المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشـكلة: غياب الحب والعاطفة


حور العين
11-27-2023, 11:00 AM
من : الأخت / غـــرام الغـــرام
مشـكلة: غياب الحب والعاطفة

أحمد السيد كردي

الجزء الأول - 2

فغياب الحب والعاطفة في الحياة الزوجية أخطر ما يصيب الحياة الزوجيَّة،

يُحْدِث في صَرْحها تصدُّعات وشروخ، والعلاقة بين الزوجين تبدأ قوية دافئة

مليئة بالمشاعر الطيبة، والأحاسيس الجميلة،

وقد تفتر هذه العلاقة مع مضي الوقت، وتصبح رمادًا لا دفء فيه ولا ضياء,

وبدون الحب تصبح الحياة عاصفة من الأهوال فتزداد الهموم

وتكثر المشاكل ويعبث الشيطان بحياة الزوجين فتصبح الصغيرة كبيرة

ويقل الاحترام والتقدير وينظر كل منهما الى عيوب الاخر بعين الشيطان

فيراها كالجبال.

وهناك العديد من المشكلات العاطفية في الحياة الزوجية,

فمن المشاكل العاطفية الحب من طرف واحد سواء من الزوج أو من الزوجة

وإهمال الطرف الأخر وعدم إحترام مشاعر وأحاسيس الأخر

ولا يشاركه همومه وإهتماماته وكذلك الفتور والبرود العاطفى.



ومن المشكلات العاطفية حب الإمتلاك والرغبة في التملك

بطريقة غير سوية, وهى تدفع الطرف المتملك إلى خنق الطرف الآخر

حيث يحوطه من كل جانب ويشل حركته, ويمنعه من التواصل مع غيره

مهما كانت الأسباب.

أيضا من المشاكل العاطفية والتي لها التأثير على العلاقات الزوجية

مشكلة حب النفس, وما يترتب عليها من سلوكيات غير سوية البخل

والطمع والأنانية بصورة واضحة سواء من جانب الزوج أو الزوجة,

مبدأ أنا ومن بعدي الطوفان, وغيرها من صفات حب الذات المرضي

النرجسي فالمشكلة تتعلق بالسلوك المادي والمعنوي كالبخل في العواطف

والمشاعر والأحاسيس, وكذلك يرتبط بإهمال الطرف الأخر

والبحث عن الحقوق فقط والتمسك بها والتقصير في الواجبات

والتغافل عنها.



أسباب غياب العاطفة في الحـياة الزوجـية:

الإنشـغال :

إن معظم حياتنا الزوجية مستهلكة في قضاء مشاغل الحياة

فكلا الزوجين ينشغل بموضوعات عملية ليس فيها من الرومانسية شئ

وتظل تلك الموضوعات تفرض نفسها بإستمرار,

ونتيجة لهذا الإنشغال وعدم الإهتمام بتبادل المشاعر والأحاسيس,

تبدأ العاطفة في الضمور والتلاشي حتى تصبح الحياة مجرد كد

وشقاء ومتاعب لا تنتهي.



حـدة الطـبع :

إن حدة الطباع والغضب الشديد من أهم الأسباب التي تؤدي

إلى نفور الأشخاص وإبتعادهم عن الشخص الذي يملك هذه الصفات

ولذا فان حدة الطبع من الأسباب التي يمكن أن تقضي أو تؤثر سلبا

على العاطفة الموجودة بين الأزواج وبالتأكيد فان لها علاقة بالإنشغال

فكلما زاد الإنشغال كلما زاد التوتر والضغط

وبالتالي أصبحت طباع الإنسان أكثر حدة.



عدم أداء الواجبات العاطفية :

والمسؤول الأول عن ذلك هم أفراد الأسرة الذين لا يمنحون العاطفة الكافية

لبعضهم, مما يجعلهم بعيدين عن بعضهم البعض.



بعض المعتقدات الخاطئة

بان الحب ينتهي بعد الزواج فمعظم الأشخاص يرون أن العاطفة بعد الزواج

تختفي وتزول تحت ضغوطات الحياة المختلفة

وأن الزواج يقتل الحب والعواطف, وهو أمر غير صحيح

إلا إذا ما سمحنا نحن للعاطفة بالزوال واستسلمنا لمجريات الأمور

الإعتقاد الخاطيء بأن الزواج قائم على القدرة المادية

وهذا المعتقد أيضا خاطئ فالزواج قائم في المقام الأول على المودة

التي تحصل بين الزوجين.

