المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجال الخزي والعار على الاسلام


adnan
01-01-2013, 09:37 PM
الأخ / مصطفى آل حمد

رجال الخزي والعار على الاسلام

ابن الاحمر حاكم غرناطة

وضع الآن هو سقوط دولة الموحدين على إثر موقعة العقاب،
ثم سقوط مدن المسلمين الواحدة تلو الأخرى، حتى سقطت قرطبة حاضرة الإسلام وعاصمة الخلافة،
وسقطت جيان في سنة 643 هـ= 1245 م.
هذا ولم يبق في الأندلس إلا ولايتان فقط كبيرتان نسبيا،
الأولى هي ولاية غرناطة، وتقع في الجنوب الشرقي،
وتمثل حوالي 15 % من بلاد الأندلس، والثانية هي ولاية إشبيلية،
وتقع في الجنوب الغربي، وتمثل حوالي 10 % من أرض الأندلس.
هاتان الولايتان هما اللتان بقيتا فقط من جملة بلاد الأندلس،
وكان من العجيب كما ذكرنا أن يظل الإسلام في بلاد الأندلس بعد هذا الوضع وبعد سقوط قرطبة،
وبعد هذا الانهيار الكبير لمدة تقرب من 250 سنة،
فكانت هذه علامات استفهام كبيرة، ولا بد من وقفة معها بعض الشيء.

ابن الأحمر وملك قشتالة ومعاهدة الخزي والشنار

في نفس العام التي سقطت فيه جيان، وفيسنة 643 هـ= 1245 م وحماية لحقوق
وواجبات مملكة قشتالة النصرانية وولاية غرناطة الإسلامية، يأتي فرناندو الثالث
ملك قشتالة ويعاهد ابن الأحمر الذي يتزعم ولاية غرناطة، ويعقد معه معاهدة يضمن له
فيها بعض الحقوق ويأخذ عليه بعض الشروط والواجبات.

وقبل أن نتحدث عن بنود هذه الاتفاقية وتلك المعاهدة،
نتعرف أولا على أحد طرفي هذه المعاهدة وهو ابن الأحمر،
فهومحمد بن يوسفبن نصر بن الأحمر، والذي ينتهي نسبه إلى سعد بن عبادة الخزرجي
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن شتّان بين محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر هذا،
وبين سعد بن عبادة الخزرجي، وقد سُمّي بابن الأحمر لاحمرار لون شعره،
ولم يكن هذا اسما له، بل لقبا له ولأبنائه من بعده حتى نهاية حكم المسلمين في غرناطة.

وكانت بنود المعاهدة التي تمت بين ملك قشتالة وبين محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر هذا هي:

أولا: أن يدفع ابن الأحمر الجزية إلى ملك قشتالة،
وكانت مائة وخمسين ألف دينار من الذهب سنويا،
وكان هذا تجسيدا لحال الأمة الإسلامية،
وتعبيرا عن مدى التهاوي والسقوط الذريع بعد أفول نجم دولة الموحدين القوية المهابة،
والتي كانت قد فرضت سيطرتها على أطراف كثيرة من بلاد الأندلس وإفريقيا.

ثانيا: أن يحضر بلاطه كأحد ولاته على البلاد، وفي هذا تكون غرناطة تابعة لقشتالة ضمنيا.

ثالثا: أن يحكم غرناطة باسم ملك قشتالة علانية،
وبهذا يكون ملك قشتالة قد أتم وضمن تبعية غرناطة له تماما.
رابعا: أن يسلمه ما بقي من حصون جيّان- المدينة التي سقطت أخيرا-
وأرجونه وغرب الجزيرة الخضراء حتى طرف الغار،
وحصون أخرى كثيرة تقع كلها في غرب غرناطة،
وبذلك يكون ابن الأحمر قد سلم لفرناندو الثالث ملك قشتالة
مواقع في غاية الأهمية تحيط بغرناطة نفسها.

خامسا: وهو أمر في غاية الخطورة،
وهو أن يساعده في حروبه ضد أعدائه إذا احتاج إلى ذلك،
أي أن ابن الأحمر يشترك مع ملك قشتالة في حروب ملك قشتالة
التي يخوضها أيا كانت الدولة التي يحاربها.


سقوط الاندلس

الدكتور راغب السرجاني