المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسعد امرأة في العالم الياقوت


adnan
01-04-2013, 09:05 PM
الأ خت / الملكة نور

أسعد امرأة في العالم الياقوت

ومضة :

{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى }
الياقوتة الثالثة : حسنُ الخلقِ جنةٌ في القلب

أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقبها ما أضيقَ العيش لولا فسحةُ الأملِ


الناس مرايا للإنسان فإذا كان حسن الأخلاق معهم كانوا حسَني الأخلاق
معه ، فتهدأ أعصابه ويرتاح باله ، ويحس انه يعيش في مجتمع صديق .
وإذا كان الإنسان سيئ الأخلاق غليظاً وجد من الناس سوء الأخلاق
والفظاظة والغلظة، فمن لا يحترم الناس لا يحترمونه .
وصاحب الخلق الحسن أقرب إلى الطمأنينة وأبعد عن القلق والتوتر
والمواقف المؤلمة ، إضافة إلى أن حسن الأخلاق عبادة لله عز وجل
ومما حض عليه الإسلام كثيراً ، قال الله تعالى :

{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }
وقال تعالى يصف رسوله صل الله عليه وسلم :

{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم :

( إن أحبكم إليّ أحاسنكم أخلاقاً ، الموطئون أكنافاً ، الذين يألفون ويؤلفون ،
وإن أبغضكم إليّ المشَّاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ،
الملتمسون للبرآء العيب ) .


إشراقة : إن التردُّد والتخاذل والسير حول المشكلة بلا آمال ..
كلُّ هذا يدفع البشر إلى الانهيار العصبي .




صيد الخاطر لابن الجوزي
احتقار الأعمال و الاعتذار عن التقصير

تأملت عجباً ، و هو أن كل شيء نفيس خطير يطول طريقه
و يكثر التعب في تحصيله .
فإن العلم لما كان أشرف الأشياء لم يحصل إلا بالتعب و السهر والتكرار
و هجر اللذات و الراحة .
حتى قال بعض الفقهاء :

[ بقيت سنين أشتهي الهريسة لا أقدر ، لأن وقت بيعها وقت سماع الدرس ]
و نحو هذا تحصيل المال فإنه يحتاج إلى المخاطرات و الأسفار و التعب الكثير .
و كذلك نيل الشرف بالكرم و الجود ، فإنه يفتقر إلى جهاد النفس في
بذل المحبوب ، و ربما آل إلى الفقر .
و كذلك الشجاعة ، فإنها لا تحصل إلا بالمخاطرة بالنفس
قال الشاعر :

لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر و الإقدام قتال

و من هذا الفن تحصيل الثواب في الآخرة ، فإنه يزيد على قوة الاجتهاد
و التعبد ، أو على قدر وقع المبذول من المال في النفس .
أو على قدر الصبر على فقد المحبوب و منع النفس من الجزع .
و كذلك الزهد يحتاج إلى صبر عن الهوى . العفاف لا يكون إلا
بكف كف الشره .
و لولا ما عاني يوسف عليه السلام ما قيل له أيها الصديق
و الله أقوام ما رضوا من الفضائل إلا بتحصيل جميعها ، فهم يبالغون في
كل علم ، و يجتهدون في كل عمل ، و يثابرون على كل فضيلة .
فإذا ضعفت أبدانهم عن بعض ذلك قامت النيات نائبة و هم لها سابقون .
و أكمل أحوالهم إعراضهم عن أعمالهم . فهم يحتقرونها مع التمام ،
و يعتذرون من التقصير .
و منهم من يزيد على هذا فيتشاغل بالشكر على التوفيق لذلك .
و منهم من لا يرى ما عمل أصلاً ، لأنه يرى نفسه و عمله لسيده .
و بالعكس من المذكور من أرباب الاجتهاد حال أهل الكسل و الشره
و الشهوات فلئن التذوا بعاجل الراحة لقد أوجبت ما يزيد على كل
تعب من الأسف و الحسرة .
و من تلمح صبر يوسف عليه السلام ، و عجلة ماعز ، بأن له الفرق ،
و فهم الربح من الخسران .
ولقد تأملت نيل الدر من البحر ، فرأيته بعد معاناة الشدائد .
و من تفكر فيما ذكرته مثلاً بانت له أمثال .
فالموفق من تلمح قصر الموسم المعمول فيه ، وامتداد زمان الجزاء
الذي لا آخر له ، فانتهب حتى اللحظة ، و زاحم كل فضيلة ،
فإنها إذا فاتت فلا وجه لاستدراكها .
أو ليس في الحديث يقال للرجل :

( اقرأْ وارقَ ورتِّلْ كما كُنتَ تُرتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلَك عند آخرِ آيةٍ تقرؤُها )

فلو أن الفكر عمل في هذا حق العمل حفظ القرآن عاجلاً .