المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفة مع آية


adnan
01-14-2013, 10:09 PM
الأ خت / فاتوووو


وقفة مع آية
اشكر ربّك خُلقتَ في احسن تقويم
الجزء الثانى

هل تفكرت يوماً في حقيقة وجودك، كيف حملتك أمك ثم ولدتك،
فجئت إلى هذا العالم ولم تكن من قبل شيئاً..؟

هل تأملت يوماً كيف تنبت تلك الأزهار المزروعة في أحواض
غرفة الجلوس من قلب تراب أسود فاحم موحل
بألوان زاهية وشذىً عطر..؟

هل شغلك انزعاجك من طيران البعوض حولك عن التفكر كيف انها
تحرك أجنحتها بسرعة فائقة تجعلك غير قادر على رؤيتها..؟

هل تفكّرت يوماً بأن قشور الفاكهة المهملة هي في حقيقتها أغلفة
حافظة عالية الجودة، وبأن هذه الفاكهة - كالموز والبطيخ والبرتقال مثلاً-
موضبة في داخلها بطريقة تحفظ طعمها وشذاها..؟

هل تدبّرت يوماً كيف يمضي العمر حثيثاً، فتذكرت أنك سوف تشيخ
وتصبح ضعيفاً وتفقد جمالك وصحتك وقوتك؟

هل فكرت في ذلك اليوم الذي سوف يرسل الله فيه ملائكة الموت
لترحل معهم عن هذا العالم؟

هل تساءلت يوماً لماذا يتعلق الناس بدنيا فانية فيما هم بحاجة ماسة
إلى المجاهدة من أجل الفوز بالآخرة؟


ان الإنسان هو المخلوق الذي أنعم الله عليه بملكة التفكير،
ومع ذلك فإن معظم الناس لا يستخدمون هذه الملكة المهمة كما يجب،
حتى أن بعض الناس يكاد لا يتفكر أبداً!..

في الحقيقة كل إنسان يمتلك قدرة على التفكر هو نفسه ليس على دراية
بمداها، وما ان يبدأ الإنسان باستكشاف قدرته هذه واستخدامها،
حتى يتبدى له الكثير من الحقائق التي لم يستطع أن يسبر أغوارها من قبل.
وهذا الأمر في متناول أي شخص، وكلما استغرق الإنسان في تأمل الحقائق،
كلما تعززت قدرته على التفكر. ولا يحتاج الإنسان في حياته سوى
هذا التفكر الملي والمجاهدة الدؤوبة من بعده..

إن الهدف من هذه القراءة هو دعوة الناس إلى
" التفكير كما ينبغي"،
وإبراز الوسائل التي تساعدهم على ذلك. فالإنسان الذي لا يتفكر يبقى بعيداً
كليّاً عن إدراك الحقائق ويعيش حياةً قوامها الإثم وخداع الذات،
وبالتالي فإنه لن يتوصل إلى مراد الله من خلق الكون،
ولن يدرك سبب وجوده على الأرض.. فالله سبحانه وتعالى خلق كل شيء لسبب


ان الإنسان الذي لا يبذل جهده في التفكر والتدبر والتذكر يعيش في
حالة دائمة من الغفلة، وحالة الغفلة التي يعيشها أولئك الذين لا يتفكرون،
بما توحيه كلمة الغفلة من التجاهل مع عدم النسيان والانغماس في الشهوات
والوقوع في الاثم والاستخفاف والاهمال، هي نتيجة من نتائج تجاهلهم
وتناسيهم للغاية من خلقهم ولكل الحقائق التي يعلمهم اياها الدين،
وهذا الأمر عظيم وخطير ومؤداه في النهاية الى نار جهنم .


بعض العبارات عن الآية الكريمة :

- الإنسان مخلوق على حالة الفطرة الإِنسانية التي فطر الله النوع
ليتصف بآثارها، وهي الفطرة الإنسانية الكاملة في إدراكه إدراكاً مستقيماً
مما يتأدى من المحسوسات الصادقة،
أي الموافقة لحقائق الأشياء الثابتة في نفس الأمر، بسبب سلامة
ما تؤديه الحواس السليمة، وما يتلقاه العقل السليم من ذلك ويتصرف
فيه بالتحليل والتركيب المنتظمين، بحيث لو جانبتْه التلقينات الضالة والعوائد
الذميمة والطبائع المنحرفة والتفكير الضار، أو لو تسلطت عليه تسلطاً
ما فاستطاع دفاعها عنه بدلائل الحق والصواب، لجَرى في جميع شؤونه
على الاستقامة، ولما صدرت منه إلا الأفعال الصالحة ولكنه قد يتعثر
في ذيول اغتراره ويُرخي العنان لهواه وشهوته،
فترمي به في الضلالات، أو يتغلب عليه دعاة الضلال بعامل التخويف
أو الإِطماع فيتابعهم طوعاً أو كرهاً، ثم لا يلبث أن يستحكم فيه ما تقلده
فيعتاده وينسى الصواب والرشد .

{ لَقَدْ خَلَقْنَاْ اَلْإنْسَاْنَ فِيْ أحْسَنِ تَقْوِيْم }


يا أيها المسلم ، الإنسان أحسن الأشياء ، ولا شيء أحسن منه فسبح
واشكر لله ان الله أعدل قامة وأحسن صورة ،
وذلك أنه خلق كل حيوان منكبا على وجهه إلا الإنسان خلقه مديد القامة ،
يتناول مأكوله بيده ، مزينا بالعقل والتمييز .