المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنَّ من ترك ما ينفعه مع الإمكان ابتلى بالاشتغال بما يضره


adnan
01-04-2013, 09:06 PM
الأخ / عبد العزيز - الفقير إلى الله

أنَّ من ترك ما ينفعه مع الإمكان
ابتلى بالاشتغال بما يضره

دلَّ القرآن في عدة آيات أنَّ مــن تــرك ما ينفعه مع الإمكان ابتلى
بالاشتغال بما يضره وحُــــرم الأمـــرَ الأول وذلك أنـه ورد فــي عــدة آيات :

أن المشركين لمـــا زهدوا فـي عبادة الرحمن ابتلـوا بعبادة الأوثان
ولما استكبروا عن الانقياد للرسل بزعمهم : أنهــم بشــر ابتلـوا بالانـقياد
لكــل مارج العقـــل والديــن ولما عرض عليهــم الإيمان أول مرة فعرفوه
ثم تركوه قلب الله قلوبهم وطبع عليها وختم فلا يؤمنون حتى
يروا العذاب الأليم .
ولما بين لهم الصراط المسـتقيم وزاغوا عنه اختياراً ورضىً بطريق
الغي على طريق الهدى و الرشد عـوقبوا بأن أزاغ الله قلوبهم
وجعلهم حائرين في طريقهم .
ولمـا أهانـوا آيـات الله ورسله أهانهـم الله بالعذاب المهين ولما استكبروا
عن الانقياد للحق أذلهم في الدنيا والآخـرة .
ولمـا منعــوا مساجد الله أن يذكــر فيهـــا اسمه وأخربوها مــا كان
لهـــم بعـــد ذلك أن يدخلـوها إلا خائفيـن .

{ وَمِنْهـُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتـَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ
فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ
بَخِلُواْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَـــا وَعَدُوهُ وَبِمَـــا كَانُواْ يَكْذِبُونَ }
التوبة 75 - 76 – 77



والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً يخبــر الله فيهـا أن العـبد كان قــبـل
ذلك بصدد أن يهتدي الطــريــق المستقيم ثـم تركها بعد أن عرفها
ونكص عنهـــا بعــد أن سلكها عوقب بإبعاده فـي طــريق الضلالة الـذي
ارتضــاه لنفسـه وترك بــه طـريــق الهدى .
الاهتـداء غيـر ممـكـن في حقه ما دام سـائراً فـي طريق غوايته ممعناً
فـي سبيل ضلالته جزاء على فعلـه كقـــوله فـي اليهود فـــي سورة البقرة:

{ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّــنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَـابَ كِتَـــابَ اللّـهِ وَرَاء ظُهُــورِهِـــمْ
كَأَنَّهُــمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَـاطِينُ عَــلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ }

فإنهم لمـا تركوا اتباع كتــب الله المنزلة من عنــده لهداية العباد
وإصلاح شئونهم وإسعادهم ابتلوا باتباع أرذلـها وأخسئها وأضرها
للعقول وأفتكها فـي إفســـــاد المجتمع ولمــا تـرك المحاربون لله ورســـولـه
إنفــاق أموالهــم فــي طاعة الرحمن ابتـلاهــم بإنفاقهـا فـي طاعــة الشيطان .

عجبا لمن تذوق حلاوة الايمان ثم أبتعد