المـلل والفتور :

من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى غياب العاطفة في العلاقة الزوجية

وتكمن مشكلة الملل في أن احد الطرفين هو من يشعر بالملل

ولا يستطيع مصارحة شريكه بذلك ومن الأسباب المؤدية للملل

الإنشغال والإنفصام وعدم الإلتزام بعهد الحب وغير ذلك الكثير.

الحــــل :

الحب بين الزوجين ليس مشاعر تروى وتذكر في ساعات معينة,

فالحب مشاعر وأقوال وأفعال,

الأعمال هي التي تُصدق تلك المشاعر أو تكذبها,

فلا يمكن أن يكون الشعور صادقاً والتصرف خلاف ذلك,

ومن أحب لايظلم من يحب, فمن أحبَّ لا يسيء, ومن أحبَّ لا يهين,

ومن أحبَّ لا يجرح, ومن أحبَّ لا يشح, ومن أحبَّ لا يتجاهل,

ومن أحبَّ بقلبه أحب بجوارحه ولسانه,

فلا ينبغي أن يغفل الزوجان عن مثل هذه المعاني !!

والحب نعمة وفضل من الحق سبحانه وتعالى يمتن به على من يصطفي

من عباده وهو مطلب شرعي وضروري في الحياة الزوجية

حتى تعم المودة والرحمة اللذين هما أساس الحياة الزوجية السعيدة,

لذا فينبغي أن يكون الزوجان روحا واحدة في جسدان

فالمرأة مرآة الرجل يرى فيها مميزاته وعيوبه وآماله وآلامه,

وفي وقت الشدة يكونان كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو

تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كناية عن توادهم وتراحمهم

كما بين ذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم,

وقال تعالى:

{ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ }

وعلى الزوجين إعطاء هذه المشكلة بعض الإهتمام للتتغلب عليها،

حتى تكون علاقتهما علاقة تواصل دائم، وحب متجدد,

فالتواصل العاطفي هو مفتاح السعادة بين الزوجين،

وتبادل مشاعر الحب بين الزوجين يقوِّي رابطتهما،

فالحب يتضمن مشاعر متداخلة من الرحمة والمودة والتضحية

والبذل والعطاء والإيثار والإخلاص والوفاء.

والحب أمر فطر الله الناس عليه، وهو رباط قوي بين الرجل وزوجته،

فهو السلاح الذي يشقان به طريقهما في الحياة،

وهو الذي يساعدهما على تحمُّل مشاقَّ الحياة ومتاعبها،

وهو الذي ينمو حينما تحسن العشرة بينهما,

والرغبة بين الزوجين قد تذبل أو تموت فى حالة المرض أو الشيخوخه,

ولكن الحب لايتأثر كثيراً بتلك العوارض فى حالة كونه حباً أصيلاً.

والأهم من ذلك كله أن يتعلم الزوجان قاعدتين مهمتين لبيوت سعيدة،

وهما أن البيوت تُبنى على المودة والرحمة،

وأن دمار البيوت يبدأ من جفاف المشاعر،

فيجب المحافظة على أجواء البيوت هادئة ومستقرة ومعين متجدد للمودة

والحب والدفء والحنان, فينبغي تنمية الحب بين الزوجين

فهو الحب الحقيقي الحب الطاهر الحلال الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى.

إن كلمات الحب الصادقه لها مفعول السحر على الزوجين

من القلب إلى القلب, فكلمات الحب تساعد على تقوية العلاقة بينهما

والمحافظة على الزواج نفسه،

وبعد ذلك لا بد من الاستفادة من العلاقة الجسدية لبناء علاقة عاطفية ناجحة

ومثمرة، لأن هذه العلاقة تولد الشوق والمودة والحيوية

بالنسبة لكلا الطرفين.

لغة العيون :

النظرة الحانية, فإن لها أثراً كبيراً في تعميق الحب بين الزوجين,

فعندما تنظر إلى زوجتك أو هي تنظر إليك، فكّر أثناء النظرة أنك تحبها

فإنها سوف تقرأ ذلك من خلال عينيك وحركاتك دون أن تنطق بكلمة واحدة,

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( إن الرجل إذا نظر إلى إمرأته ونظرت إليه

نظر الله إليهما نظر رحمة,

فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبها من خلال أصابعها )

وإلى لقاء فى الجزء الثانى إن شاء الله