المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات فى الدعوة


adnan
01-14-2013, 10:11 PM
الأخت / الملكة نــــــــور

وقفات فى الدعوة

فضيلة الشيخ / عائض بن عبد الله القرني


الوقفة التاسعة

9- عدم الإحباط من كثرة الفساد والمفسدين :
فينبغي ألا يصاب الداعية بالإحباط ، وألا يصاب بخيبة أمل ،
وهو يرى الألوف المألفة تتجه إلى اللهو ، وإلى اللغو ، والقلة القليلة
تتجه إلى الدروس والمحاضرات ، فهذه سنة الله في خلقه :

{ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }
الأحزاب
فإن الله ذكر في محكم تنزيله أن أهل المعصية أكثر ، وأن الضلال أكثر
وأن المفسدين في الأرض أكثر فقال :

{ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ }
سبأ
وقال :

{ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ }
الأنعام
وقال سبحانه وتعالى :

{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }
يوسف
وقال :

{ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }
يونس
وقال :

{ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ }
الغاشية

{ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ }
الأنعام

{ إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ }
الشورى
فنحن لا نملك سوطاً ولا عصى ، ولا عذاباً ولا حساباً ، إنما نملك حبّا ودعوة
وبسمة ونقود الناس بها إلى جنة عرضها السماوات والأرض ،
إن أجابوا حمدنا الله ،وإن لم يستجيبوا ورفضوا أوكلنا أمرهم لله
الذي يحاسبهم – سبحانه وتعالى .
قال بعض العلماء :

[ الكفار في الأرض أكثر من المسلمين ، وأهل البدعة أكثر من أهل السنه ،
والمخلصون من أهل ألسنه أقل من غير المخلصين ]
• ومن صفات الداعية أيضاً أنه يعيش واقع الناس ويقرأ حياتهم
ويتعرف على أخبارهم ،
وقال – سبحانه وتعالى – لرسوله صلى الله عليه وسلم :

{ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }
الأنعام
ومن حكمة الله - سبحانه وتعالى – أنه أحيا رسوله أربعين سنة في مكة ،
عاش في شعاب مكة ، وفي أودية مكة ، عرف مساربها ومداخلها ،
عرف الأطروحات التي وقعت في مكة ، وعرف بيوت أهل مكة ،
واعترض الكفار . وقالوا :

{ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ }
الأنعام
فالله – سبحانه وتعالى – ذكر أنه لا بد أن يكون بشراً ، يعيش آمال الناس ،
ويعيش هموم الناس و مشاكلهم ، ويعرف احتياجاتهم .
• فحق على الداعية أن يقرأ واقعة ، ويستفيد من مجتمعه ،
وأن يعرف ماذا يدور في البلد ؟ وماذا يقال ؟ وما هي القضايا المطروحة ؟
ويتعرف حتى على الباعة ، وعلى أصناف التجار ، وعلى الفلاحين ،
وعلى طبقات الناس ، وأن يلوح بطرفه في الأماكن ، وفي مجامع الناس ،
وفي الأسواق وفي المحلات ، وفي الجامعات ، وفي الأندية ،
حتى يكون صاحب خلفية قوية ، ويتكلم عن واقع يعرفه .
لذا جعل أهل العلم من لوازم الداعية إذا أتى إلى بلد أن يقرأ تاريخ هذا البلد ،
وكان بعض العلماء إذا سافروا إلى الخارج يأخذون مذكرات عن البلد ،
وعن تاريخه ، وعن جغرافيته ، وعن متنزهاته ، ويتعرفون على طبيعة أهله
، وكيف يعيشون وماذا يحبون ، وماذا يكرهون ؟!
ويتعرفون على كيفية التربية في هذا البلد .. حتى يتكلمون عن بصيرة .