المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 6075


حور العين
02-16-2024, 12:20 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم


الاستعداد لرمضان(01)



أمَّا بعد: فاتَّقوا الله عباد الله وأطيعوه، وعظِّموه أمره واشكُرُوه،

﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾.



أيُّها المؤمنون:

ما هي إلا أيام قلائل وتستَقبِلون موسمًا عظيمًا من مواسم العمل الصالح،

وسوقاً رابحة للمتاجرة مع الرب الكريم، ومحطةً كبرى من محطات التزود

بالإيمان والتقوى.



موسمٌ اختصه الله بخصال الخير، فيه تتنزَّلُ الرحمات، وتُقال العثرات، وتُحط

الذنوب والسيئات، نسأل الله أن يبلغناه، ويوفِّقَنا فيه للتقرُّب إليه بما يحبُّه

ويَرضاه، وأن يحشَرَنا في زمرة السابقين المقرَّبين، مع الأئمة المتَّقين المهديين.



أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالاجتهاد فيه فقال: ((فاستَكثِروا فيه

من أربع خِصال؛ خصلتان ترضون بهما ربكم، وخصلتان لا غنى لكم عنهما:

فأمَّا الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله،

وتستغفرونه، وأمَّا اللتان لا غنى لكم عنهما فتَسأَلون الله الجنَّة،

وتَعُوذون به من النار)).



وروي عن جابر - رضي الله عنه -:

((إذا صمتَ فليَصُم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم، ودَعْ أذَى

الخادم، وليكن عليك وقارٌ وسَكِينة يوم صيامك، ولا تجعَل يومَ فطرك

ويومَ صيامِك سَواء)).



وإنَّ من الكَيَاسةِ أن تُعمرَ أوقاتُه بجليل الطاعات وعظيم القربات؛ من تلاوة

القرآن، وكثرة والاستغفار، والمداومة على الدعاء والأذكار، وأن لا يُفَوِّتَ

العبدُ باباً من أبواب الخير إلا وقد أخذ منه حظاً ونصيباً، فمنادي الله ينادي كل

ليلة من ليالي رمضان ويقول:

(( يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ))

فلنُساهم في كلِّ سُبُلِ الخير؛ فهو شهر الخير والبركة والجود والإحسان.



اختص الله شهرَ رمضان بخصائصَ عن غيره مِن الشهور، ومِن أعظم تلك

الخصائص أنْ جعَل الله فيه ليلةَ القدْر التي قال الله تعالى عنها:

﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ وقال عنها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:

((مَن قام ليلةَ القَدْر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم مِن ذَنْبه)).



فمن أراد أن يفوز بهذه الليلة فليحرصْ على أداء صلاة التراويح في كلِّ ليلة

من ليالي الشهر، فمن صلى مع الإمام حتى ينصَرِف كُتب له قيامُ ليلته،

ومن حافظ عليها جميعَ ليالي رمضان فإنَّه بفضل الله تعالى سيُدرِكها.



وهنا أنصح إخواني جميعاً والشبابَ خصوصاً بأن يحافظوا على هذه الصلاة؛

لأننا نلاحظ كثيراً منهم يُصلُّون التراويح في الأيام الأولى من أيام الشهر

بنشاط، ثم يفترون ويتكاسلون في أواخر أيام الشهر، مع أنها أفضلُ الليالي

والأيام، وهذا نوع من الحرمان والخذلان نعوذ بالله، قال تعالى:

﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾.



وليكن لك يا عبدالله جزءٌ من الليل تعيش فيه مع الله عزَّ وجلَّ، تستقبلُ

رحماتِه ونفحاتِه، فإنَّه جل وعلا إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ من كلِّ ليلةٍ نَزَلَ إِلَى

السَّمَاءِ الدُّنْيَا نزولاً يَليق بجلاله، وينادي عبادَهُ:

((هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ، هَلْ مِنْ دَاعٍ، حَتَّى يَنْفَجِرَ

الْفَجْرُ))، فلا تحرِم نفسك مِن هذه النفحاتِ.



ومما يجب الحذر منه: السهر على غير طاعة الله؛ فإنَّه ينزِع بركةَ الوقت،

ويُفوِّتُ الخيرَ، ويجرُّ إلى الوقوع في الإثم.



فاتقوا الله عباد الله وأعِدُّوا العدَّةَ لصيامِ أيامه وقيامِ لياليه، والتنافُسِ في

أعمالِ البر، والمسابقةِ إلى سبلِ الخير، والتعرَّضِ لنفحات الرب الكريم،

فرُبَّ ساعةٍ يُوفَّق فيها العبدُ يرتفع فيها إلى منازل المقربين

﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾.

أسأل الله أن يبارَك لنا في القرآن العظيم، وينفعنا بما فيه من الآيات والذكر

الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله....


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين