المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسعد امرأة في العالم الدرر


adnan
12-29-2012, 07:30 PM
الأ خت / الملكة نور

أسعد امرأة في العالم الدرر

ومضة : { سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ }
الدَّرة الرابعة : ما ألذَّ النجاح بعد المشقة

الغمــرات ثـم ينجلينـا ثمـتَ يـذهبن ولا يجينــا



يقول أحد الناجحين :

وُلدتُ فقيراً ولازمتني الفاقة مذ كنت في المهد ، ولقد ذقت مرارة سؤال
أمي قطعة من الخبز في حين أنه ليس لديها شيء تعطيه ولا كسرة من
الخبز الجاف ، وتركت البيت في العاشرة من عمري ،
واستُخدمت في الحادية عشرة ، وكنت أدرس شهراً في كل سنة ،
وبعد إحدى عشرة سنة من العمل الشاق كان لديّ زوج ثيران وستة خراف
أكسبتني أربعةً وثمانين دولاراً ، ولم أنفق في عمري فلساً واحداً على ملذاتي
بل كنت أوفر كل درهم أحصِّله من يوم نشأت إلى أن بلغت الحادية والعشرين
من العمر .. وقد ذقتُ طعم التعب المضني حقاً ،
وعرفتُ السفر أميالاً عديدة لسؤال إخواني من الشر كي يسمحوا لي بعملٍ
أعيش منه ، وقد ذهبت في الشهر الأول بعد بلوغي الواحدة والعشرين
إلى الغابات سائقاً عربةً تجرها الثيران لأقطّع حطباً ،
وكنت أنهض كل يوم قبل الفجر وأظل مُكِبّاً على عملي الصعب إلى ما
بعد الغسق لأقبض ستة دولاراتٍ في نهاية الشهر ،
فكان كل واحد من تلك الدولارات الستة يظهر لي كأنه البدر في جنح الدجى!

إشراقة : إذا كنتِ قد ارتكبتِ أخطاءً في الماضي ، تعلمي منها ،
ثم دعيها تذهب بعد أن تأخذي منها العبرة .




صيد الخاطر لابن الجوزي
المؤمن هو من إذا اشتد البلاء زاد إيماناً


ليس المؤمن بالذي يؤدي فرائض العبارات صورة ،
و يتجنب المحظورات فحسب .
إنما المؤمن هو الكامل الإيمان ، لا يختلج في قلبه اعتراض ،
و لا يساكن نفسه فيما يجري و سوسة .
و كلما اشتد البلاء عليه زاد إيمانه وقوي تسليمه .
و قد يدعو فلا يرى للإجابة أثراً ،
و سره لا يتغير لأنه يعلم أنه مملوك و له مالك يتصرف بمقتضى إرادته .
فإن اختلج في قلبه اعتراض خرج من مقام العبودية إلى مقام المناظرة ،
كما جرى لإبليس .
و الإيمان القوي يبين أثره عند قوة البلاء .
فأما إذا رأينا مثل يحيى بن زكريا تسلط عليه فاجر فيأمر بذبحه فيذبح
و ربما اختلج في الطبع أن يقول فهلا رد عنه من جعله نبياً ؟ .
و كذلك كل تسلط من الكفار على الأنبياء و المؤمنين و ما وقع رد عنهم ،
فإن هجس بالكفر أن القدرة تعجز عن الرد عنهم كان كفراً .
و إن علم أن القدرة متمكنة من الرد و ما ردت و يجوع المؤمن
و يشبع الكفار ، و يعافي العصاة . و يمرض المتقين ،
لم يبق إلا التسليم للمالك و إن أمض و أرمض .

وقد ذهب يوسف بن يعقوب عليهما السلام فبكى يعقوب ثمانين سنة
ثم لم ييأس، فلما ذهب ابنه الآخر قال :

{ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً }
و قد دعا موسى عليه السلام على فرعون ، فأجيب بعد أربعين سنة .

و كان يذبح الأنبياء و لا ترده القدرة القديمة العظيمة ،
و صلب السحرة ، و قطع أيديهم .
و كم من بلية نزلت بمعظم القدر ، فلما زاده ذلك إلا تسليماً
و رضى فهناك يبين معنى قوله :

{ وَرَضُوا عَنْهُ }
و ههنا يظهر قدر قوة الإمان لا في ركعات .
قال الحسن البصري:

[ استوى الناس في العافية فإذا نزل البلاء تباينوا ]