ذكرهم بآلائي،
ونعمائي، وبلائي، وأن تتعامل مع هذه النعمة وفق منهج الله:

} وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) {

(سورة الأعراف)

الطعام الطيب هو الطعام الذي اشتري بمال حلال وسمح الله بتناوله:لذلك
الآية الأولى:

} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (172){

( سورة البقرة )

قف عند بائع العصير كم نوع يوجد ؟ أنا لا أبالغ الأنواع تزيد عن المئة،
حرم الله عليك واحد إلى مئة، كم نوع من الطعام حلال أن نأكله ؟ حرم
عليك الخنزير، فنسبة المحرمات إلى المحللات لا تساوي واحد بالمئة،
لذلك يا أيها الذين آمنوا، يا من آمنتم بي، يا من آمنتم بعظمتي،
يا من آمنتم برحمتي، يا من آمنتم بحكمتي، يا من آمنتم بقدرتي، يا من
آمنتم بعدلي:

} كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ (172) {

( سورة البقرة )

كُلْ طعاماً طيباً، الشيء الذي يلفت النظر:

(( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))

[ الترغيب والترهيب عن ابن عباس ]

أنا أتصور أن كلمة من طيبات ما رزقناكم الطعام الطيب هو الطعام الذي
اشتري بمال حلال، وسمح الله بتناوله، شرطان، هو مباح أولاً واشتريته
بمال حلال ثانياً.الأشياء المحرمة لذاتها و الأشياء المحرمة لغيرها:لكن
العلماء قالوا: هناك شيء محرم لذاته وشيء محرم لغيره، أن يأكل
الإنسان لحم خنزير نقول: هذا حرام لذاته، وأن يدخل الإنسان إلى مطعم
ويأكل طعاماً حلالاً دون أن يدفع الثمن هذا حرام، لا لذات الطعام بل لغير
الطعام، فإذا قال الله عز وجل:

} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (172){

( سورة البقرة )

يعني كلوا طعاماً حلالاً، وكلوا طعاماً وفق منهج الله، ادفعوا ثمنه، وسموا
بسم الله الرحمن الرحيم، كي تتذكروا أن هذا الطعام الذي أمامك هو من
فضل الله عليك، وشيء آخر أن تتذكر منهج الله في الأكل والشرب، يا أيها
الذين آمنوا يا من آمنتم بوجودي، و وحدانيتي، وكمالي، وبأسمائي
الحسنى، آمنتم بعدلي وقدرتي وحكمتي، آمنتم بفضلي وكيف أنعمت عليكم:

} كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ (172){

( سورة البقرة )

أي كُلْ طعاماً طيباً وسمِّ الله عز وجل قبل أن تأكل كي تتذكر أن هذا الذي
تأكله نعمة من نعم الله وكُل وفق منهج الله عز وجل.على كل إنسان أن
يشكر الله عزّ وجل على نعمه التي أنعم عليه بها:أيها الأخوة،
الآية الدقيقة:

}وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)
وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34)
لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) {

(سورة يس)

إذاً الله عز وجل يريدنا أن نشكره:

(( يا داود ذكر عبادي بإحساني إليهم،
فإن النفوس جبلت على حبّ من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها ))

[حديث قدسي رواه البيهقي عن عمير بن وهب]الآن اسمعوا:

(( أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ
بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا
تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ، وَقَالَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ـ
الآن دقق ـ ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ،
يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ،
وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ؟ ))

[أخرجه مسلم والترمذي عن أبي هريرة ]

(( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))

الترغيب والترهيب عن ابن عباس ]

ولا تتعرضوا لما فيه دنس كما أحله غير المؤمنين.
واشكروا لله الذي رزقكم هذه النعم إن كنتم إياه تعبدون، نحن عندنا ثلاث
وجبات في اليوم بالإفطار طبعاً والآن صاروا في الليل ما تغيروا يجب أن
نشكر الله على هذه النعم، أحياناً إنسان يكون ممنوعاً من الأكل يعطوه
سيروم يشتهي أن يأكل أكلة رخيصة يشتهيها وهو من أغنى الأغنياء،
أحياناً الله عز وجل يحرم الإنسان ما أباحه لبقية الناس.إباحة الطيبات
وتحريم الخبائث على المتقين ليستعينوا بها على عبادة الله عز وجل:
قال بعض العلماء: الطيبات التي أباحها الله هي المطاعم النافعة للعقول
والأخلاق، والخبائث هي الضارة للعقول والأخلاق، فالخمر أم الخبائث،
أباح الله الطيبات للمتقين كي يستعينوا بها على عبادة الله، وحرم عليهم
الخبائث التي تضرهم لذلك هناك أشياء محرمة بالنص كيف ؟

} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ
رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(90) {

(سورة المائدة)

هناك أشياء محرمة بالدليل العام:

} يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ (157) {

(سورة الأعراف )

أي شيء ثبت أنه خبيث ينبغي أن يغطى بهذا الحكم.أنواع الشكر:أيها
الأخوة، بقي أنواع الشكر، أنت حينما تعزو النعمة إلى الله فقد شكرتها،
حينما تأكل يجب أن يمتلئ قلبك حباً لله، سمح لك أن تأكل، هناك أمراض
تحول بينك وبين أن تأكل، حينما تشرب الكليتان تعملان بانتظام، لو أن
هناك فشل كلوي لا تستطيع تشرب، لا يعرف نعم الله عز وجل إلا من
فقدها فلذلك يجب أن تشكر أي أن تعزو النعمة إلى الله أولاً، والشكر الثاني
أن يمتلئ القلب محبة لله، والشكر الثالث أن تعمل صالحاً وهذا من أعلى
أنواع الشكر لقول الله عز وجل:

} اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ {