المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسعد امرأة في العالم الدرر


adnan
12-30-2012, 10:35 PM
الأ خت / الملكة نور

أسعد امرأة في العالم الدرر

ومضة : { قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ }
الدَّرة الخامسة : سوف تتأقلمين مع وضعكِ

غريبٌ من الخلاًن في كلِّ بلدةٍ إذا عظُمَ المطلوبُ قلَّ المساعدُ



أعرف رجلاً قُطعت قدمه في جراحة أجريت له ، فذهبت إليه لأواسيه ،
وكان عاقلاً عالماً ، وعزمت أن أقول له :
إن الأمة لا تنتظر منك أن تكون عدّاءً ماهراً ، ولا مصارعاً غالباً ،
إنما تنتظر منك الرأي السديد والفكر النيّر ، وقد بقي هذا عندك ولله الحمد .
وعندما عُدته قال لي :
الحمد لله ، لقد صحبتني رجلي هذه عشرات السنين صحبة حسنة ،
وفي سلامة الدين ما يُرضي الفؤاد .
يقول أحد الحكماء :
[ إن طمأنينة الذهن لا تتأتى إلا مع التسليم بأسوأ الفروض ،
ومرجع ذلك من الناحية النفسية أن التسليم يحرر النشاط من قيوده ....
ثم قال : ومع ذلك فإن الألوف المؤلفة من الناس قد يحطمون حياتهم
في سورة غضب لأنهم يرفضون التسليم بالواقع المر ،
ويرفضون إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وبدلاً من أن يحاولوا بناء آمالهم من جديد
يخوضون معركة مريرة مع الماضي ،
وينساقون مع القلق الذي لا طائل تحته . ]
إنَّ التحسر على الماضي الفاشل ،
والبكاء المجهد على ما وقع فيه من آلام وهزائم هو في نظر الإسلام
بعض مظاهر الكفر بالله والسخط على قدره .

إشراقة : الإحباطُ هو ألدُّ أعدائكِ ، إنه قادرٌ على تدمير الطمأنينة


صيد الخاطر لابن الجوزي
نفس الإنسان أكبر الأدلة على وجود الخالق


من أكبر الدليل على وجود الخالق سبحانه هذه النفس الناطقة المميزة
المحركة للبدن على مقتضى إرادتها التي دبرت مصالحها ،
و ترقت إلى معرفة الأفلاك ، و اكتسبت ما أمكن تحصيله من العلوم ،
و شاهدت الصانع في المصنوع ، فلم يحجبها ستر ، و إن تكاثف ،
و لا يعرف مع هذا ، ماهيتها و لا كيفيتها ، و لا جوهرها و لا محلها .
و لا يفهم من أين جاءت ، و لا يدري أين تذهب ،
و لا كيف تعلقت بهذا الجسد ؟
و هذا كله يوجب عليها أن لها مدبراً و خالقاً ، و كفى بذلك دليلاً عليه .
إذ لو كانت وجدت بها لما خفيت أحوالها عليها . فسبحانه سبحانه .

من لم يتشاغل بالعلم كيف يبلغ الشريعة للخلق ؟




سبحان من من على الخلق بالعلماء الفقهاء الذي فهموا مقصود الأمر
ومراد الشارع ، فهم حفظة الشريعة ، فأحسن الله جزاءهم .
و إن الشيطان ليتجافاهم خوفاً منهم ، فأنهم يقدرون على آذاه
و هو لا يقدر على أذاهم .
و لقد تلاعب بأهل الجهل و القليلي الفهم .
و كان من أعجب تلاعبه ، أن حسن لأقوام ترك العلم ،
ثم لم يقنعوا بهذا حتى قدحوا في المتشاغلين به .
و هذا ـ لو فهموه ـ قدح في الشريعة ،
فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :

( بلغوا عني ولو آيةً )

و قد قال له ربه عز وجل :

{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّك }
فإذا لم يتشاغل بالعلم ، فكيف يبلغ الشريعة إلى الخلق ؟
و لقد نقل مثل هذا عن كبار الزهاد ، كبشر الحافي ،
فإنه قال لعباس بن عبد العظيم :
[ لا تجالس أصحاب الحديث ] .
و قال لإسحاق بن الضيف :
[ إنك صاحب حديث ، فأحب ألا تعود إلي ] .
ثم إعتذر فقال :
[ إنما الحديث فتنة ، إلا لمن أراد الله به ، و إذا لم يعمل به فتركه أفضل ] ،
و هذا عجب منه .
من أين له أن طلابه لا يريدون الله به ، و أنهم لا يعملون به ؟
أو ليس العمل به على ضربين :
الأول : عمل بما يجب و ذلك لا يسع أحداً تركه .
و الثاني : نافلة و لا يلزم .
و التشاغل بالحديث ، أفضل من التنفل بالصوم و الصلاة .
و ما أظنه أراد إلا طريقة في دوام الجوع و التهجد ،
و ذلك شيء لا يلام تاركه .
فإن كان يريد ألا يوغل في علوم الحديث ، فهذا خطأ ،
لأن جميع أقسامه محمودة .
أفترى لو ترك الناس طلب الحديث كان بشر يفتي ؟
فالله الله في الإلتفات إلى قول من ليس بفقيه ،
و لا يهولنك تعظيم إسمه فالله يعفو عنه .