المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل السعي في قضاء حوائج الناس‎


adnan
01-03-2013, 08:11 PM
الأخ / أبو يحيي التلمساني

فضل السعي في قضاء حوائج الناس‎

أحبتي في الله

{ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)}

فضل السعي في قضاء حوائج الناس

السعي في قضاء حوائج الناس من الأخلاق الإسلامية العالية الرفيعة
التي ندب إليها الإسلام وحث المسلمين عليها , وجعلها من باب التعاون
على البر والتقوى الذي أمرنا الله تعالى به فقال في محكم تنزيله :

{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) }
سورة المائدة .

وإن قضاء الحوائج واصطناع المعروف باب واسع يشمل كل الأمور
المعنوية والحسية التي حثنا الإسلام عليها ,
قال العلامة السعدي رحمه الله :

[ أي ليعن بعضكم بعضاً على البر وهو اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه
من الأعمال الظاهرة والباطنة من حقوق الله وحقوق الآدميين. ]
تفسير السعدي : 218.
وهو نوع من الإيثار الذي مدح الله تعالى به المؤمنين فقال :

{ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8)
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ
وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) }
سورة الحشر .

ولا يقتصر على السعي في قضاء حوائج الناس على النفع المادي فقط،
ولكنه يمتد ليشمل النفع بالعلم، والنفع بالرأي ،والنفع بالنصيحة ،
والنفع بالمشورة ،والنفع بالجاه ، والنفع بالسلطان .


ومن نعم الله تعالى على العبد أن يجعله مفاتحا للخير والإحسان ,
عَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ:
عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( عِنْدَ اللَّهِ خَزَائِنُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، مَفَاتِيحُهَا الرِّجَالُ،
فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، وَمِغْلاقًا لِلشَّرِّ،
وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ، وَمِغْلاقًا لِلْخَيْرِ )
الألباني ( حسن ) انظر حديث رقم : 4108 في صحيح الجامع .

وأن يسخره لقضاء حوائج الناس
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا،
فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ )
الألباني : حسن لغيره

قال أبو العتاهية:

اقض الحوائج ما استطعـت وكن لهمِ أخيك فـــــارج
فــــلخـــــير أيام الفــــــتى يوم قضى فيه الحوائج


ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل والنموذج الأعلى في
الحرص على الخير والبر والإحسان ، وفي سعيه لقضاء حوائج الناس
و بخاصة للضعفاء والأيتام و الأرامل
فلقد أمره الله تعالى بذلك في كتابه الكريم فقال :
عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رضي الله تعالى عنه:

( أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ
فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً
فَقَالَ : يَا أُمَّ فُلاَنٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ
فَخَلاَ مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا )

أخرجه أحمد 3/285(14092) و;مسلم وأبو داود.