المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 6080


حور العين
02-21-2024, 11:29 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم


كيف أستعد؟(01)



الذكي من يستغلُّ شهر رمضان وغيرَه من المواسم الفاضلة، والشقيُّ من

تفوت عليه ولا يَدري أنها حلَّت أو ارتحلت، وإن لله سبحانه في أيام الدهر

نفحات فمن تعرَّض لها يوشك أن تصيبه نفحة؛ فلا يَشقى بعدها أبدًا، وشهر رمضان ضيف يحتاج إلى استعداد، وموسمٌ كبير يحتاج إلى ملء الأوقات

بذكر ربِّ البريات



1- التوبة النصوح:

أول ما نستعد له هو تجديد التوبة لله عز وجل؛ قال تعالى:

﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].

وكان من هَدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يستغفر ويتوب إلى الله عز

وجل في اليوم ما يَقرب من مائة مرة.



فإذا سأل سائل: من ماذا أتوب؟

نقول: كل إنسان منَّا يَعلم له ذنبًا يبعده عن الله عز وجل؛ فقد يكون مشاهدة

المسلسلات والأفلام هي ما يحول بينك وبين الله عز وجل، وقد يكون النظر

للمتبرجات، أو قد تكون أمراضٌ قلبية في نفسك من عُجب أو رياء أو حبٍّ

للظهور، وقد يكون تضييع الأوقات على مواقع التواصل الاجتماعي؛ كالفيس

بوك والتويتر والواتس وغيرها...



بل ولعله يكون التوسع في المباحات من فُضول الكلام والنظر والنوم

وغيرها؛ فإنه من أوسعِ مداخل الشيطان.



ففتِّش في نفسك وابحث ما الذي يحول بينك وبين الطاعات، فأقلِع عنها فورًا

وتب إلى الله عز وجل توبة نصوحا، وادخل رمضان بقلب نقي، ليس فيه

تعلق بمعصية قد تحول بينك وبين الفوز في رمضان.



2- الدعاء:

كم من أناس كانوا معنا في العام الماضي وقد رحَلوا هذا العام، وقد كانوا

يظنون أنهم سيستقبلون رمضان معنا؟



لم يتبقَّ على رمضان إلا أيامٌ معدودات

، ولكن هل يستطيع أحدنا أن يجزم أنه سيبلغ رمضان؟



إن بلوغ شهر الصيام نعمة عظيمة تحتاج منا لدعاء أن يبلغنا الله إياه؛ قال

معلَّى بن الفضل: "كانوا (السلف) يدعون الله تعالى ستَّة أشهر أن يبلغهم

رمضان، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم".



وقال يحيى بن أبي كثير: "كان مِن دعائهم: اللهم سلِّمني إلى رمضان،

وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً".



فيدعو المسلم ربَّه تعالى أن يبلِّغه شهر رمضان على خيرٍ في دينه، في بدنه،

ويدعوه أن يُعينه على طاعته فيه، ويدعوه أن يتقبل منه عمله.



3- ترك الكسل والدَّعةِ والتسويف:

وهذه والله آفةٌ عظيمة؛ فكم من مرات قلنا: سنفعل، وسوف نفعل، فنكون

لقمة سائغة للشيطان! يُمنِّينا ويجعلنا نسوف حتى يَضيع العمر بلا عمل،

فتكون خسارة الدنيا والدين؛ فقد روى ابن أبي شيبة في مصنَّفه عن ابن بجاد

السلمي أنه قال: "أنذرتُكم: سوف أقوم، سوف أصلي، سوف أصوم"[4].



فالكل يعلم فضائل هذا الشهر العظيم، ونعلم أننا لا بد لنا من الاستعداد، ومع

ذلك لا يستعد بالفعل إلا القليل، والكثير يسوِّف ويؤجل حتى يَدخل الشهر وهو

لم يعمل شيئًا، وقد استعاذ نبيُّنا من هذه الآفة العظيمة لما فيها من خراب

لحياة المسلم وآخرته، فعلَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم ذكرًا نقوله قبل

طلوع الشمس وقبل غروبها:

((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل،

وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال))



وكم من شابٍّ أو فتاة يرتعون في الكسل، فلا يعمَلون ولا يتحركون،

ثم يشتَكون من الفتور وعدم الخشوع وقسوة القلب!

ولا يعلم أن دواءه في يده؛ قال تعالى:

﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾

[الكهف: 110].



فالحل بيدك؛ استعذ بالله، واستعن به سبحانه،

وقم للعمل الآن، بلا تسويف أو كسل.

ولا تنسَ الإكثار من "لا حول ولا قوة إلا بالله"؛ فإن فيها قوةً عجيبة تعين؛

لأنك بقولها تظهر فقرك وضعفك إلى الله، والتمسك بقوة الله وحده، وهنا

يُعينك الله، وتَسهُل عليك العبادة.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين